بوتين يقترح تحالفاً بين نظام الأسد والأردن والسعودية وتركيا!

30 يونيو 2015
أثناء زيارة المعلم إلى موسكو نوفمبر الماضي (ساشا موردوفيتز/getty)
+ الخط -
تأتي زيارة وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم إلى موسكو، بالتزامن مع ازدياد تعقيدات المشهد السوري، والذي يبدو أنه يتجه نحو التصعيد العسكري، وسط غياب لأي رؤية لحل سياسي، وسط تكتل القوى الداعمة للنظام في مواجهة القوى الداعمة للمعارضة، ودخول الحكومة التركية على خط التهديد بالتدخل العسكري في سورية. 

ولم يتغير الموقف الروسي حيال القضية السورية، إذ لا تزال موسكو تشدّد على موقفها الداعم للنظام، وتحاول مساعدته من باب محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). غير أن اللافت في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع وزير خارجية النظام السوري، دعوة الأول نظام بشار الأسد إلى الدخول في حلف لمحاربة تنظيم "داعش" مع دول أخرى في المنطقة بما فيها تركيا والأردن والسعودية، زاعماً أن موسكو تتلقى خلال اتصالاتها مع دول المنطقة التي تربطها بها علاقات طيبة جداً، إشارات تدل على استعداد تلك الدول للإسهام بقسطها في مواجهة الشر الذي يمثله "داعش"، مشيراً إلى أن ذلك "يتعلق بتركيا والأردن والسعودية".

اقرأ أيضاً بوتين: روسيا مستعدة للحوار مع الأسد لإقناعه بإصلاحات سياسية 

واعتبر أن تشكيل مثل هذا الحلف يعد مهمة صعبة التنفيذ، نظراً للخلافات والمشاكل التي شابت العلاقات بين الدول، إلا أنه دعا جميع الأصدقاء "بمن فيهم النظام في سورية إلى بذل الجهود القصوى، لإقامة حوار بناء مع جميع الدول المهتمة بمحاربة الإرهاب".

ورأى أن ما يوجد بين نظام الأسد ودول الجوار هي "خلافات وحالات سوء تفاهم ومشاكل تحمل طابعاً آنياً، تظهر من وقت لآخر في العلاقات بين الجيران، لكن لا شك في ضرورة توحيد الجهود من أجل محاربة الشر الذي يهدد الجميع".

كما أكد بوتين أن سياسة موسكو اتجاه القيادة السورية ستبقى دون تغيير، وأضاف: "نحن متضامنون مع نضال الشعب السوري، ونقدم لكم كافة أنواع الدعم من أجل تعزيز قدراتكم على مواجهة هذا الشر، وسنواصل تقديم هذا الدعم".  

في المقابل، انتقد وزير خارجية النظام السوري سياسة واشنطن، قائلاً إنّ الولايات المتحدة "لا تُخفي دعمها للإرهابيين". وزعم أن الأميركيين أرسلوا أخيراً إلى جنوب سورية 2100 مقاتل مدجج بأحدث الأسلحة الأميركية، معتبراً أن ذلك "من مظاهر الكيل بميالين من جانب واشنطن لدى التعامل مع القضية السورية".

ويبدو أن موسكو تسعى للعب على وتر محاربة الإرهاب من خلال محاولاتها إطالة عمر النظام السوري، عبر إنشاء تحالف للدول الداعمة للنظام وفي المقدّمة إيران والعراق، ودعوة الدول الداعمة للمعارضة السورية للدخول في هذا التحالف، في محاولة منها لحرف الأنظار عن أهداف الثورة السورية في إسقاط النظام، وتحويل القضية في سورية إلى مجرد تجميع جهود للقضاء على تنظيم "داعش"، مستغلة فشل التحالف الدولي في تحقيق انتصار ملموس على التنظيم. 

في هذه الأثناء، قال نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هشام مروة، إن "رؤية الائتلاف لمكافحة الإرهاب التي تستند إلى استئصال شأفة الإرهاب في سورية، لا يمكن أن تتحقق بدون تشكيل هيئة الحكم الانتقالية التي تقود السوريين لتفكيك الإرهاب والقضاء عليه".

وأكد أن "إرهاب النظام السوري هو منطلق الإرهاب في سورية؛ وهو من استدعى الإرهاب إلى سورية سواء من خصومه أو مؤيديه"، مشيراً إلى أن رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة يوفر المناخ الحقيقي للقضاء على تنظيم "داعش".

وأوضح مروة أن "أي تحالف يهدف إلى القضاء على الإرهاب يحتاج إلى قوى جادة موجودة على الأرض للقضاء على الإرهاب؛ وهي بالتأكيد ليست النظام، بل هي هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات التي نص عليها بيان جنيف".

في الإطار نفسه، أكّد عضو "إعلان دمشق" كمال الطويل، لـ "العربي الجديد" إنّ "بيان وزراء الداخلية في كل من العراق وسورية وإيران الذي يدعو لتشكيل تحالف لمحاربة (داعش)، بالتزامن مع تصريح الخارجية الإيرانية أن روسيا وإيران ما زالتا متفقتين على الأسد، كلها تصب في أن زيارة وليد المعلم إلى موسكو تندرج في إطار تأكيد التوافق الإيراني الروسي على دعم نظام الأسد وتشكيل حلف لمحاربة إرهاب داعش، ووضع الغرب أمام خيار إما النظام أو داعش".

ورأى الطويل أن الوضع في سورية ذاهب إلى مزيد من التصعيد العسكري، بعد نجاح النظام باللعب على الورقة الكردية العربية، وإدخال "داعش" إلى حدود السويداء، الأمر الذي سيساهم بابتعاد الحل السياسي في المدى القريب.

وعن فرص تشكيل جسم سياسي تمثيلي للقوى الفاعلة على الأرض من خلال مؤتمر الرياض، قال الطويل إن السعودية تتمهل بعقد مؤتمر الرياض كي تكون نسبة نجاحه عالية. واستبعد أن ينتج عن مؤتمر الرياض جسم سياسي جديد، متوقعاً أن ينتج عن المؤتمر تمثيل أكبر للمعارضة سيكون الائتلاف الجسد الأكبر فيه، ولكن ليس كجسم واحد، وإنما بتمثيل سياسي من عدة قوى.

اقرأ أيضاً: تركيا تلوّح بالتدخّل العسكري في سورية

المساهمون