صحيفة "ريبابليك": روسيا "العدو الإمبريالي الأكبر" للعالم العربي

23 ديسمبر 2016
ساندت روسيا استراتيجيات النظام في سورية (Getty)
+ الخط -

"مع استعادتها نفوذها في المنطقة، نالت روسيا، في الوقت نفسه، صفة العدو الإمبريالي الأكبر للعالم العربي، ما ينذر بالعديد من المشاكل، وأهمها خطر وقوع هجمات إرهابية جديدة"، هكذا يعلق الخبير في العلاقات الدولية، فلاديمير فرولوف، على واقعة اغتيال السفير الروسي لدى تركيا، أندريه كارلوف، التي حدثت بعد أيام معدودة من استيلاء قوات النظام على حلب.

وفي مقال بعنوان "العدو رقم واحد الجديد.. كيف حلت روسيا محل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟" نشر في صحيفة "ريبابليك" الإلكترونية، اليوم الخميس، يتساءل فرولوف، "لماذا أدت العملية الروسية في سورية إلى مثل هذه العواقب؟ وإلى أي مدى ستكون وخيمة؟ وهل كان يمكن تجنبها؟".

ويعتبر كاتب المقال أن "التخطيط الاستراتيجي للتدخل العسكري الروسي في النزاع في سورية، وتقييم تداعياته على روسيا وأمان مواطنيها، أظهرا مجموعتين من المشكلات". وتتعلق أولاهما بـ"سوء تقدير التهديد الإرهابي الجديد على البعثات الروسية في الخارج، والمواطنين الروس في البلدان الإسلامية، ردًّا على أعمال القوات الجوية الفضائية الروسية". والثانية بـ"التقييم الخاطئ لرد الفعل في العالم العربي، على شكل العملية العسكرية الروسية في سورية، واستراتيجيتها وتكتيكها".

ويشير إلى أن واقعة اغتيال السفير الروسي ليست أول حادثة كان يمكن تجنبها في حال اتخذت إجراءات استباقية، بل تعود الحادثة الأولى إلى تحطم طائرة "أيرباص" الروسية في سيناء في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015. ويضيف: "كان وقف حركة الطيران مع مصر، وإجلاء السياح الروس، هو القرار الصائب الوحيد، ولكنه كان يجب تطبيقه قبل ذلك بشهر، أي قبل بدء الغارات الجوية الروسية في سورية".





ويعتبر الخبير الروسي في الشؤون الدولية أن ردود الأفعال السلبية على التدخل الروسي تعود إلى "شكل التحالف الذي تقوده روسيا اسمياً، وتسيطر عليه إيران فعلياً" أولاً، وثانياً إلى "استخدام الأسلحة والذخيرة ذات المفعول العشوائي".

ويتابع كاتب المقال: "أيدت موسكو تكتيك عمليات النظام السوري ضد المعارضة. يستند هذا التكتيك إلى العقاب الجماعي بحق المدنيين الداعمين للمعارضة، وجعل مناطق البلاد الخاضعة لسيطرة خصوم الأسد، غير صالحة للحياة عن طريق التدمير الممنهج للبنية التحتية المدنية".

ويشير فرولوف إلى أنه "حتى في حال لم يشارك العسكريون الروس بأنفسهم في هذه الأعمال، إلا أن تزويد الجيش السوري بالذخيرة الروسية، يحمّل روسيا في عيون العالم العربي، المسؤولية عن سقوط مدنيين في سورية".

ويضيف أن موسكو كان بإمكانها تجنب ردود الأفعال السلبية هذه "في حال اعتمدت منذ البداية تكتيكًا أكثر مرونة، عن طريق أداء دور الحكم، وإجراء عمليات ردع القدرات الهجومية للمعارضة، وإرغامهم على السلام، وفي الوقت ذاته، ردع، وحتى منع، عمليات النظام التي كانت تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين".

ويرى الخبير الروسي أن "اعتماد خطاب نظام الأسد بأن جميع من يحملون السلاح ضد سلطته إرهابيون، جعل موسكو رهينة لدمشق"، مما أدى إلى "تنامي الراديكالية وتعزيز مواقف المتطرفين وزيادة التهديد الإرهابي لروسيا".

ويخلص المقال إلى أنه بعد انسحاب واشنطن من الشرق الأوسط، الذي بدأه الرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما، وسينهيه الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، "ستحصل روسيا على الريادة في الشرق الأوسط، إضافة إلى سورية المدمرة، ولكنه سيتضح بسرعة أنها ليست مكسباً، وإنما عبء وحتى عقاب".




دلالات
المساهمون