العبادي يقنع الأكراد بتأجيل الانفصال حتى انتهاء معركة الموصل

13 مارس 2017
وفد الإقليم سيزور بغداد بعد معركة الموصل(إمرة يورولماز/الأناضول)
+ الخط -

 

 

استطاع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، إقناع الجانب الكردي بتأجيل طرح مشروع الانفصال حتى يتم الانتهاء من معركة الموصل، بينما يؤكد الكرد أنّهم يسعون إلى حسم كافة الملفات العالقة مع بغداد.

وقال مصدر سياسي مطّلع، لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، إنّ "جهود رئيس الحكومة حيدر العبادي نجحت في إقناع الجانب الكردي بتأجيل طرح مشروع انفصال كردستان إلى ما بعد الانتهاء من معركة الموصل"، مبينا أنّ "العبادي يريد الانتهاء من ملف الموصل الأمني والسياسي بشكل كامل قبل فتح مشروع الانفصال، خوفا من استغلال (الانفصال) من قبل خصومه السياسيين".

وأضاف المصدر أنّ "جهود العبادي أثمرت عن تأجيل طرح المشروع، وأنّ وفد الإقليم سيزور بغداد بعد الانتهاء من معركة الموصل"، مشيرا إلى أنّ "العبادي يرى أنّ الانتهاء من الملفات ملفا ملفا أفضل من طرحها جملة، على الرغم من وجود ترابط وثيق بينها".

وأشار إلى أنّ "هناك متعلقات في الموصل تخص الكرد يجب حسمها، وتتمثّل بالمناطق المشتركة في الموصل، والتي حرّرتها قوات البشمركة وما زالت تتواجد فيها"، مبينا أنّ "هذا الملف سيحسم أيضا ضمن الملفات الأخرى بعد التحرير".

من جهته، قال رئيس كتلة "الحزب الديمقراطي الكردستاني" عرفات كرم، إنّه "تم تشكيل لجنتين سياسية وحكومية لبحث زيارة وفد الإقليم إلى بغداد، وإجراء الحوارات، من أجل حل الأزمات"، مبينا أنّ "اللجنتين باشرتا الإعداد للملفات العالقة، ونحن نسعى لموقف موحد من الأحزاب الكردية إزاء الزيارة".

وأضاف كرم، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّه "لم يتم بعد تحديد موعد لزيارة وفد الإقليم إلى بغداد، وأنّ الوفد الذي سيذهب سيبحث كل المشاكل العالقة مع بغداد وإيجاد حلول لها".

وأوضح أن "هناك أطرافا تحاول أن تعطي انطباعا أنّ الكرد لا يريدون العراق الموحد، لكنّنا ككرد كنا نطالب بالحكم الذاتي، وأنّ الحكومات المتعاقبة لم تمنحنا ذلك، ورفعنا مطالبنا إلى الفدرالية، ولم نحصل عليها، واليوم رفعنا مطالبنا إلى الانفصال بسبب عدم جدية الحكومات في التعامل مع ملفنا".

وأكد أنه "لو كانت الحكومات السابقة قد طبقت لنا الحكم الذاتي لما لجأنا إلى مطالبنا الأخرى، على الرغم من أنّها مطالب دستورية"، مشيراً إلى أن "هناك من يدفعنا إلى هذه السقوف من المطالب، وهي حكومة المالكي التي لم تطبق مبدأ الشراكة الحقيقية طوال دورتين من حكمها".

وتخشى حكومة العبادي طرح موضوع الانفصال في الوقت الراهن، لما يثيره من خلاف وأزمة سياسية قد تضرب التوافق بين بغداد وأربيل، وتؤثّر على التنسيق والتعاون المشترك في معركة الموصل، الأمر الذي يستدعي تأجيل المشروع لحين الانتهاء من معركة الموصل.