جبهات المواجهة السعودية الإيرانية... لا تغيير لموازين القوى سوريّاً

05 يناير 2016
يتوقع تصعيد المعارك على خلفية التوتر السياسي (فرانس برس)
+ الخط -
يرى مراقبون أن المنطقة العربية دخلت في مرحلة جديدة أكثر تعقيداً في سياق التوتر القائم بين الرياض وطهران، بعد قطع عدد من الدول علاقتها مع إيران على خلفية الاعتداءات على المصالح السعودية هناك. وفي ظل التصعيد الحالي، لا تبدو التوقعات متفائلة، إذ يرى مراقبون أن إيران ستحاول الرد بشكل غير مباشر على الخطوة السعودية التي أربكت الدبلوماسية الإيرانية من خلال تصعيد "الصراع" على أكثر من محور، خصوصاً في سورية.

اقرأ أيضاً: إيران تنتقد سياسات السعودية "التصعيديّة" وتنتظر عودة ديبلوماسييها

ورأى السفير السوري السابق في السويد، بسام العمادي، أن الصراع العربي الإيراني كان موجوداً قبل قطع الرياض للعلاقات الدبلوماسية مع طهران، خصوصاً في سورية والعراق واليمن، وأضاف لـ"العربي الجديد": ولكن هذا الصراع أخذ طابع العلن بعد القرار السعودي بقطع العلاقات".

وحول انعكاس القرار على ما يجري في سورية، أعرب العمادي عن اعتقاده أن السعودية "مكبلة بالقرار الأميركي بعدم التسليح لفصائل المعارضة السورية المسلحة"، مشيراً إلى أن الرياض لن تتحدى هذا القرار، ولكن هذا لا يعني أنها لن تقدم الدعم للمعارضة المسلحة "ولكن ليس لدرجة كسر التوازن القائم الآن"، وفق تعبيره.

ويعتقد الناشط السياسي والحقوقي، رديف مصطفى، أن سورية باتت ساحة تصفية الصراعات الإقليمية والدولية، مضيفاً في حديث مع "العربي الجديد" أن "النظام الإيراني، الذي لا يمتلك أية مصداقية في إدانة عقوبة الإعدام، كونه ثاني نظام ينفذ هذه العقوبة في العالم بعد الصين، يعتبر النظام السوري، وحزب الله، والحوثيين، وباقي المليشيات أذرعه الطائفية بالمنطقة لفرض الهيمنة"، مبدياً خشيته من أن يتسبب التوتر السعودي الإيراني بسقوط المزيد من الضحايا عبر تأجيج الصراع الطائفي بالمنطقة، وأن يكون أولى ضحاياه الشعب السوري الثائر"، على حدّ قوله.

وأعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض، دعمَه وتأييدَه خطوة المملكة العربية السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيراني. ودعا في بيان لمواجهة نظام طهران "بكل حزم وقوة، واتخاذ الإجراءات الرادعة لهزيمة مشروعه الطائفي الذي يريد دمار المنطقة وتمزيق شعوبها"، وطالب  بتوفير الدعم الكامل للشعب السوري وجيشه الحر "ليتم قطع رأس الأفعى وإنهاء تغوُّلها، وإزاحة خطرها المستفحل في المنطقة والعالم، وتحرير سورية، وباقي الدول من احتلال إيران البغيض وكل ما يمتُّ إليه بصلة"، وفق بيان الائتلاف.

 كما أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر تأييدها الكامل قرار الرياض بقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، وقالت في بيانها إن "النظام الإيراني تحول الى عصابة مارقة باختزاله جميع القوانين، والأعراف الدولية، وتهديد أمن واستقرار المنطقة برمتها وذلك بتصدير ودعم المليشيات الطائفية الإرهابية وعدوانه المستمر على الشعب السوري ودعمه عصابة القتل والإجرام الأسدية، وإثارة الفتن في المملكة العربية السعودية،  وتدخله السافر في شؤون البلدان العربية، خصوصاً في العراق وسورية واليمن".

وأضافت: "قرار المملكة العربية السعودية رد واضح وطبيعي على كل ما سبق"، وناشدت الهيئة الدول العربية والإسلامية اتخاذ مواقف مماثلة "مع هذا النظام (الإيراني) حتى يرتد عن إجرامه، وطغيانه".

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أكد رئيس الهيئة، العميد أحمد بري، أن النظام الإيراني لا يحتاج ذريعة لممارسة المزيد من القتل بحق السوريين، فهو يقوم بهذا، منذ سنوات، عبر دعمه نظام بشار الأسد، مشيراً إلى أن تاريخ النظام الإيراني حافل بالإجرام والإرهاب، وأن "العالم لا يستطيع نسيان ممارساتها الإرهابية والطائفية ضد أبناء الأحواز وأبناء كردستان إيران من قتل، وسجن، وتعذيب، وإعدامات عشوائية".

وأعلنت فصائل عسكرية سورية تأييدها القرار السعودي قطعَ العلاقات مع النظام الإيراني، إذ اعتبر المتحدث باسم "جيش الإسلام" النقيب إسلام علوش، ما سمّاه الاعتداء السافر على سفارة السعودية في طهران "جزءاً من السياسة الإرهابية لإيران في المنطقة، والتي اعتدنا عليها منذ زمن، حيث نقف في وجه هذا المشروع، ونبذل أرواحنا ودماءنا دفاعاً عن أبناء أمتنا منه". وأضاف "وإننا من موقعنا المقاوم كأحد تشكيلات الثورة السورية، نناشد الأشقاء في الدول العربية والإسلامية اتخاذ مواقف مشابهة لموقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية بقطع علاقاتهم الدبلوماسية مع هذا النظام حتى يرتد عن طغيانه، ويرتدع عن غيه، وعدوانه".

المساهمون