جنود الاحتلال "أرانب في الأقفاص" خوفاً من الفدائيين

29 يونيو 2015
وصف المقدسيون جنود الاحتلال بالأرانب داخل الأقفاص (Getty)
+ الخط -

بات الأمن مفقوداً للمستوطنين والجنود على حد سواء، بعد أن طعن الشاب الفدائي ياسر طروة (توفي متأثراً بجروحه)، مطلع الأسبوع الجاري، جندياً إسرائيلياً في القدس المحتلة. لكن شرطة الاحتلال وجدت حلاً بديلاً لحماية جنودها أخيراً، إذ قامت بنصب منصة على ارتفاع نحو 3 أمتار، تحولت إلى نقطة مراقبة يعتليها الجنود المدججون بالسلاح تجنباً لعمليات الشبان الفلسطينيين. وقد سجلت الهجمات، منذ مطلع رمضان الحالي، ارتفاعاً ملحوظاً، إذ بات الجنود ومركبات المستوطنين المارة بالقرب من باب العامود، المدخل الرئيسي للقدس العتيقة، هدفاً محبباً لرماة الحجارة من الشبان والفتية.

تحولت "منصة الحماية" إلى موضع سخرية للمقدسيين، الذين وصفوها بـ"القفص"، ومن فيها بـ"الأرانب"، كما يقول أحد النشطاء لـ"العربي الجديد". ويعتبر الناشط أنّ "اعتلاء المنصة والاحتماء بها يحوّل من فيها إلى أهداف سهلة لرماة الحجارة، وبالتالي لن تحقق لهم الأمن المنشود".

قوات الاحتلال اعتبرت إجراءها الجديد، وسيلة ناجحة للحفاظ على أمن الجنود الذين باتوا أكثر احتكاكاً مع الشبان، كما تمنحهم المنصات إمكانية أكبر للمراقبة والمتابعة، ورصد التحركات المريبة في محيط المنطقة. بيد أن نشطاء مقدسيين ردوا على هذا الإدعاء بالقول، إن "جنود الاحتلال في المنطقة حوّلوا أسوار البلدة القديمة إلى نقاط مراقبة، كما هو الحال في مقطع السور من ناحية باب العامود، إضافة إلى تواجدهم من حين إلى آخر على سطح بناية كولومبيا المطلة تماماً على ساحة باب العامود وشارع السلطان سليمان، وسوق المصرارة".

اقرأ أيضاً: استشهاد منفذ عملية الطعن في القدس المحتلة

ويوضح الناشط محمد لـ"العربي الجديد" أن "قوات الاحتلال حوّلت على مدى السنوات الماضية، المنطقة برمّتها، بما في ذلك البلدة القديمة بكامل حاراتها وأزقتها، إلى أكثر المناطق مراقبة على مدار الساعة، من خلال كاميرات متطورة، ما يجعل أي حركة غير عادية، عرضة للاعتقال".

حدثت في السابق، عدة هجمات استهدفت مستوطنين وجنوداً إسرائيليين، ما لبثت قوات الاحتلال أن اعتقلتهم بفضل هذه الكاميرات التي يصل عددها إلى أكثر من 600 كاميرا.

لكن ما لا يمكن أن ترصده تلك الكاميرات على الرغم من حداثتها، مشاعر السخط والغضب لدى الشبان، بسبب تعرضهم للإهانة والتنكيل من قبل جنود الاحتلال، التي تنجم عنها ردود فعل غاضبة وعنيفة، تصل إلى حد الدفاع عن النفس والحفاظ على كرامتهم. وهذا ما حدث مع طروة، الذي طعن الجندي، بعد أن دفعه الأخير موجّهاً الإهانات له، وهو ما أكدته شاهدة عيان لـ"العربي الجديد". ورأت الفتاة التدافع بين الشاب والجندي، الذي تحوّل إلى عراك، وانتهى باستشهاد الشاب، وإصابة الجندي بجروح بليغة.

تتاخم المنصات الجديدة المخصصة للجنود في باب العامود، مركزاً للشرطة الإسرائيلية، ما يطرح تساؤلات عن جدوى هذه المنصات المرتفعة في حماية حراس الأمن، في حين أن مهمة هؤلاء تقتضي حماية الناس على الأرض.

اقرأ أيضاً: إطلاق النار على فلسطيني حاول طعن جندي بالقدس المحتلة