ربيع نويجع... الشهيد العامل الذي باغته جنود الاحتلال كاللصوص

28 فبراير 2017
الشهيد ربيع نويجع (فيس بوك)
+ الخط -
كان الشاب الفلسطيني ربيع نويجع، متوجهاً إلى عمله في بلدة كفر قاسم بالداخل الفلسطيني المحتل، حين باغته جنود الاحتلال المختبئون كاللصوص عند فتحة الجدار القريبة من بلدة الزاوية، ليسقط شهيداً أمس الإثنين. جرائم جنود الاحتلال لم تقف أمس، عند قتل ربيع، بل  لاحقوا الفتى المقدسي عبدالله هارون عناتي، وأطلقوا الرصاص عليه وأصابوه في رئته، بينما كان عائداً إلى منزله.

الشهيد نويجع يبلغ من العمر 22 عاما، وهو من مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين شرقي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

يقول فضل نويجع قريب الشهيد لـ"العربي الجديد"، إن ربيع ذهب عصر أمس إلى عمله في الداخل المحتل، ومر عبر فتحة الجدار القريبة من بلدة الزاوية غربي مدينة سلفيت شمال الضفة، محاولا الوصول إلى بلدة كفر قاسم.

ويضيف نويجع أنه "بعد أن قطع الشهيد ومعه شاب آخر فتحة السلك الشائك، باغته جنود الاحتلال الذين كانوا يختبئون للعمال الذين يدخلون من تلك الفتحة للوصول إلى أماكن عملهم، حيث أطلق عليهما جنود الاحتلال الرصاص ولاحقوهما".

ويشير نويجع إلى أن ربيع سقط خلال هروبه من جنود الاحتلال من منطقة مرتفعة يزيد طولها عن 50 مترا، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة، واستشهاده بعد ذلك، حيث نقلته طائرة إلى أحد المشافي بالداخل المحتل، ومن ثم نقل إلى مستشفى رفيديا بنابلس، ومن المقرر أن يتم تشييعه بعد عصر اليوم.

المكان الذي يرجح سقوط الشهيد ربيع نويجع منه (فيس بوك) 

في سياق متصل، أصيب الفتى المقدسي عبد الله هارون عناتي (14 عاماً)، برصاص الاحتلال الإسرائيلي بجروح خطيرة أمس الإثنين، بعد استهدافه بعيار مطاطي أثناء توجهه لمنزله عبر حاجز مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، ما أدى لإصابته بتمزق بالرئة من الجهة اليسرى، وبنزيف داخلي وتمزق بعضلة اليد اليسرى.

وتقول والدة الفتى عناتي لمركز معلومات وادي حلوة المختص بالشأن المقدسي، "ذهبت أنا وزوجي لاصطحاب أولادي من مدارسهم في كفر عقب شمال القدس، إلى المنزل في مخيم شعفاط، ولدى وصولنا الحاجز كانت عليه أزمة خانقة ومواجهات قوية وإطلاق قنابل غازية بصورة عشوائية، وخلال ذلك ترجلت أنا وأولادي (عبد الله وشقيقاته) من المركبة للدخول عبر ممر المشاة والوصول إلى منزلنا".

وتضيف الوالدة: "تمكنت وأولادي من المرور عبر الحاجز واجتياز منطقة المواجهات، وسرنا معا في زقاق المخيم بعيدا عن المواجهات، وكان عبد الله يسير أمامي، وفجأة سمعت عن وجود إصابة، وقبل وصولي المنزل بدقائق حضر فتية وأخبروني بإصابة نجلي عبد الله".

وتقول أم عبد الله: "أخذته مباشرة إلى المركز الصحي ثم طالب الطبيب بتحويله مباشرة إلى المستشفى لخطورة الإصابة، ولكن عند الحاجز العسكري مدخل المخيم حاول الجنود منعنا من المرور، وبعد احتجازنا لأكثر من نصف ساعة سمح لنا، خاصة لخطورة وضع عبد الله الصحي وتقيؤه الدم بصورة متواصلة، واشترط الجنود تحويله إلى مستشفى هداسا العيسوية، ومرافقته من قبل اثنين من الجنود داخل سيارة الإسعاف، إضافة إلى متابعة سيارة الإسعاف بمركبة لقوات الاحتلال سارت خلفها".

وتوضح العناتي أن الفحوصات والصور التي أجريت لعبد الله تبين إصابته بعيار مطاطي تبعد عن القلب عدة سنتيمترات، أدت إلى إصابته بنزيف داخلي وتمزق بالرئة وتمزق بعضلة اليد، ولا يزال قيد العلاج والمتابعة في المستشفى.

ورغم وضعه الصحي إلا أن عبد الله لا يزال قيد الاعتقال والاحتجاز في المستشفى، وأجرت مخابرات الاحتلال مساء أمس له التحقيق الأولي، وهو لا يزال تحت تأثير الأدوية والمسكنات، حيث وجهت له تهمة "إلقاء الحجارة" باتجاه الجنود، كما تمت مصادرة ملابسه وحذائه، وتدعي الشرطة الإسرائيلية وجود الصور التي تبين أنه كان يلقي الحجارة رغم تأكيد والدته أنه كان في طريقه إلى المنزل.

 

المساهمون