العراق: أهالي الرمادي بين الموت والاعتقال

22 ديسمبر 2015
المدنيون بالرمادي ضحايا أسر "داعش" وحصار الحشد(أزهر شلال/فرانس برس)
+ الخط -

مع بدء العملية العسكرية في مدينة الرمادي، بهدف استعادة السيطرة عليها، وتحريرها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، يرزح أهالي المدينة من المدنيين داخل منازلهم، بعد أن أجبروا على عدم تركها، خوفاً من أن تطاولهم اعتقالات مليشيا الحشد التي انتشرت على ممرات الفرار، لتطبق حصارها عليهم داخل المدينة، الأمر الذي يثير قلقاً كبيراً على مصيرهم المجهول.

وقال مسؤول محلّي في الأنبار لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيا الحشد" التي تنتشر على أطراف المدينة، أقدمت على اعتقال العشرات من أبناء الرمادي من النازحين، الذين خرجوا أخيراً من منازلهم".

وأشار إلى أنّ "حملات الاعتقال التي طاولت النازحين، زرعت الخوف في نفوس أهالي الرمادي، ما دفعهم إلى البقاء في منازلهم خوفاً من الخروج والاعتقال"، مبينا أنّ "أفراد مليشيا الحشد، منتشرون على طول الطريق بين منفذ بزيبز وطريق الرمادي، الذي يمر بأطراف مدينة الفلوجة".

اقرأ أيضاً: معركة الرمادي... انتهاء مهلة خروج المدنيين ينذر بالأسوأ

من جهته، أكّد مجلس عشائر الأنبار، أنّ "مليشيا الحشد أغلقت منافذ الرمادي عبر بزيبز والرزازة المؤدّي إلى كربلاء".

وقال عضو المجلس، الشيخ عبد الله الذيابي خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحشد أطبق على الطرق والمنافذ حول مدينة الرمادي، ليحاصر المدنيين بداخلها". وكشف أنّ "مليشيا حزب الله سيطرت بالكامل على منفذ الرزازة المؤدي إلى مدينة كربلاء جنوبي العراق، واعتقلت عشرات النازحين من الرمادي، فيما تنتشر الفصائل الأخرى على طريق بزيبز المؤدّي إلى بغداد، لتحاصر المدينة من جمع المنافذ، وتمنع أهلها من الخروج منها".

كما لفت إلى أنّ "الحشد يحاول من خلال حملات الاعتقال التي ينفّذها، إلى أن يحاصر المدنيين داخل الرمادي، في خطوة لعرقلة معركة تحرير المدينة"، موضحاً أنّ "الحشد يسعى لأن يكون وجود المدنيين داخل المدينة ذريعة لعدم إطلاق المعركة".

ودعا الحكومة إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين ممرات آمنة لخروج أهالي الرمادي، على أن تؤمّن تلك الممرات من سيطرة الحشد الشعبي".

اقرأ أيضاً: القرار 2254...مظلة للنظام السوري ولروسيا للتقدم ميدانياً ولتوسيع القتل

من جهتها، أكّدت منظمة الرائد، وهي إحدى منظّمات المجتمع المدني العراقي المعنيّة بحقوق الإنسان، أنّ "أهالي الرمادي اليوم بين نارين؛ إمّا الموت بالقصف والاشتباكات بين القوات الحكومية و(داعش)، أو مواجهة مصيرهم المجهول من خلال الاعتقالات على يد الحشد الشعبي".

وقال رئيس المنظّمة، رائد أحمد في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأجندات السياسيّة تؤثر على حياة المدنيين بشكل سلبي"، مبيناً أنّ "الحشد لديه أجندة خاصة به، وهي أن يكون القوة الرئيسة في العراق، وأنّ لا تخاض معارك من دون وجوده، الأمر الذي يدفعه لارتكاب أيّ شيء وكل شيء في سبيل تحقيق ذلك".

وأوضح، أنّ "حياة أهالي الأنبار، هي اليوم، الثمن الذي يقدّمه الحشد لخدمة أهدافه، ويجعلهم عرضة للموت في سبيل نجاح مبتغاه"، مشيراً إلى أنّ "حياة الإنسان أصبحت رخيصة جدّا في العراق، وثمناً للأهداف السياسيّة".

وحذّر المتحدث ذاته، من "خطورة هذه التصرفات اللاإنسانية التي تهدد حياة الآلاف من أهالي الرمادي"، داعياً الحكومة إلى "الوقوف بكل مسؤولية تجاه تلك التصرفات المشينة، وإيجاد حلٍّ لتلك الانتهاكات التي تهدّد حياة الإنسان".

يشار إلى أنّ القيادات الأمنيّة تتحدّث دائماً عن توفير ممرّات آمنة لخروج المدنيين من أهالي مدينة الرمادي، وكانت قد ألقت على المدينة عدّة مرّات منشورات تحثّهم على مغادرتها حرصاً على حياتهم.

اقرأ أيضاً:"المؤشر العربي" 2015:مواطنو 12 دولة يرفضون "داعش" والأسد وإسرائيل

 
المساهمون