أحزاب المعارضة تهاجم بوتفليقة وتحذر من ثورة في الجزائر

31 أكتوبر 2016
بن فليس: فترة حكم بوتفليقة كرست "الزبائنية السياسية"(فرانس برس)
+ الخط -

هاجم رئيس الحكومة الجزائري السابق، علي بن فليس، فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ووصفها بالفترة التي كرست الزبائنية السياسية، فيما حذرت زعيمة حزب العمال اليساري، لويزة حنون، من ربيع عربي في الجزائر.

وقال بن فليس، والذي كان أبرز منافس للرئيس بوتفليقة في انتخابات الرئاسة الجزائرية بعامي 2004 و2014، في بيان نشره، اليوم الإثنين، حزبه طلائع الحريات، بأن "الحكومة أخفقت لأنّها كرست الطابع الزبائني والريعي للمنظومة الاقتصادية الوطنية ولأنها أثبتت أنها أكبر حاجز أمام تنويع مصادر خلق الثروات، ولأنها أخلفت الميعاد مع تصحيح الاختلالات الهيكلية العديدة والعميقة، والتي تحول دون بناء اقتصاد وطني ناجع، وهو التصحيح الذي كان من الممكن القيام به وبأقل تكلفة اقتصادية أو اجتماعية لو أحسن توظيف الطفرة المالية لصالحه".


ورأى بن فيلس أن الجزائر تقف اليوم عند مفترق الطرق، قائلاً "يقف بلدنا في هذه الساعات وقفة الحائر من أمره أمام انسداد سياسي شامل، فهو يعيش أزمة نظام بكامل المعاني الدستورية والمؤسساتية والسياسية لهذا المفهوم، لقد بلغت المنظومة السياسية الوطنية مداها، ولم تعد قادرة على الاعتلاء إلى مستوى التحديات، والتي تواجهها بها التحولات الوطنية العميقة".

وشدد رئيس الحكومة الأسبق على أن "الجزائر بلد في حاجة ماسة إلى التغيير، والتغيرات الأقل تكلفة والأقل عناء والأكثر نجاعة ونفعاً، هي تلك التي تتم عن طريق الحوار الهادئ والمتمدن، وليس عن طريق التصادم والتصارع، فهي التغييرات التي ترمي إلى تجاوز المحن، وليس إلى إضافة محن جديدة للمحن القائمة، وهي التغييرات التي تحسن واقع الأمور ولا تساهم في تعقيده وتفاقمه وتدهوره".

من جهته حذر حزب العمال اليساري من المرحلة الحساسة التي تشهدها الجزائر، وانتقد استفزاز الحكومة للشعب عبر فرض مزيد من الضرائب في مشروع قانون المالية لسنة 2017.

ووصف الحزب قانون المالية الجديد بأنه "سيفكك كل الجهود التي بذلتها الدولة خلال السنوات الأخيرة من أجل تنمية البلاد على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، والتي جنّبت البلاد الربيع العربي".

وحذر الحزب من "اللجوء مرة أخرى إلى الاستدانة الخارجية التي كلفت البلاد الكثير خلال العشرية السوداء"، واعتبر أن "الاستدانة قد تعرض للخطر السيادة الوطنية، وقد كلفت البلد الكثير بالماضي في العشرية السوداء وهي بمثابة الجريمة ضد الأمة".

وقبل يومين أعلن رئيس لجنة المالية في البرلمان الجزائري محجوب بدة أن لجوء الجزائر إلى الاستدانة الخارجية ليس من التابوهات، فيما طالب رئيس منتدى رجال الأعمال الحكومة بالتوجه إلى الاستدانة الخارجية لتغطية العجز المالي الذي تواجه الجزائر بسبب تراجع عائدات النفط.

وخسرت الجزائر بسبب الأزمة النفطية 50 مليار دولار أميركي من احتياطي الصرف المودع في الخزينة العامة.

من جانبه أشاد الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بقدرات الجيش الجزائري "المتمثلة بقدرته على حماية البلاد واستئصال بقايا الإرهاب"، ودعا أحزاب المعارضة إلى "المساهمة في تحقيق الاستقرار الداخلي بالبلاد".

ودعا بوتفليقة ليقظة جماعية لمواجهة هذا التحدي الأمني، إضافة إلى "تشكيل جبهة داخلية عتيدة وقوية من أجل مغالبة مختلف التحديات لتقاسم الجهود التي تفرضها المصاعب المالية الظرفية، وأن يسهم الجميع في الحفاظ على السلم الاجتماعي لإنجاح مسعى الإعمار الوطني".
ودافع الرئيس الجزائري عن إنجازات ولاياته الرئاسية الأربع، مشيراً إلى "تعبئة مئات المليارات من الدولارات من عائدات النفط لبناء المدارس والجامعات والمستشفيات والسكن وتوصيل الطاقة والماء الشروب وتشييد المنشآت القاعدية".

وأقر بوتفليقة أن الجزائر على غرار غيرها من البلدان المنتجة للنفظ تواجه منذ عامين تراجعاً حادا بعائداتها، وتعهد بكون النموذج التنموي الجديد سيمكن البلاد من تثمين قدراتها الكبيرة من أجل بناء اقتصاد أكثر تنوعاً، بحيث يكون قادراً على تلبية حاجات الشباب في مجال التشغيل وضمان ديمومة الخيارات الاجتماعية.

وطالب جميع القوى السياسية في البلاد بالإسهام في الحفاظ على الاستقرار السياسي، خاصة أن البلاد تتجه إلى تنظيم انتخابات تشريعية، وبعدها انتخابات محلية خلال العام المقبل في إطار قانون الانتخابات الجديد.
المساهمون