العراق: مخاوف من تدويل قضيّة ديالى ومعصوم يدعو لاجتماع

27 يناير 2016
الحكومة لم تتمكن بعد من حل أزمة ديالى (أ.ف.ب)
+ الخط -

لم تتمكن الحكومة العراقيّة بعد من تسوية أزمة محافظة ديالى، ووضع حدٍّ لانتهاكات المليشيات المسلّحة التي مازالت تسيطر على أغلب مناطقها، وترتكب انتهاكاتها هنا وهناك، وإن ابتعدت قليلا عن مدينة المقداديّة، فيما تُبذل جهود ومساع من مسؤولي المحافظة لتدويل القضية، الأمر الذي يثير مخاوف الحكومة، ما استدعى تدخّلا من قبل رئيس الجمهوريّة فؤاد معصوم، الذي دعا قادة الكتل السياسيّة لعقد اجتماع طارئ يوم غدٍ الخميس لمناقشة الأزمة.


وقال مصدر في مكتب الرئيس العراقي لـ"العربي الجديد"، إنّ "معصوم بحث مع مسؤولين عدّة من محافظة ديالى ومسؤولين عن الحكومة الأزمة الأخيرة بالمحافظة، ومخاطر استمرارها"، مبينا أنّ "معصوم أكّد ضرورة إخضاع الكل إلى سلطة القانون والدولة، وألا تكون أيّ جهة فوق القانون، ودعا الحكومة إلى محاسبة المجرمين وسحب السلاح من المليشيات ومحاسبتها على الانتهاكات".

وأشار إلى أنّ "الرئيس يحاول أن يلعب دور الوسيط، بين مسؤولي المحافظة وبين الحكومة لإيجاد حل للأزمة، لكنّ الحكومة لم تؤكّد قدرتها على فرض القانون في المحافظة، ومحاسبة المليشيات على ما ترتكبه من انتهاكات، مع إقرارها بوجود كل تلك الانتهاكات، الأمر الذي زاد من إصرار مسؤولي ونواب المحافظة على السعي لتدويل القضية وطلب حماية دولية للمحافظة".

اقرأ أيضا: "هيومن رايتس ووتش" تتهم القوات العراقية والحشد بجرائم حرب

وأكّد المصدر أنّ "معصوم وجّه اليوم، دعوة رسمية لقادة الكتل السياسيّة لعقد اجتماع طارئ في منزله يوم غد الخميس، لبحث هذه الأزمة وتداركها قبل تدويلها"، مبينا أنّ "الدعوة وجهت إلى قادة تحالف القوى العراقيّة وخصوصا نواب محافظة ديالى، وإلى التحالف الوطني ومنهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وزعيم كتلة بدر النيابيّة هادي العامري، وعدد من قادة الحشد الشعبي".

كذلك لفت إلى أنّه "سيسعى الرئيس إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين، ومحاولة الخروج بحل يحول دون تدويل القضيّة، وخروجها عن سلطة الدولة".

من جهتها، قالت النائبة عن محافظة ديالى، ناهدة الدايني، إنّ "الدولة عاجزة عن توفير الحماية والحفاظ على أرواح أهالي محافظة ديالى، وإنّ المليشيات تواصل انتهاكاتها منذ عدّة أعوام".

وقالت الدايني، خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، إنّ "محافظة ديالى، ومنذ عدّة أعوام تعيش حالة من عدم الاستقرار الأمني، وإنّ المليشيات والجماعات المسلّحة تجول في أغلب مناطقها، وإنّها ترتكب الانتهاكات والجرائم المستمرة بحق مكوّن معين"، مؤكّدة "مقتل الآلاف من أبناء المحافظة خلال السنتين الأخيرتين".

وأضافت "ناشدنا الحكومة والجهات المسؤولة بالتدخل ووضع حدٍّ لتلك الانتهاكات، ودعوناها إلى اتخاذ قرارات والتحرّك لفرض سيطرتها على المحافظة وسحب سلاح المليشيات، لكنّ الحكومة لم تحرّك ساكنا ولم تبد أيّ تعاون بهذا الصدد"، مؤكّدة أنّ "على الحكومة أن تعترف بضعفها وعجزها عن حماية أبناء المحافظة".

وأضافت "سنمضي بتدويل أزمة المحافظة، سعيا لوقف تلك الانتهاكات ووضع حدٍّ لها".

المساهمون