نتنياهو يهّول من "خطر" سقوط حكم اليمين لصالح اليسار

13 مارس 2015
الاستطلاعات أظهرت تفوق حزب "المعسكر الصهيوني" على "الليكود"(فرانس برس)
+ الخط -
واصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، التهويل من مخاطر سقوط حكومة اليمين وتشكيل حكومة يسارية بقيادة إسحاق هرتسوغ، وتسيبي ليفني، مُدعياً أن "مثل هذا السيناريو بات محتملاً في حال استمرت الفجوة القائمة في عدد المقاعد البرلمانية لصالح حزب المعسكر الصهيوني (اليساري) على حساب قوة الليكود (اليميني)".

وجاء هذا التهويل عبر لجوء نتنياهو، أمس واليوم، وخلافاً لنهجه في العامين الأخيرين، إلى إجراء لقاءات ومقابلات صحافية مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، إذ وافق نتنياهو، أمس، على إجراء مقابلات مع القناتين "الثانية" و"الأولى"، بينما اشترط على القناة "العاشرة"، ألّا يكون الصحافي رافيف دروكر من بين من يجرون المقابلة التلفزيونية، مما دفع القناة إلى إلغاء المقابلة.

وكان نتنياهو قد منح أول مقابلة له لوسيلة إسرائيلية، الجمعة الماضي، عندما خص صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي يملكها صديقه الأميركي الثري، شلدون إيدلسون؛ بمقابلة مُطولة طرح فيها لأول مرة وبشكل رسمي وعلى لسانه، نظرية وجود جهد دولي وعالمي، مصحوباً بتحويل عشرات ملايين الدولارات لليسار الإسرائيلي سعياً إلى إسقاط حكم "الليكود". كما منح مقابلات لعدد من مواقع الصحافة على الإنترنيت، مثل موقع "والا" وصحيفة "مكور ريشون".

وقد حرص نتنياهو خلال هذه المقابلات جميعاً على خط دعائي واضح، يصطنع فيه دور "الضحية" لجهد دولي وإعلامي داخلي في إسرائيل، للإطاحة بحكمه لصالح اليسار، مُدعياً في الوقت ذاته، أن ما يجري يتضمن أيضاً الدفع بأموال طائلة لجمعيات وحراك مدني لتشجيع الفلسطينيين في الداخل على التوجه إلى صناديق الاقتراع ورفع نسبة التصويت في الشارع الفلسطيني، تمهيداً لحصول القائمة المشتركة للأحزاب الفاعلة في صفوف فلسطينيي الداخل، على 15 مقعداً تشكل حماية ودعماً خارجياً لحكومة يُشكلها هرتسوغ.

وفي موازاة حرب نتنياهو ضد اليسار وفلسطينيي الداخل، حاول أيضاً رسم صورة "مضللة" بأنّه فقط في حال كان حزب "الليكود" الأكبر برلمانياً، وبفرق بين حزب "المعسكر الصهيوني"، يمكن له أن يشكل الحكومة المقبلة.

ويوجه نتنياهو وحزبه في الأيام الأخيرة سهامهم بشكل واضح إلى أحزاب اليمين المتوسطة الحجم مثل حزب موشيه كاحلون "كولانو"، وحزب وزير المالية السابق يئير لبيد "ييش عتيد"، وحتى حزب "البيت اليهودي" بقيادة نفتالي بينت.

ويدعي نتنياهو، أن إشارة الاستطلاعات الأخيرة إلى تفوق حزب "المعسكر الصهيوني" على "الليكود" بفارق أربعة مقاعد (كما بيّن استطلاع يديعوت أحرونوت، الجمعة، واستطلاعات هآرتس وغلوبوس والقناة الثانية، أمس الأول)؛ من شأنها أن تنذر بخطر سقوط حكم اليمين، إذ إن من شأن أحزاب من داخل اليمين مثل "كولانو" بقيادة كاحلون، وأحزاب أخرى أن ترشح هرتسوغ لتشكيل الحكومة المقبلة.

في المقابل؛ كثّف حزب "البيت اليهودي"، دعايته القائلة بأن "نتنياهو سيكون هو من يشكل الحكومة المقبلة"، وبالتالي فإن اليمين إذا كان لا يريد حقاً أن تقام دولة فلسطينية، فهو مطالب بالتصويت لحزب "البيت اليهودي"، لأنه "الحزب الوحيد الذي يمكنه أن يفشل أي تسوية بهذا الاتجاه".

ومن شأن تراجع قوة "البيت اليهودي" أن يترك نتنياهو "فريسة" للدخول في حكومة وحدة وطنية، يروج لها الرئيس الإسرائيلي رؤوبان ريفلين، عبر إبقاء حزب "البيت اليهودي"، خارج هذه الحكومة.

وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن الاستطلاعات الأخيرة بيّنت تقدم "المعسكر الصهيوني" على "الليكود"، إلا أنّها بينت أيضاً أن معسكر اليمين لا يزال هو القوي، وهو القادر عملياً على تشكيل الحكومة المقبلة.

وتمنح الاستطلاعات أحزاب اليمين (من دون حزب يئير لبيد الذي أعلن أنه لن يرشح نتنياهو لتشكيل الحكومة) 65 مقعداً على الأقل مقابل 55 مقعداً لمعسكر الوسط واليسار، بما في ذلك 12 إلى 13 مقعداً للقائمة المشتركة للأحزاب العربية، التي يتم استبعادها تلقائياً من حسابات تشكيل حكومة بقيادة هرتسوغ.

اقرأ أيضاًالتحريض ضد الفلسطينيين سلاح نتنياهو في مواجهة معارضيه

المساهمون