"فوربس" عن احتجاجات إيران: هل ينصت العالم للمطالب المحقة؟

30 ديسمبر 2017
العالم وقف يتفرج على القمع في عام 2009 (تويتر)
+ الخط -
رأت مجلة "فوربس" الأميركية أن قلة من شعوب العالم تلقفت الاحتجاجات التي نشبت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية منتصف هذا الأسبوع، معتبرة أن خروج الإيرانيين إلى الشوارع للاحتجاج كان لأسباب متنوعة ومتداخلة ما بين السياسي والاقتصادي، سائلة إن كان العالم سينصت إليهم هذه المرة، أو سيتركهم لمصيرهم مع النظام الإيراني كما حصل عشية الثورة الخضراء عام 2009.

وتذكر المجلة أن الاحتجاجات انطلقت منتصف الأسبوع، بسبب نسب البطالة المرتفعة في البلاد (12.4%) المترافقة مع ركود اقتصادي وتضخّم أسعار سلع، فيما السبب الثاني للاحتجاج كان تحركات النظام الإيراني العسكرية خارج البلاد، خصوصاً في سورية.

وتشير في هذا الصدد إلى أن الاقتصاد والعمل العسكري المترافق مع الخسائر وخيبات الأمل يُعدان من الأسباب النموذجية لإطلاق شرارات الاحتجاج في إيران تاريخياً، منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وتشير إلى أن الشأن الاقتصادي بات اليوم الشغل الشاغل لمعظم الإيرانيين، بسبب ما يعانونه من انخفاض في نسب الأجور في مقابل ارتفاع أسعار السلع المترافق مع الفساد والبطالة. وتذكّر "فوربس" بأنه غالباً ما كان الاقتصاد سبباً للتغيير السياسي في إيران، إذ تؤكّد أن الانكماش الاقتصادي في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي، كان السبب الرئيسي خلف انتخاب الرئيس الراديكالي محمود أحمدي نجاد.


أما في الشأن العسكري، فتتحدّث عن أن معاناة الإيرانيين في الحرب الطويلة ضد العراق، التي دامت ثماني سنوات، ما زالت حاضرة في ذاكرة المواطن الإيراني وتؤثر في نفسه.

بعد ذلك، تتحدّث "فوربس" عن تركيبة النظام الإيراني، فتتحدث عن كونه يتألّف من قسمين: الأول تابع للمؤسسة الدينية غير منتخب، وهو الأقوى، فيما الثاني عبارة عن جهاز سياسي شبه ديمقراطي، يُسمح لبعض منه بالترشح إلى الانتخابات.

وتؤكّد "فوربس" أن الاحتجاجات التي تشهدها الساحات الإيرانية اليوم تُعدّ تهديداً كبيراً للطبقة الثانية، أي طبقة السياسيين الذين يمسكون بالسلطة التنفيذية، تلك المنوط بها تأمين الرفاه الاقتصادي للمواطنين. لكن في حقيقة الأمر، فإن الطبقة الأولى المنبثقة عن المؤسسة الدينية الاستبدادية هي التي تمارس السلطة الفعلية ولها السيطرة النهائية. وبالتالي، ترى "فوربس" أنها هي من يتحمّل المسؤولية عن الأسباب الكامنة خلف الأزمات الاقتصادية والعسكرية.

وترى أن هذه الطبقة هي من يرسم السياسة الخارجية لإيران، وكذلك هي المسؤولة عن تورط الجمهورية الإسلامية في حروب الداخل السوري والعراقي على مدى السنوات الماضية. وبطبيعة الحال، هي من يمنع الاقتصاد الإيراني من النمو والتعافي، لا سيما القطاع النفطي، بسبب العقوبات الدولية المفروضة على إيران.

وتشير في هذا الشأن إلى أن المؤسسة الدينية الاستبدادية وضعت قواعد وشروطاً غير واقعية لجذب الاستثمار الأجنبي، كاستخدام اللغة الفارسية في المفاوضات الدولية، وفرض شروط شبه مستحيلة على عقود الإيجار التي تحدّ هوامش ربح المستثمر الأجنبي، فضلاً عن البُنى التحتية الإيرانية المترهّلة. وكذلك آثرت خلق بيئة معادية للأعمال التجارية الأجنبية، من خلال زرع العداء في النفوس ضد الدول الغربية، لا سيما اعتقال واحتجاز الرعايا الأجانب، بمن فيهم رجال الأعمال، بتهم التجسّس.


وتختم "فوربس" بسؤال فتقول: بعد ثورة عام 1979 خرج مئات الآلاف من الشباب الإيراني إلى الشوارع عشية الثورة الخضراء عام 2009، ولم يحرك العالم ساكناً عندما تعرضوا للضرب والاعتقال وحتى القتل على أيدي رجال الأمن. وكذلك اليوم هم يخرجون إلى الشوارع ليعبروا عن سخطهم ومعاناتهم من النظام القمعي الحاكم... فهل ينصت العالم لمطالبهم؟

دلالات