هل يستطيع ساندرز تغيير مسار السباق نحو البيت الأبيض؟

27 مارس 2016
يعوّل ساندرز على نيويورك وكاليفورنيا (Getty)
+ الخط -



بفوز السيناتور الأميركي، بيرني ساندرز، الكاسح على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في ثلاث ولايات في الانتخابات التمهيدية للحزب التي جرت أمس، يكون قد أوضح سبب بقائه في السباق حتى الآن، وبأن تعويله على ولايات الشمال والغرب كان قائما على حسابات دقيقة.

ولكن رغم أن تفوقه على الوزيرة السابقة وصل إلى ما يقارب الثمانين في المئة في ولايتي واشنطن وألاسكا، وأقل من ذلك بقليل في ولاية هاواي، إلا أن الفارق الإجمالي ما يزال حتى الآن لصالح منافسته بما يقارب المئتي مندوب. ويحتاج ساندرز إلى الفوز بنسبة تزيد عن الـ58% في متوسط ما تبقى من سباق لتغيير المسار على الصعيد العملي، وهي نسبة صعبة لكنها ليست مستحيلة.

ولهذا السبب يبدو أن كلينتون بدأت تستشعر الخطر من لحاق ساندرز بها وربما تحقيقه فوزا نهائيا عليها، نظرا لأن السباق الآن أصبحت ساحته هي ولايات الشمال والغرب الأميركي التي لا تكفي فيها يسارية كلينتون المحدودة للتفوّق على ليبرالية ساندرز الأكثر جلاءً، من وجهة نظر الناخبين التقدميين في هذه الولايات.

وأعربت كلينتون عقب إعلان نتائج انتخابات أمس، عن أسفها قائلة إن حملة منافسها

بدأت تلجأ لإعلانات سلبية تهاجمها بحدة، وتخرج عن نطاق التركيز على القضايا إلى مهاجمتها شخصيا في قضايا غير انتخابية.

وأشارت كلينتون في تصريحات تلفزيونية، إلى أن ساندرز بدأ يستخدم قضية بريدها الإلكتروني لإبلاغ الناخبين بأن وصولها إلى الرئاسة غير ممكن في ظل الملابسات المحيطة بسجلها، وهو أمر كان يتجنبه في السابق تاركا المهمة للجمهوريين.

غير أن ساندرز من جانبه بدأ يتخذ إجراءات عملية للاستفادة من الزخم المترتب على فوزه الكبير هذا الأسبوع، حيث قرر فتح مكتب لحملته الانتخابية في حي بروكلين بمدينة نيويورك، المقر الدائم لهيلاري كلينتون، باعتبار أنه الحي الذي كان فيه مولده وقد يحظى فيه بتأييد الناخبين اليهود.

ويسعى ساندرز للفوز على كلينتون في جولة نيويورك التي ستكون حاسمة وستجري في التاسع عشر من أبريل/ نيسان المقبل، لأن خسارتها للولاية التي مثلتها في مجلس الشيوخ قبل تعيينها وزيرة للخارجية سيكون بمثابة ضربة قاصمة لن تجعلها قادرة على الحفاظ على تفوقها، فضلا عن أنها ستكون سببا قويا لجعل نسبة كبيرة من الناخبين الكبار المؤيدين لها يغيّرون تأييدهم لصالح ساندرز قبل حلول موعد مؤتمر الحزب.

ويعوّل ساندرز على نيويورك وكاليفورنيا نظرا لأن العدد الكبير من المندوبين المخصصين لهاتين الولايتين لن يكون مجرد زخم معنوي لدفع حملة ساندرز للأمام بل سيكون تغييرا جذريا لقواعد اللعبة باتجاه الإطاحة بأحلام هيلاري كلينتون تكرارا لما حدث في 2008 بتفوق باراك أوباما عليها.