تركي الفيصل يواصل لقاءاته الإسرائيلية: بإمكاننا معاً مجابهة التحديات

06 مايو 2016
الأمير السعودي عرض ما يشبه الصفقة على إسرائيل(Getty)
+ الخط -
يواصل الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، الأمير تركي الفيصل، لقاءاته التطبيعية مع مسؤولين إسرائيليين، شأنه شأن مسؤولين سابقين من بلده وعدد من وسائل الإعلام المحسوبة على دوائر سعودية غير رسمية، كموقع "إيلاف".

فبعدما ظهر الفيصل مع الوزيرة الإسرائيلية تسيبي ليفني، خرج، أمس الخميس، بتوقيت الولايات المتحدة، فجر اليوم الجمعة بتوقيت القدس المحتلة،؛ من واشنطن، بمجموعة مواقف في لقاء مع مستشار الأمن القومي السابق لحكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، جنرال الاحتياط يعقوب أميدرور، في مناظرة تلفزيونية نظمها معهد واشنطن للسياسات الشرق الأدنى، المعروف بتوجهه القريب من سياسات دولة الاحتلال واللوبيات الصهيونية في أميركا.

وعرض الأمير السعودي ما يشبه الصفقة أو التحالف على إسرائيل واللوبيات اليهودية، قائلاً "أقول دائماً للمشاهدين اليهود إنه بالعقول العربية والمال اليهودي يمكننا المضي قدماً بصورة جيدة، وفكروا ما يمكن تحقيقه في المواضيع العلمية والتكنولوجيا والمسائل الإنسانية والعديد من الأمور الأخرى".


وادعى تركي الفيصل أن "إسرائيل لديها سلام مع العالم العربي، وأعتقد أن بإمكاننا مجابهة أي تحد، ومبادرة السلام العربية المقدمة من السعودية في عام 2002 من وجهة نظري تقدم أفضل معادلة لتأسيس السلام بين إسرائيل والعالم العربي، ومن هذا المنطلق لا أستطيع فهم لماذا لم تسع حكومة نتنياهو للإمساك بهذا العرض".

وقال الفيصل أيضاً، إنّه يتمنى أن يصلي في المسجد الأقصى، لكنه لن يقوم بذلك ما لم يتم توقيع اتفاقية السلام، مستبعداً عدم حصول ذلك في زمنه، بل في زمن أبنائه وأحفاده.

وبدا واضحاً أن العداء لإيران يهيمن على مواقف كل من الأمير السعودي والجنرال الإسرائيلي، فقال الأول: "كما قال الجنرال، فإن التعاون بين الدول العربية وإسرائيل لمواجهة التحديات مهما كان مصدرها، سواء كانت إيران أو أي مصدر آخر، ستكون مدعمة بصورة أقوى في ظرف يكون فيه سلام بين الدول العربية وإسرائيل، ولا أستطيع أن أرى أي صعوبات بالأخذ بذلك"، وذلك تعليقاً على كلام أميدرور وحرفيته أنّه "من وجهة نظر إسرائيل، فإن القلق من الملف الإيراني هو أن إيران ستصبح في يوم من الأيام قدرة نوويّة، وهذا تهديد لوجودنا، ولن نسمح بحصول ذلك، بمساعدة الأميركيين أو من دونهم، إسرائيل مستعدة للدفاع عن نفسها".

وعلى حد تعبير الجنرال الإسرائيلي، "هناك الكثير من اللقاءات غير الرسمية بين إسرائيل والسعودية، ضمن محاولات متعددة للوصول لمصالح مشتركة، والمساهمة في العلاقات مع الجيران، سواء كانوا فلسطينيين أم سواهم". وبوجود المسؤول السعودي الأمني السابق، وجّه أميدرور مجموعة من التهديدات للبنان ولـ"حزب الله"، بقوله إن "الإيرانيين مستمرون في دعم حزب الله وأي حرب مع حزب الله ستكون حرباً مدمرة للبنان، لأن وجود صواريخ للحزب في لبنان يعني أن هناك العديد من اللبنانيين سيقتلون، لأن مواقع تخزين هذه الصواريخ هو وسط مناطق مدنية".

وأكثر من ذلك، تحدث أميدرور عن "إمكانية إنشاء مظلة تعاون بين الدول العربية وإسرائيل ضد إيران"، مدعياً وجود ما سماه "جامعة عربية جديدة"، لافتاً إلى أن "إسرائيل تستطيع مساعدة السعودية في مساعي الأخيرة لإيجاد بدائل عن النفط من أجل دعم اقتصادها".

وسجّلت الفترة الماضية لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين ومسؤولين سعوديين سابقين، بالإضافة إلى مواقف صدرت عن هؤلاء تشجع على "السلام" مع دولة الاحتلال، خصوصاً على لسان تركي الفيصل في لقاءاته مع ليفني خصوصاً، بالإضافة إلى تعليقات ومواقف للمسؤول السابق في جهاز الاستخبارات السعودي، أنور عشقي، التي تصب في الاتجاه نفسه.

إعلامياً، لم يكن الحال مختلفاً، إذ سجلت مواقع إلكترونية محسوبة على السعودية، خصوصاً موقع "إيلاف"، لقاءات عبر مراسله مجدي الحلبي، مع مسؤولين إسرائيليين بشكل غير مسبوق، لناحية تشريع أبواب التطبيع بالكامل مع دولة الاحتلال ومسؤوليها العسكريين منهم، من دون أن يكون هناك حتى مراعاة مهنية لطرح وجهة النظر المقابلة لادعاءات "الضيف" الإسرائيلي.

المساهمون