طيران التحالف يدعم المعارضة ضد "داعش" في ريف حلب

08 يونيو 2015
التحالف امتنع سابقاً عن تقديم دعم للمعارضة (الأناضول)
+ الخط -

وجّهت طائرات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ضربات جوية لمقرات ونقاط تنظيم "داعش" العسكرية الواقعة على خط المواجهة بين قوات التنظيم وقوات المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي. وجاءت هذه الغارات لتُقدّم دعماً جوياً غير مسبوق لقوات المعارضة التي تواصل حشد إمكانياتها العسكرية في المنطقة بهدف ردع "داعش" واستعادة بلدة صوران والقرى المحيطة بها، والتي سيطر عليها التنظيم قبل نهاية الشهر الماضي.

وأدّت الضربات الجوية التي شنّها التحالف الدولي إلى خسائر كبيرة في صفوف قوات "داعش" التي تتمركز على طول خط الاشتباك مع قوات المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، إذ أكدت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" مقتل قائد العمليات العسكرية لـ"داعش" في ريف حلب الشمالي عبد الكريم هلال المعروف بـ "أبو ثائر الأنصاري"، وهو أحد أبناء بلدة أحتيملات التي يسيطر عليها "داعش" في المنطقة. كما أكدت المصادر مقتل عشرين عنصراً على الأقل مع القائد العسكري للتنظيم إثر استهداف طيران التحالف الدولي لمبنى بلدية صوران والذي حوّله التنظيم إلى مركز قيادة له إبان سيطرته على البلدة.

وأوضحت المصادر أن طيران التحالف الدولي استهدف بأربع غارات جوية المستشفى الميداني في صوران الذي حوّله "داعش" إلى نقطة عسكرية بالإضافة إلى نقاط التنظيم العسكرية المتقدمة في قرية البل الواقعة شمال صوران وقرية أم حوش الواقعة إلى الشرق من مدينة مارع التي تسيطر عليها قوات المعارضة، ليؤدي ذلك إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف التنظيم.

اقرأ أيضاً: فصائل المعارضة تطرد "داعش" من مواقع في ريف حلب

وتُعدّ هذه الغارات التي قدّمت إسناداً جوياً لقوات المعارضة التي هاجمت مساء السبت نقاط "داعش" في المنطقة، الأولى من نوعها والتي يساند من خلالها طيران التحالف الدولي قوات المعارضة أثناء قتالها تنظيم "داعش"، بعد أشهر من تقديم التحالف إسناداً جوياً دائماً لقوات "حماية الشعب" الكردية والمليشيات الحليفة لها أثناء قتالها "داعش" في منطقة عين العرب في ريف حلب الشرقي وفي مناطق ريف الحسكة وريف الرقة الشمالي.

وعلم "العربي الجديد" من مصدر مقرّب من قيادة قوات المعارضة في ريف حلب، أن هذه الغارات جاءت بعد ثلاثة أيام من اللقاءات اليومية بين ممثلين لفصائل المعارضة السورية وممثلين لقوات "حماية الشعب" الكردية التي تسيطر على مدينة عفرين، والتي باتت قوات "داعش" على بُعد خمسة وثلاثين كيلومتراً عنها فقط منذ سيطرتها على بلدة صوران. وتناولت اللقاءات مدى إمكانية مشاركة قوات "حماية الشعب" الكردية في القتال إلى جانب قوات المعارضة ضد "داعش" في ريف حلب الشمالي.

وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن تحفّظات قوات المعارضة على طلبات ممثلي القوات الكردية في أن تحوز هذه القوات على مقرات ومعسكرات دائمة في مناطق سيطرة المعارضة السورية بريف حلب الشمالي، أعاقت حتى الآن انتقال هذه القوات إلى مناطق سيطرة المعارضة للمشاركة في القتال ضد "داعش".

وكانت العلاقة بين القوات الكردية والمعارضة السورية قد توترت في الأسبوعين الأخيرين في مدينة حلب بسبب خلافات حول الانتشار والسيطرة في حي الشيخ مقصود شمال حلب، والذي تسيطر القوات الكردية على معظم أجزائه، ليتوصل الطرفان أخيراً إلى اتفاق ينهي حالة الحشد المتبادل بينهما قبل أن يتطور ذلك إلى صدام مسلح.

ويبدو أن تعقيد الوضع الميداني في سورية وقتال "داعش" على جبهات كثيرة في وقت واحد ضد المعارضة وقوات النظام السوري والقوات الكردية وحلفائها، يزيد من تعقيد مهمة طيران التحالف الدولي. فقد امتنع طيران التحالف منذ بدء غاراته ضد قوات "داعش" في سورية في سبتمبر/أيلول الماضي عن استهداف قوات التنظيم التي تهاجم قوات النظام، كي لا يُقدّم إسناداً جوياً لقوات النظام السوري البرية. كما امتنع طيران التحالف منذ بدء غاراته أيضاً عن تقديم إسناد جوي لقوات المعارضة التي تقاتل ضد "داعش" في ريف حلب وريف درعا ومنطقة القلمون الشرقي، وذلك بسبب مشاركة قوات "جبهة النصرة" المصنفة كمنظمة إرهابية وفق اللوائح الأميركية، في القتال إلى جانب قوات المعارضة ضد "داعش"، في الوقت الذي قدّم فيه طيران التحالف إسناداً جوياً يومياً للقوات الكردية التي تقاتل ضد "داعش" شمال وشمال شرق سورية.

ويبدو أن قوات المعارضة السورية التي تقاتل "داعش" في ريف حلب الشمالي، بحاجة ماسّة اليوم إلى زيادة التنسيق مع القوات الكردية المتواجدة في منطقة عفرين القريبة، لتتمكن القوات الكردية من المشاركة في القتال ضد "داعش"، الأمر الذي سيضمن بلا شك تأمين التحالف لغطاء جوي للقوات التي تقاتل ضد "داعش."

ويستلزم ذلك استبعاد قوات المعارضة لـ"جبهة النصرة" من الاشتراك في قتال "داعش" في ريف حلب الشمالي، وهو أمر لا يبدو صعباً خصوصاً مع عدم اشتراك "النصرة" في غرفة عمليات "فتح حلب" التي أسّستها قوات المعارضة الشهر الماضي بهدف إكمال السيطرة على مدينة حلب قبل أن يهاجم "داعش" قوات المعارضة بريف حلب الشمالي ويجبرها على سحب جزء كبير من قواتها من مدينة حلب لمواجهة التنظيم في ريفها الشمالي.

وسيكون ذلك كفيلاً بتأمين غطاء جوي من التحالف لقوات المعارضة وقوات حماية "الشعب الكردية" في ريف حلب الشمالي، الأمر الذي سيُرجّح حينها تكرار سيناريو هزيمة "داعش" الكبيرة في عين العرب على يد القوات الكردية المدعومة جواً من طيران التحالف الدولي.

اقرأ ايضاً: النظام السوري يواصل قصف حلب والمعارضة تواجه "داعش"

المساهمون