العراق: فوضى أمنية في البصرة ومطالب بإعلان حالة الطوارئ

30 ديسمبر 2015
انتشار المسلحين في البصرة (Getty)
+ الخط -
شهدت محافظة البصرة العراقية، ارتفاعاً خطيراً في حالات القتل والخطف والسرقة، أخيراً، ما دعا برلمانيين إلى مطالبة الحكومة الاتحادية بإعلان حالة الطوارئ، محذرين من خروج المحافظة عن سيطرة الدولة.

ودعا عضو البرلمان عن محافظة البصرة، عبد السلام المالكي، رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى التدخل الفوري وإعلان حالة الطوارئ، وإرسال قوات إضافية لمسك زمام الأمور في المحافظة لإنهاء حالة الفوضى.

وأوضح المالكي، في بيان، أنّ البصرة (590 كيلومتراً جنوب بغداد) "تعاني من تدهور أمني كبير وصراع بعضها معلوم وآخر خفي أدى إلى تصفيات جسدية للخصوم"، معتبراً أن هذا الأمر خلق "نوعاً من الفوضى بعد أن تجاوز عدد القتلى الـ40 شخصاً خلال الفترة الأخيرة، فضلاً عن حالات الخطف". وطالب بحل الأزمة الأمنية قبل فوات الأوان وخروج المحافظة عن سيطرة الدولة.

من جهةٍ ثانية، بيّن المالكي أنّ البصرة تمثل الشريان الاقتصادي للبلاد، لأنها تزود العراق بأكثر من 80 في المئة من ميزانية الدولة، مؤكّداً أن أي انهيار أمني أو هيمنة جهات غير الحكومة الاتحادية على مقدراتها سيدخل البلاد في دوامة تحرق الأخضر واليابس.

على صعيدٍ آخر، انتقد عضو مجلس المحافظة، نشأت المنصوري، خضوع المناصب الأمنية إلى المحاصصة السياسية، مؤكّداً أن هذا الأمر يُهدد كيان الدولة العراقية ويعرضه للخطر.

وأضاف المنصوري، في حديثٍ صحافي "لا بد من إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وتكليف القيادات على أساس الكفاءة والخبرة والمهنية"، مُشدّداً على "ضرورة التعجيل بإعلان حالة الطوارئ في البصرة، ومصادرة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وإلقاء القبض على المجرمين الذين مارسوا القتل على الهوية".

ودعا لاتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة الملف الأمني والاقتتال العشائري، مُوضحاً أن وصول المحاصصة السياسية إلى المناصب الأمنية جعلها تفتقد للمهنية، مشيراً إلى وجود صراعات بين الكتل السياسية.

وفي السياق، كشف عضو المجلس عن قرب إرسال لواء من الشرطة الاتحادية من بغداد إلى البصرة لحفظ الأمن في المناطق التي تحدُث فيها خروقات أمنية، مبيناً أن اللواء سينفذ عمليات اعتقال للخارجين على القانون والمحرضين على القتل ومصادرة الأسلحة.

وسقط عشرات القتلى والجرحى بمواجهات عشائرية في محافظة البصرة خلال الأشهر الأخيرة. وأكّد مصدر أمني محلي سقوط خمسة جرحى، أمس الثلاثاء، باشتباكات عنيفة بين عشيرتين شمالي مدينة البصرة، مبيناً أن الشرطة المحلية كانت عاجزة عن وقف المواجهات التي استمرت أكثر من 24 ساعة.

يشار إلى سيطرة فصائل مسلّحة تعمل ضمن مليشيا "الحشد الشعبي" على محافظة البصرة الغنية بالنفط بشكل شبه كامل، واتهمت بعض هذه الفصائل بتنفيذ عمليات قتل على الهوية وخطف وسرقة وسطو مسلح. كما تشهد المحافظة خلافاً سياسياً بين إدارة المحافظة (المحافظ) التي يسيطر عليها المجلس الأعلى الإسلامي الذي يترأسه عمار الحكيم، ومجلس المحافظة الخاضع "لائتلاف دولة القانون" الذي يترأسه، نوري المالكي.

اقرأ أيضاً: العراق: البصرة تلوّح بالانفصال وتضع شروطها

المساهمون