في إطار التحقيقات التي يحاول فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) فكّ خيوط جريمة لاس فيغاس، التي وقعت الأحد وخلّفت عشرات القتلى ومئات الجرحى؛ من المتوقّع أن يستجوب ضبّاط التحقيق صديقة منفّذ المجزرة، بعد أن تبيّن أنّه حوّل مبلغًا كبيرًا من المال إلى موطنها الأصلي، الفيليبين، قبل الحدث الدموي بأيام قليلة.
وبحسب صحيفة "ذا تيلغراف" البريطانية، فقد أرسل ستيفن بادوك، الأسبوع الماضي، مبلغ 100 ألف دولار أميركي إلى الفيليبين، حيث تقطن عائلة صديقته، ماريلاو دانلي. وتضيف الصحيفة أنّه لم يكن معروفًا ما إذا كانت الأموال موجّهة كهديّة لها؛ أو أن بادوك كان يخطّط للهرب إلى هناك؛ أو أنّه نقلها في الأصل لشخص آخر.
وصرّحت الشرطة بأن دانلي كانت في الفيليبين حينما أطلق صديقها النار بشكل عشوائي على الآلاف في الجهة المقابلة للمبنى الذي تواجد فيه، ولا يُعتقد أنّها كانت مشاركة في العملية.
وتبيّن الصحيفة، في هذا السياق، أن دانلي سافرت إلى الفيليبين عبر هونغ كونغ، في 25 سبتمبر/أيلول، ومن المتوقّع عودتها إلى الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، ويمكن أن تزوّد المحققين بأدلة رئيسية عن حالة بادوك.
ويقول جيفري سيمون، الخبير الأمني ومؤلف كتاب "إرهاب الذئاب المنفردة"، للصحيفة: "أعتقد أن الصديقة هي المفتاح. آمل أن تكون قادرة على تقديم بعض الأجوبة". لكنه يستدرك: "لكننا ربما نكون أمام أكبر عملية إطلاق نار عشوائي في أميركا، ولا نعرف أبدًا لماذا وقعت".
ويقول محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) إنهم يبحثون في أموال بادوك، بوصفها مسألة عاجلة، في محاولة لإيجاد دافع للمجزرة. لا سيما أن أقارب بادوك، الذي كان يعمل محاسبًا في السابق، يقولون إنّ ثروته تقدّر بـ2 مليون دولار، وقامر بشكل مفرط في عشرات آلاف الدولارات.
ويقول شقيقه إن ستيقن تلقّى مؤخرًا رسالة نصيّة تفيد بأنّه ربح 40 ألف دولار دفعة واحدة، مضيفًا: "كان يشتكي حينما يخسر. لكنه لم يقل أبدًا إنه خسر 4 ملايين دولار أو شيئًا من هذا القبيل. أعتقد أنّه كان سيخبرني".
لكن على الرغم من ذلك، تفصّل الصحيفة أن بادوك كان يقامر بكثافة في الأسابيع التي سبقت المجزرة، وقد أظهرت السجلات المحفوظة في كازينوهات لاس فيغاس أنّه شارك في 16 معاملة تجاوزت 10 آلاف دولار خلال الأسابيع الأخيرة، ولم يتّضح إذا ما كانت نتيجتها الربح أم الخسارة.
وخلافًا لعمليات إطلاق النار العشوائية الأخرى في التاريخ الحديث، يبدو أن بادوك لم يترك أيّة "رسالة انتحار"، أو خطابًا بلاغيًّا يحاول فيه تسويغ فعلته. عطفًا على ذلك، يبيّن محلّل الشخصيات في "إف بي آي"، كلينت فان زانت، أنّه عادة بعد عمليّات إطلاق النار من هذا القبيل "يقول الناس بعد يومين: نعم، فهمنا أخيرًا ما كان يدور في حياة هذا الرجل"، لكن مع بادوك، يقول زاندت إنّهم لم يعرفوا شيئًا بعد.
لكنّه يستدرك على ذلك قائلًا: "لقد عرف تمامًا ما كان يريد القيام به. عرف أنّه كان مقدمًا على ذلك الفعل، ولم يبدُ أنّه كان يملك أيّة خطّة هروب على الإطلاق".