الهدن مقتل الزبداني

12 يوليو 2015
صمود المدينة قد لا يستمر طويلاً (Getty)
+ الخط -
استطاعت فصائل المعارضة المسلحة في مدينة الزبداني غرب العاصمة دمشق أن تسطر ملاحم بطولية، من خلال صمود أسطوري في وجه واحدة من أكبر الحملات التي تشنها القوات النظامية وحزب الله اللبناني للسيطرة على المدينة، والتي يبدو أن هناك تصميماً للسيطرة على المدينة حتى لو تم تحويلها إلى ركام.
ليس من باب التشاؤم، إلا أن المعطيات الحالية للمعركة تشير إلى أن هناك ضوءاً أخضر دولياً للنظام بتدمير الزبداني والسيطرة عليها، وأن صمود المدينة قد لا يستمر طويلاً ما لم يحصل تطور غير متوقع، يدفع بفصائل المعارضة المسلحة المتواجدة في جوار المدينة إلى التدخل لنصرتها.
فقد استطاع النظام بتخطيط إيراني أن يتعامل مع مناطق سيطرة المعارضة، ولا سيما المناطق المحيطة بدمشق كجزر منفصلة، كل منطقة على حدة، وأن يربطها بهدن تختلف شروطها من منطقة إلى أخرى، ويبقى هو المتحكم الوحيد بمواعيد خرقها، وبالمقابل تجد فصائل المعارضة المسلحة المتواجدة في تلك المناطق نفسها محاطة بالعديد من التحديات التي تمنعها من التفكير أبعد من حدودها والتنسيق مع المناطق الأخرى.
أي من فصائل المعارضة لم تتدخل إلى الآن لنصرة مقاتلي مدينة الزبداني. فمدينة مضايا القريبة من الزبداني ملتزمة بهدنة مع النظام منذ العام 2012 يمنع بموجبها على فصائل المعارضة المتواجدة في المدينة التعرض لقوات النظام، بالرغم من خرق النظام لهذه الهدنة بين الحين والآخر، إلا أن وضع المقاتلين فيها لا يسمح لهم بمساندة المناطق الأخرى خوفاً من تحميلهم وزر انتقام النظام بقصف المدنيين فيها.
أما منطقة عين الفيجة، التي يقع فيها نبع الفيجة الذي يغذي دمشق بمياه الشرب، فهي الأخرى تخضع لفصائل المعارضة، ولكنها ملتزمة بهدنة مع النظام. وتستخدم مياه الشرب كورقة ضغط على النظام، من خلال قطعها عن العاصمة أو التهديد بقطعها في حالات خرق النظام للهدنة معها أو في الحالات التي تتعرض فيها المدينة لهجوم من النظام، لكنها تخشى انتقاماً عنيفاً لا قدرة لها على مواجهته، في حال استخدمت هذه الورقة لصالح الزبداني أو لمناصرة مناطق أخرى، الأمر الذي يجعل من هذه الهدن ورقة بيد النظام يستفرد من خلالها بمحيط دمشق منطقة تلو الأخرى.
المساهمون