القمة الخليجية الأميركية: ترسيخ الشراكة الأمنية ورفض الانتهاكات الإيرانية

424F7B7C-113B-40E9-B0BD-EFA3B6791EB5
بدر الراشد

كاتب وصحافي سعودي

22 ابريل 2016
7355A554-F1A8-4987-A3BF-56FC0D8C480E
+ الخط -
كما كان متوقعاً، لم تخرج القمة الخليجية ـ الأميركية التي اختتمت أعمالها، أمس الخميس، في العاصمة السعودية الرياض، عن المألوف. ولم تسجّل أي اختراق، إنْ كان في الملفات التي تمّت مناقشتها أو التفاهمات التي نتجت عنها، باستثناء ترسيخ التعهدات الأميركية السابقة، بخصوص أمن الخليج، والتشديد على رفض الانتهاكات الإيرانية، وتأكيد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، دعمه للهدنة في اليمن، ومساعي الحل السلمي لإيقاف الحرب هناك. 

وناقش الرئيس الأميركي مع الجانب الخليجي القضايا الساخنة الملحّة في المنطقة، والتي تشمل الملف العراقي، والسوري، واليمني، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي، فيما أكد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، "حرص والتزام دول المجلس على تطوير العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة خدمة لمصالحنا المشتركة وللأمن والسلم في المنطقة والعالم".

وتضمن البيان الختامي للقمة مجموعة من المواقف المتعلقة بأبرز دول المنطقة، أولها التأكيد على "ضرورة اليقظة حيال تصرفات إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة، بما في ذلك برنامجها للصواريخ الباليستية ودعمها الجماعات الإرهابية مثل حزب الله وغيره من وكلائها المتطرفين في كل من سورية واليمن ولبنان وغيرها"، بحسب ما ورد في البيان. كما أشار إلى أنه "للمساعدة في الوصول الى نهج مشترك حيال تلك الأنشطة، تعهدت الولايات المتحدة مجلس التعاون بزيادة تبادل المعلومات حول إيران والتهديدات غير التقليدية في المنطقة". ولفت البيان إلى أن "دول مجلس التعاون أكدت على استعدادها لبناء الثقة وتسوية الخلافات الطويلة الأمد مع إيران، شريطة التزام ايران بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سلامة الأراضي بما يتفق مع القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة".
 كما شدد البيان الختامي للقمة على العمل من أجل "تقوية قدرات دول الخليج لمواجهة التهديدات الخارجية والداخلية". وفي السياق ذكر البيان أن "واشنطن عرضت إجراءات إضافية لدرء خطر الصواريخ الإيرانية"، ونص على العمل على "زيادة تبادل المعلومات بشأن الأخطار الإيرانية في المنطقة". 


كذلك ذكر البيان أنه تمّ "التأكيد على اتفاقات الدفاع المشترك ضد أي خطر خارجي"، وجرى الاتفاق على إقامة "مناورات عسكرية مشتركة في مارس/آذار 2017". ودعمت القمة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق في ليبيا، فيما تم الاتفاق على تأييد محادثات الكويت بشأن الأزمة اليمنية، ورحب المجتمعون بجهود العراق لتخفيف الاحتقان الطائفي وإجراء المصالحة. كما جرى الاتفاق على تنسيق الجهود لهزيمة الجماعات الإرهابية، وتأكيد دعم الشعب السوري وتنفيذ القرارات الدولية، كما تم الترحيب بخطط واشنطن لعقد قمة بشأن اللاجئين في سبتمبر/ أيلول المقبل.

وترجمت الولايات المتحدة تعهداتها بحماية أمن الخليج، ومواجهة أي تهديدات إيرانية، بتفاهمات حول تعزيز القدرات الدفاعية الصاروخية لدول مجلس التعاون الخليجي، بدعم أميركي، بالإضافة إلى رفع القدرات العسكرية الدفاعية لدول الخليج بشكل عام. كما عقد الجانبان، (الخليجي والأميركي)، تفاهمات تتعلق بتسيير دوريات بحرية مشتركة، لمواجهة محاولات الجانب الإيراني نقل أسلحة إلى مناطق النزاع في المنطقة، لا سيما اليمن. وتأتي هذه الخطوات لتطمين الجانب الخليجي أن التعهدات الأميركية بمواجهة الانتهاكات الإيرانية ليست مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي، وإنما يمكن أن تترجم على أرض الواقع، على هيئة خطوات عملية. كما تضمن كلام أوباما، عقب القمة، جرعة تطمينية للدول الخليجية، قائلاً: "لم نكن لننجح في التوصل للاتفاق النووي مع إيران لولا تعاون دول الخليج". واتهم الرئيس الأميركي الجانب الإيراني بـ"مواصلة تسليح الجماعات الإرهابية"، مؤكداً "قلق بلاده من السلوك الإيراني في المنطقة".

في الشأن اليمني، شدّد الرئيس الأميركي على أهمية "التزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار"، مؤكداً دعم بلاده للمساعي السياسية، لإيجاد مخرج للحرب في اليمن. ويشير مراقبون إلى أنّ الرئيس الأميركي حاول الضغط على شركائه الخليجيين للتمسك بالهدنة، والحل السياسي، ودعم مفاوضات الأطراف اليمنية في الكويت. وحمل كل من الملف العراقي والسوري الكثير من التوافقات الخليجية ـ الأميركية وخصوصاً بدعم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي. وأكد الرئيس الأميركي، في مؤتمره الصحافي، أمس، أن دول الخليج تقوم بدور ملموس في محاربة الإرهاب، مجدداً التزام بلاده بمواصلة "دعم القوات العراقية حتى القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

وفي ما يخصّ سورية، أكد الرئيس الأميركي أنه "لا يرى الرئيس السوري بشار الأسد في أي حكومة سورية مقبلة"، معلّلاً كلامه بالقول: "لا يأتي هذا الموقف بسبب جرائم النظام وحسب، لكن لأن الأسد جزء من الخلاف الراهن". وصياغة الرئيس الأميركي لموقف الولايات المتحدة من الأسد تأتي كحل وسط بين التأكيد على رحيله، أو تجاهل مصيره. فهنا، لا تقدم الولايات المتحدة رفضاً حاسماً لوجود الأسد في مستقبل سورية، لكنها ترى أن الأمر مستبعد، وفقاً لمراقبين.
وجاءت القمة الخليجية الأميركية، في ظرف دقيق تمر به العلاقة بين الطرفين، إذ سبقتها انتقادات متبادلة، وخلافات حول تهديدات إيران للمنطقة، ودعمها للمليشيات في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن، الأمر الذي تعطيه الرياض أولوية قصوى. بينما يركز الجانب الأميركي في مقاربته لقضايا المنطقة على أولوية ملف محاربة الإرهاب.

ذات صلة

الصورة

منوعات

وصفَت السيدة الأميركية الأولى السابقة ميشيل أوباما، يوم أمس الثلاثاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "عنصري".
الصورة
البيت الأبيض/سياسة/غيتي

أخبار

أعلن جهاز الأمن السري الأميركي، اليوم الأربعاء، اعتراض "رزمتين مشبوهتين" قد تكونان تحويان عبوتين ناسفتين، أرسلتا إلى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، فيما تم إخلاء مقر شبكة "سي إن إن" في نيويورك، بسبب رزمة مشبوهة
الصورة
تويتر Jaap Arriens/NurPhoto

منوعات

تسخر الحسابات الحكومية الروسية على "تويتر" من الغرب ومسؤوليه، بانتهاج أسلوب استفزازي ومتنمر موجّه ضد مسؤولين معينين أو رداً على قرارات معينة، ما يبين أن النشاط الإلكتروني الروسي لا ينحصر بالمتصيدين والتدخل المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
الصورة
الولايات المتحدة/دونالد ترامب خطاب القسم/سياسة/صامويل كوروم/الأناضول

سياسة

جاء خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حفل تنصيبه، مخيّباً لآمال المراقبين الذين كانوا يراهنون على أنّ الرئيس الجديد لن يدخل إلى البيت الأبيض بذات الخطاب الشعبوي الذي درج عليه خلال حملته الانتخابية.
المساهمون