حزب الله والسعودية: جمر من رماد القلمون

11 مايو 2015
عودة التوتر الأمني إلى لبنان على وقع معركة القلمون(Getty)
+ الخط -
لا تخلو جلسة نقاش سياسي في بيروت من استعراض لمعركة القلمون الغربي، ولتطوّر الأحداث في اليمن. يرى اللبنانيّون بمختلف انتماءاتهم السياسيّة أنّ الحرب في اليمن ستنعكس مباشرةً على الوضع اللبناني، ممّا جعل بعض حلفاء حزب الله يبتعدون عنه، ما دفع بالأخير إلى إخراج رئيس حزب "التيار العربي" شاكر البرجاوي (وهو مطلوب للقضاء اللبناني) "من الثلاجة السياسية"، ليُجلسه في الصف الأوّل في المهرجان الذي أقامه الحزب قبل أيام تأييداً لجماعة أنصار الله (الحوثيين). 

هذا الابتعاد لا يخيف الحزب، إذ يمكنه  في حال انتصار المشروع الإيراني، أن يستعيد حلفاءه من الطائفة السنيّة، ويكمن الأهم في ما أصبح هؤلاء الحلفاء يتداولونه. يقول عدد منهم لـ "العربي الجديد"، "هناك قرار سعودي بمواجهة حزب الله مواجهةً شاملة بعدما بات الملف الأمني بعهدة الأمنيين في المملكة وليس الدبلوماسيين، إذ يرونه أحد أهم الأدوات الإيرانية في المنطقة العربية. يتشابه هذا القرار، مع ما يقوله مسؤولون في حزب الله، عن أنّ المعركة باتت مباشرةً مع السعودية، بعدما خيضت لسنوات بـ"الواسطة".


تنقل أوساط حلفاء حزب الله السنة في بيروت، أجواء أكثر من تشاؤميّة في ما يخصّ الصراع بين السعوديّة وحزب الله في لبنان وسورية. يقول هؤلاء إن "السعوديّة شعرت بأنّ هناك مساً بأمنها القومي وهو ما دفعها للتصرف بالطريقة التي تصرفت بها". ويعتقد هؤلاء أنّ السعوديّة ستقوم بكلّ الخطوات التي تراها ضروريّة لإضعاف حزب الله.
وقد جاء في هذا السياق، كلام النائب اللبناني في كتلة تيار المستقبل (الموجود خارج لبنان) عقاب صقر في حديث تلفزيوني أخيراً، عن أنّ معركة القلمون ستُعيد التفجيرات الانتحاريّة إلى مناطق حزب الله، مضافاً إلى ما يُكرّره بعد حلفاء الحزب من أنّ هناك تخوّفاً من عودة التفجيرات.
اقرأ أيضاً: غزوة حزب الله القلمون

يُشير بعض هؤلاء إلى أنّ السعوديّة ستقوم قريباً بسلسلة من الخطوات في لبنان، كما ستُغيّر المعادلات بشكلٍ كبير في سورية، إذ يرون أن المعادلة لم تتغيّر بشكلٍ استراتيجي بعد.
اللافت في كلامهم، هو ما ينقلونه عن حزب الله، فيُشير هؤلاء إلى أن الحزب لا يعتقد بأن السعوديّة ستقوم بخطوات جديّة لإضعافه في لبنان، "ولا أفهم سرّ هذه الطمأنينة عند الحزب" يقول أحد حلفائه. لكنه يستدرك: "هناك وجهة نظر داخل حزب الله تعتبر هذا الأخير ضمانة لاستقرار لبنان، وأن هذا الاستقرار مطلب دولي لا تستطيع السعوديّة تجازوه". وينقل حليف آخر وجهة نظرٍ مختلفة، إذ يُشير إلى أن الحزب سيضرب كل مصالح السعوديّة واستثماراتها في لبنان في حال وجّهت الضربة له. لكنه لا يعرف ما المقصود بهذه الاستثمارات، وإذا كان المقصود "استثمارات رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أم استثمارات سعوديّة مباشرة".
ويعتبر أحد حلفاء حزب الله، أن معركة القلمون الغربي، تُعتبر حداً فاصلاً في العلاقة بين حزب الله والسعوديّة. ويرى أنه فيما باتت المملكة تؤمن غطاءً لتحالف الفصائل الإسلاميّة في سورية وما بقي من فصائل الجيش الحرّ، والذي تُرجم في القلمون بإعلان "جيش الفتح ــ القلمون"، فإن حزب الله سيخوض معركة شرسة ضد المولود الجديد. ويُضيف هذا الحليف، أن الصراع سيكون على موقع الجيش اللبناني ودوره في هذه المعركة، "فالحزب يُريد للجيش أن يُشارك في هذه المعركة خصوصاً عبر الإسناد الناري، ومن أجل تأمين غطاء لبناني واسع للمعركة، وفي المقابل فإن السعوديّة هي من موّلت صفقة السلاح الأخيرة للجيش اللبناني، وهي الصفقة الأهم له منذ الثمنينات".
اللافت، أن هذا الكلام يأتي بعد أسبوع على إعلان السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري من الرياض، أنّ الأجهزة الأمنيّة أوقفت شخصين يُعتقد أنهما مرتبطان بعمل أمني ضده شخصياً. كما أن بعض مناطق حزب الله بدأت تشهد رفعاً للجهوزية الأمنيّة وعودة لانتشار عناصر الحزب الله، فيما تنتشر بين الناس شائعات عن وجود سيارات مفخخة.

اقرأ أيضاً "جيش الفتح" لـ"حزب الله": خسائركم تفوق 60 قتيلاً
المساهمون