فيون يعترف بعمل زوجته ويعتذر للفرنسيين

06 فبراير 2017
فرانسوا فيون يتحدث للفرنسيين... (فرانسو مونيي/فرانس برس)
+ الخط -



أخيراً، قرّر المرشح فرانسوا فيون أن يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد عشرة أيام من التردد، انهارت فيها شعبيته بشكل مثير، وتجرأ الكثيرون من عائلته السياسية على مطالبته باتخاذ قرار الانسحاب... "أنا الآن واقف"، يقول فيون في تحدٍّ ظاهر لكل خصومه، وأيضا للمشككين ضمن عائلته.

اعترف فرانسوا فيون بأن ردود الفعل الشعبية، على الأخبار التي نشرتها صحيفة لوكنار أونشنيه، كانت شرعية في البلد، ولكنه ذكّر بأن وراءه 32 سنة من الحياة السياسية، لا شبهة فيها من الناحية الأخلاقية، ووصف الهجوم عليه بأنه "غير مسبوق في الجمهورية الخامسة"، ورأى أن "المُستهدَف الحقيقي من كل هذا الهجوم هو مرشح اليمين والوسط"، واعترف بأن الشرطة استجوبته خلال أربع ساعات، كما استجوبت زوجته خمس ساعات.

وقطع الشك باليقين حين صرح بأن زوجته اشتغلت مساعدة له، ثم مُساعِدة للنائب الذي خلفه حين أصبح رئيسا للحكومة، ثم أصبحت مساعدة له بعدها، خلال 15 سنة، مقابل مبلغ 3677 يورو، و"هو مبلغ يتناسب مع مؤهلاتها الجامعية" على حد قوله، وسخر من التضخيم في المَبالغ التي حصلت عليها زوجته، أي 900 ألف يورو، وكشف عن أنه تم تضخيمها، لأنها مرتبات خامة، ولم يُكشَف الثمن الصافي، ونفى أن يكون عمل زوجته وابنتيه وهميّا، لمجرد أن زوجته لم يكن لديها "بادج" الدخول إلى البرلمان، ولا إيميل البرلمان، لأنّ "الكثير من مساعدي النواب لا يمتلكونهما"، وعن اللقاء في الصحافة البريطانية، الذي نفت فيه زوجته أن تكون لها وظيفة، قال إنه حُرّف واقتطع من سياقه.

وكرر فيون بأن كل شيء، في ما يخصّ عمل زوجته وابنتيه، كان قانونيا، وأمّا ما يخصّ الناحية الأخلاقية فـ"الفرنسيون هم مَن يحكم عليّ". وقال: "أنا أعتذر إذا كان الأمر قد صدم الفرنسيين"، وعبّر عن استعداده لتغيير النظام الذي لم يَعُد الفرنسيون يقبلونه.

وفي جو من الشفافية وَعَد بنشر كل ما تلقته زوجته، مساء هذا اليوم، للرأي العام، لكنه ألحّ على أن "الشفافية يجب أن تُطبَّق على الجميع"، وتمنى على "التغطية الإعلامية أن تتجه للجميع"، وطالب الإعلام الفرنسي أن يهتم ببرنامجه الانتخابي.

وقال إنّ "برنامجي يُزعج الكثيرين، لأنه البرنامج الذي يقترح القطيعة مع السياسات السابقة"، ورأى أن "الخطر يكمُنُ في اليمين المتطرف وأيضا اليسار الذي لا يريد أن يتحمل تركة هولاند".

وردّا على كلّ من ينتقده من داخل  حزبه، شدد فيون على أنه "ليس للحزب (الجمهوريون) أي سلطة في التشكيك في شرعيتي، متوعدا بـأن "الحملة الانتخابية الجديدة بدأت الآن"، وفي جو من استعادة الثقة، سمح لنفسه أن يقول: "أنا المرشح الوحيد القادر على خلق القطيعة مع الماضي".

لم يكن ما عايشه المرشح فيون، خلال الأيام الأخيرة، سهلا، لكنه قال إن "عنف الاتهامات قوّتني وقوّت من براهيني"، ولأنه أراد من خلال هذا اللقاء مع الإعلام الفرنسي، وهو ما كان يرفضه لحدّ الآن، أن يخاطب الفرنسيين، الذين صُدموا بهذه الحقائق.

وأضاف: "أتفهم تطور موقف الرأي العام الفرنسي في هذه القضية، ولكنّي لن أعوّض ما حصلت عليه زوجتي نظيرَ عملها". وأضاف: "أُنتَقَدُ بسبب إجراءات قديمة، لستُ من خلقها، ولم يَعُد يقبلها الفرنسيون، ولستُ متابَعا بسببها، ولكني أوافق على تغييرها، كما يشاء الفرنسيون".

واعتبر فيون أن ما تعرض له هو "محاكمة بعيدة عن الواقع، وسيُغيّر الفرنسيون من مواقفهم حين يعرفون الحقيقة"، وعن سبب تأخره في الرد وشرح الأمر للرأي العام، قال: "تأخرت... وزعزعتني الاتهامات، ولم أكن أنتظر كل هذا العنف، وكأن السماء سقطت فوق رأسي"، وكأنما يمنح نفسه قوة للمضي قدما.

وتابع: "حياتي السياسية تتحدث عني، ومشروعي للمستقبل نال رضى الملايين من الفرنسيين". وتساءل قائلا: من يستفيد من الجريمة؟ ثم أجاب: "هو من يريد فشل اليمين، الأمر رهيب، يريدون ترك مارين لوبان تتبارز ضد إيمانويل ماكرون". وأوضح أنه لا يزال "مع تخليق الحياة السياسية، أي لن يترشح في حال إدانته من قبل القضاء (في إشارة سابقة تتهم ساركوزي وجوبيه بمتاعب مع القضاء)". وأضاف: "أنا الوحيد الذي يقول هذا، في الجمهورية الخامسة".

وعن المستقبل، قال فيون إنه يبدأ من الآن: "سنجتمع جميعا وننطلق للحملة الآن، ولا حل ثانياً، ولا مرشح من دوني... وأنا الآن، مرشح الفرنسيين ولست مرشح حزب".​

المساهمون