المليشيات العراقية تحرق منازل النخيب وتهجّر عائلاتها

30 يونيو 2015
مليشيا ترتكب جرائم طائفية بذريعة قتال "داعش" (فرانس برس)
+ الخط -

لجأت المليشيات التي سيطرت على بلدة النخيب التابعة لمحافظة الأنبار، إلى عملية تغيير ديمغرافي فيها، عبر حرق مئات المنازل وإرغام ساكنيها على النزوح عنها، فيما ناشد مجلس محافظة الأنبار رئيس الوزراء بوضع حدٍ لهذه الانتهاكات.

وذكر مسؤول محلّي في مجلس المحافظة لـ"العربي الجديد"، أنّ "المليشيات التي دخلت عنوة إلى بلدة النخيب، بدأت تنفيذ أجندتها الخاصة بالبلدة من خلال عمليات الحرق والسلب التي طالت مئات المنازل في البلدة، ومنها منزل ومضيف الشيخ متعب العنزي، شيخ عشيرة عنزة بالعراق".

كما أوضح أنّ "الحرق تم دون سابق إنذار، وأنّ المليشيات طالبت الأهالي بترك منازلهم ومن ثم أحرقتها"، مبينا أنّ "مئات العوائل تركت منازلها المحروقة ولا تعرف الى أين تتجه".

إقرأ أيضا: مليشيات تنهب شاحنات بضائع وتخطف سائقيها في الأنبار

وأكّد أنّ "المليشيات تحاول أن تحدث تغييرا ديمغرافيا في البلدة من خلال تهجير أهلها وإسكان عوائل عناصر المليشيات ليتم اقتطاعها من الأنبار وضمها إلى كربلاء".

إلى ذلك، أشار إلى أنّ "هذه العملية تؤكّد أنّ المليشيات وداعش متآمران على الأنبار وعلى المحافظات السنية، حيث إن "داعش" يهاجم الأنبار من الشمال والمليشيات من الجنوب لتكتمل حلقات المسلسل".

بدوره، دعا مجلس محافظة الأنبار، رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى "فتح تحقيق عاجل بعمليات الحرق وتقديم المتهمين إلى العدالة وسحب الحشد الشعبي من النخيب، وتعويض العوائل المتضررة من تلك الأفعال، وإعادتها إلى مناطقها التي نزحت منها".

المجلس في بيان صحافي، لفت إلى أنّ "عناصر بالحشد الشعبي والمليشيات قامت بانتهاكات خطيرة في بلدة النخيب (400 كم جنوب غرب الرمادي)، من خلال حرق المنازل والدور الآمنة التي يسكنها أهالي البلدة".

إقرأ أيضاً: أسلحة ثقيلة للمليشيات قرب السعودية ونفق يربط النخيب بكربلاء

كما ذكر البيان أنّ "تلك العناصر اعتدت بالضرب والسب والشتم على أهالي البلدة، وأحرقت منازلهم دون أي رادع من القوات الأمنية لإيقاف تصرفات وأفعال هذه العناصر".

بدورها، انتقدت رئيسة منظمة الحياة لحقوق الإنسان العراقية (وهي منظمة مجتمع مدني) ابتهال الزيدي، "السكوت الحكومي المطبق تجاه الفظائع التي ترتكبها المليشيات المنضوية ضمن الحشد الشعبي، في أغلب مناطق العراق".

وقالت الزيدي لـ"العربي الجديد" إنّ "العراق اليوم يعيش حالة فوضى كبيرة وعدم انضباط، من خلال إطلاق يد المليشيات تقتل وتسلب وتحرق وتنتهك الحرمات في كافة المناطق التي تتواجد فيها".

كما اتّهمت الحكومة بـ "غض الطرف عن كل تلك الانتهاكات، الأمر الذي جعل المليشيات قوة فوق سلطة القانون ولا أحد يستطيع محاسبتها، وأنّ الحكومة شريكة لتلك المليشيات بكل تلك الانتهاكات من خلال عدم التعامل معها بالقانون، وحمايتها من المحاسبة".

وأشارت أيضاً الى أنّ "المليشيات كانت تتبجح بحجة وجود "داعش" في تكريت وديالى، وتفخيخ المنازل لكي تقوم بإحراقها، لكنّ الجميع يعلمون أنّ النخيب لا وجود لـ"داعش" فيها، فما هي حجة المليشيات بإحراقها المنازل؟".

إقرأ أيضاً: أنباريون: الحكومة حاربتنا مع "داعش"

وطالبت الزيدي الحكومة بـ"إعلان موقفها الواضح من انتهاكات الحشد الشعبي وعدم الاكتفاء بالسكوت تجاهها".

يشار إلى أنّ المليشيات دخلت منذ بداية مايو/أيار الماضي بلدة النخيب الأنبارية محاولة السيطرة عليها وضمها مستقبلا الى محافظة كربلاء، فيما لم تبد الحكومة أي موقف تجاه ذلك.

المساهمون