مؤتمر "فتح" يطيح بمخضرمين... و64 عاماً متوسط أعمار المركزية

05 ديسمبر 2016
ستة أعضاء جدد انتخبوا للجنة المركزية (عباس مومني/فرانس برس)
+ الخط -


خسر ثلاثة أعضاء في اللجنة المركزية السابقة لحركة "فتح" مقاعدهم التي نالوها في مؤتمر 2009، خلال المنافسة القويّة التي شهدهها مؤتمر الحركة السابع، قبل أن يختتم أعماله يوم أمس الأحد.

ولم يشفع عامل السن، والخبرة العميقة في العمل التنظيمي، لهؤلاء في المحافظة على مقاعدهم، التي يبدو أن خسارتها بالنسبة لبعضهم ستكون أبديّة.

أبرز الخاسرين في المنافسة على اللجنة المركزية في المؤتمر السابع، كان مفوّض العلاقات الدولية للحركة، الدكتور نبيل شعث. القيادي الفتحاوي الخبير، الذي أشرف على وضع وصياغة البرنامج السياسي للمؤتمر السابع، خرج خاسراً بالرغم من كلّ ذلك.

وقالت مصادر فتحاوية لـ"العربي الجديد" إن هناك سببين لخسارة شعث؛ أولهما أنه ابتعد عن قاعدته في قطاع غزة، حيث لم يصوّت له أبناء القطاع.

وتقتضي طبيعة عمل شعث التواصلَ الدولي، وهو العمل الذي أبدع فيه، حيث نجح، إلى حد ما، في تثبيت وجود القضية الفلسطينية في الكثير من الدول، وفي نسج تحالفت استراتيجية مع أحزابها وقياداتها، على حد وصف منافسيه وأصدقائه على حد سواء.

السبب الآخر للخسارة يتعلق بعمره، إذ يبلغ شعث من العمر (76 عاماً)، ويعاني من مرض السكري.

الخاسر الثاني في سباق المركزيّة، هو أمين عام الرئاسة، الطيب عبد الرحيم (72 عاماً)، والذي كان من المعروف مسبقاً في الأوساط الفتحاوية أن نجاحه صعب، بسبب عدم وجود قاعدة تنظيمية له، فضلاً عن أن علاقته بالكادر الفتحاوي تكاد تكون غائبة.

عبد الرحيم، الذي فاز في انتخابات المؤتمر السادس بالمرتبة 18 مكرر، كان من المستحيل أن يفوز في ظلّ منافسة قوية، على حد قول المراقبين للانتخابات.

الخاسر الثالث، الذي سبق له النجاح أيضاً في المؤتمر السادس 2009، هو سلطان أبو العينين، وقد عزت مصادر فتحاوية لـ"العربي الجديد" فشل أبو العينين في الوصول للمركزية إلى "معاقبة أصوات لبنان له من جهة، وقربه من المتجنحين من جهة أخرى، ولذا حرص أعضاء المؤتمر على عدم انتخابه".

وفي الوقت الذي خسر فيه شعث وعبد الرحيم وأبو العينين انتخابات المؤتمر السابع، رغم أنهم من الناجحين في المؤتمر السادس، هناك من خسر المنافسة من الأعضاء المعينين في المركزية بعد المؤتمر السادس، وهما آمال حمد، وصخر بسيسو، فيما لم يرشح أعضاء آخرون عيّنوا في المركزية في المؤتمر السادس أنفسهم، مثل زكريا الآغا، ونبيل أبو ردينة.

وكان أبو ردينة عضو المركزية المسيحي الوحيد، إذ تم تعيينه في المؤتمر السادس. ولم تسجل حركة "فتح" طيلة تاريخها الطويل وصول أي من كوادرها المسيحيين إلى المركزية بالانتخاب. أما على صعيد المرأة، فقد تم انتخاب انتصار الوزير لأول مرة في المؤتمر الخامس 1989، وذلك بعد وقت قصير على استشهاد زوجها القائد خليل الوزير، وقد سجل في هذا المؤتمر، للمرة الثانية، فوز امرأة بالانتخاب في عضوية المركزية، وهي القيادية الفتحاوية دلال سلامة من مخيم بلاطة قرب نابلس.

الأمر الآخر، هو أن هناك عضوي مركزية منتخبين في المؤتمر السادس، تم تنصيبهما أعضاء مركزية شرفية بإجماع المؤتمر، تقديراً لدورهم في تأسيس الحركة، من دون أن يدخلوا سباق الانتخابات، وهما سليم الزعنون، وأبو ماهر غنيم، فيما تجدر الإشارة إلى وفاة أحد أعضاء المركزية العام الجاري، وهو عثمان أبو غربية، وفصل عضو آخر بتهمة التجنح، وهو محمد دحلان.

ومن اللافت أنه رغم دخول ستة أعضاء جدد في اللجنة المركزية لـ"فتح"؛ إلا أن متوسط عمر أعضائها يناهز 64 عاماً.

في هذا السياق، يشير الكاتب والمحلل جهاد حرب، في دراسة أعدها، ووصلت "العربي الجديد" نسخة منها، إلى أن "متوسط أعمار أعضاء اللجنة المركزية الجديدة بلغ 64 سنة، بمن فيهم الرئيس محمود عباس. وحسب الفئة العمرية؛ فقد فاز عضو واحد يقل عمره عن 50 عاماً (صبري صيدم)، وآخر يزيد عمره عن ثمانين عاماً (الرئيس محمود عباس)، وأربعة أعضاء في الفئة العمرية ما بين 50 – 60 عاماً، فيما أغلبية الأعضاء (عشرة أعضاء) أعمارهم ما بين 61 عاماً و70 عاماً. وثلاثة أعضاء ما بين 71 عاماً و80 عاماً".

وأضاف حرب أن "47% من أعضاء اللجنة المركزية هم من اللاجئين، ومثلهم من الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما يعتبر محمد المدني عضو المركزيّة الوحيد من الأراضي المحتلة عام 1948".

وحول مكان سكن الأعضاء، قال حرب إن "نتائج الانتخابات أظهرت أن 58% من أعضاء اللجنة المركزية المنتخبة في المؤتمر السابع هم من العائدين (أي الذين عادوا إلى أرض الوطن بعد عام 1994)، و37% هم من المقيمين، فيما يقيم عضو اللجنة المركزية الجديد سمير الرفاعي في سورية. كما أن 13 عضواً (أي بنسبة 68%) هم من سكان الضفة الغربية، مقابل خمسة أعضاء (أي 26%) من قطاع غزة، وثمّة عضو فلسطيني واحد من الشتات (أي 5%)".

وأشار حرب إلى أن أغلبية أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" هم من سكان المدن (47%)، مقابل (26%) من سكان البلدات والقرى، فيما بلغ سكان المخيمات 21% من مجمل أعضاء اللجنة المركزية، أغلبهم من قطاع غزة.

المساهمون