سورية: "داعش" يستكمل تسليم مواقعه لـ "النصرة" و"الأحرار" باليرموك

13 ابريل 2015
أزمة إنسانية خانقة ومتصاعدة يعيشها المخيم (Getty)
+ الخط -

أفادت مصادر مطلعة من داخل مخيم اليرموك جنوب دمشق، يوم الإثنين، لـ "العربي الجديد"، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يعتزم خلال الساعات المقبلة تسليم ما تبقى من المواقع التي سيطر عليها خلال الأيام الماضية، بشكل رسمي لـ "حركة أحرار الشام" و"جبهة النصرة"، مبينة أن التنظيم سلم حتى يوم الأحد أكثر من 90% من مواقعه فيه، في حين يتمترس ما تبقى من "أكناف بيت المقدس" في بناء على طرف المخيم من جهة ببيلا.

وبينت المصادر أن "التنظيم قال لقيادات المخيم إنه لم يدخل إليه بقصد السيطرة عليه، وإنما لوضع حد لتجاوزات "الأكناف" واعتدائها على المجاهدين"، مضيفة أن "التنظيم استطاع استعادة نقاط عدة كانت القوات النظامية واللجان الفلسطينية سيطرت عليها خلال الاشتباكات في المخيم".

وحول الأنباء عن تقدم "غرفة نصرة المخيم" داخل حي الحجر الأسود، معقل التنظيم جنوب دمشق، أفادت مصادر ميدانية، لـ "العربي الجديد"، أن "التنظيم أوقع المهاجمين في كمين داخل الحجر، فبعد أن سمح لهم بالتقدم فتح النار عليهم فقتل على الأقل خمسة مقاتلين وأسر واحداً، وهناك من يقول أربعة، إضافة إلى عدد من الجرحى، في حين عمد التنظيم إلى زيادة تحصيناته".

وكان المتحدث العسكري باسم "جيش الإسلام"، النقيب إسلام علوش، قد قال يوم أمس الأحد، لـ "العربي الجديد"، إن "غرفة عمليات نصرة أهل مخيم اليرموك اقتحمت منطقة حي الحجر الأسود، وسيطرت على حي الزين بشكل كامل، وقتلت وجرحت عدداً كبيراً من مقاتلي التنظيم"، موضحاً أن "الهدف من الهجوم على التنظيم في معاقله في منطقة حي الحجر الأسود هو ضرب رأس الأفعى"، ومشيراً إلى أن "جيش الإسلام متجه إلى تطهير المنطقة من هؤلاء، ولن يستطيعوا القيام بأي شيء من دون ذلك".

من جهته، قال الناشط الإعلامي، رامي السيد، من داخل مخيم اليرموك، لـ "العربي الجديد"، إن "الهيئات والمؤسسات العاملة في المخيم دعت إلى اعتصام داخله تحت عنوان ‫‏صامدون في مخيم اليرموك لدعم صمود الأهالي قبل ظهر اليوم الإثنين".

وبيّن أن "نحو 13 ألف مدني، معظمهم فلسطينيون، ما زالوا داخل مخيم اليرموك، وهم يرفضون الخروج منه رغم الجوع والقصف، وذلك لرمزية المخيم الذي يعتبر عاصمة الشتات بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى أن الخروج يزيد من احتمال الأخطار الأمنية وسوء المعاملة"، لافتاً إلى أن أسباب نزوح كثير من العائلات كان تشديد الحصار على المخيم ومنع دخول المواد الغذائية إليه.

وكان مبعوث رئيس السلطة الفلسطينية إلى دمشق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، قد اعتبر، يوم الأحد، في تصريح صحافي، أن حل الأزمة في مخيم اليرموك لم يعد قراراً فلسطينياً وإنما هو قرار بيد النظام السوري، قائلاً إنه لا توجد قوات لمنظمة التحرير في سورية قادرة على التغلب في القتال الدائر باليرموك. في حين قال أمين سر حركة فتح في سورية، سمير الرفاعي، إن "الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم اليرموك سيتوقف عن أعمال الإغاثة نتيجة الاشتباكات المتقطعة وصعوبة العمل الميداني".

بدورهم، حذر ناشطون في حديث مع "العربي الجديد" من أن "عدم إدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيم، وخاصة الطبية، إضافة إلى التضييق على الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية المحلية، خاصة منع إدخال مطابخ الخير للمواد الغذائية التي كانت تقدم للأهالي كمساعدات، سيزيد من سوء الأوضاع الإنسانية في المخيم وسيهدد حياة الكثيرين"، معربين عن اعتقادهم أن "هناك جهات تعمل على إفراغ المخيم من أهله، بحجة دخول داعش الذي تم العمل على تضخيمه إعلامياً بشكل كبير".

اقرأ أيضاً: "داعش" يتراجع في اليرموك... وارتباك منظمة التحرير

المساهمون