مقاومة إب تخسر قائدها... ودمت هدف الحوثيين قبل جنيف

08 نوفمبر 2015
ودّعت مقاومة إب أحد أبرز قيادييها، نائف الجماعي (الأناضول)
+ الخط -
امتدت المواجهات في اليمن لتصل إلى محافظات ومناطق عدة، لا سيما إب والبيضاء وشبوة وشمال الضالع خصوصاً، الشديدة الأهمية لما باتت تمثله من تغير في سير مجريات الأحداث الميدانية، التي قد تفرضها معطيات تحرير تعز، في حين ودّعت مقاومة إب أحد أبرز قيادييها، الشيخ نائف الجماعي، الذي قتل أثناء مشاركته بمعارك مدينة دمت التابعة إدراياً لمحافظة الضالع، والتي تشهد معارك منذ نحو أسبوع.

وشهد فجر أمس السبت معارك هي الأعنف على الإطلاق وفق مصادر لـ"العربي الجديد"، بعدما "تمكنت المقاومة الشعبية من صد هجوم كبير شنته مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، من ثلاثة محاور أولها شمال شرق دمت، عبر منطقة الأحرم، فيما المحور الثاني من الرضمة في إب شمال دمت، إضافة الى المحور الثالث من الغرب عبر السدة والنادرة من إب أيضاً". وسقط في المعارك أكثر من أربعين من المليشيات، فيما قتل من المقاومة خمسة بينهم نايف الجماعي. وكشفت مصادر في إب لـ"العربي الجديد" أن "قيادات مقربة من الرئيس المخلوع وصلت الى إب، لا سيما النادرة والسدة والرضمة، لقيادة العمليات العسكرية للمليشيات باتجاه شمال الضالع".

في المقابل، عززت المقاومة من مقاتليها في الخطوط الأمامية في دمت لصد هجمات المليشيات التي تسعى قيادتها لإسقاط دمت قبيل محادثات جنيف. أما في منطقة ذي ناعم بمحافظة البيضاء، فقد حشدت المقاومة مقاتلين جدداً للمواجهات المحتدمة منذ يومين، وهو ما حصل أيضاً بالنسبة لقبائل آل حميقان في منطقة الزاهر بحدود يافع، بعدما اشتدت المواجهات.

بدورهم، دفع الحوثيون ورجال صالح بتعزيزات كبيرة الى حدود أبين والضالع وشبوة، تحديداً منطقة بيحان، آخر معاقل المليشيات في المحافظة. أما في لحج، فقد دفعت المقاومة الشعبية بتعزيزات إلى جبهة كرش بحدود تعز فضلاً عن تعزيز حبهة الصبيحة والمضاربة غرب لحج. وفي عدن كشفت مصادر أن المشكلة التي نشبت بين المقاومة وناصر عبدربه منصور هادي، نجل الرئيس اليمني وقائد حراستة، من المفترض أن تنتهي اليوم، في ظل وساطة استمرت ثلاثة أيام، وتدخل فيها الإماراتيون، وهو الخلاف الذي نشب أساساً حول منطقة المعاشيق الرئاسية التي قد تتولى أمرها قوات التحالف.

وقتل الشيخ نائف الجماعي إلى جانب أربعة آخرين، على الأقل، فجر السبت، في دمت، وتباينت الروايات بين من يتحدث عن إصابته برصاص قناص، وأخرى تتحدث عن سقوطه بإطلاق نار مباشر، بينما كان يشارك في المواجهات بالصفوف الأمامية. ومثل رحيل الجماعي، وهو في الأربعينيات من العمر، صدمة للمقاومة سواء في إب أو المحافظات الأخرى، إذ لم يكن قيادياً في المقاومة فحسب، بل كان شاعراً وإدارياً معروفاً عمل في العديد من المؤسسات والمصارف.

اقرأ أيضاً اليمن: عين المليشيات على دمت للعودة إلى الضالع

ولد نايف محمد يحيى دبوان الجماعي، في منطقة المنار، بمديرية بعدان في إب، حصل على البكالوريس في التجارة من جامعة صنعاء، ثم الماجستير بذات التخصص في مصر، وفاز بالانتخابات المحلية في منطقته المنار عضواً عن حزب التجمع اليمني للإصلاح، وعمل في العديد من المؤسسات، أبرزها مديراً للحسابات في بنك التضامن الإسلامي ــ صنعاء، ومديراً لبنك اليمن والبحرين الشامل الإسلامي في تعز، ومديراً مالياً وإدارياً لمؤسسة "الناس" للصحافة.

مع تصاعد أعمال المقاومة الشعبية، في محافظة إب، ترك الجماعي مناصبه الإدارية التجارية، وقاد المقاومة من منطقة بعدان التي يتحدر منها، وتعد المدخل الشرقي للمدينة، غير أنه وبعد معارك لأسابيع استطاع الحوثيون استعادة مركز المديرية، فانسحب مع رجال المقاومة الذين يقودهم، باتجاه مديريات قريبة تتبع محافظة الضالع، بينما قام الحوثيون بتفجير منزله، في منطقة المنار بعد سيطرتهم عليها.

منذ أوائل سبتمبر/أيلول الماضي، بدأ الجماعي وعدد من القيادات المعارضة للحوثيين باستعدادات واستقطاب لأفراد المقاومة في مديرية "دمت" التابعة إدارياً للضالع، لكنها تُحسب على محافظة إب، وبدأ الحوثيون منذ نحو أسبوع حملة تسعى للسيطرة على مديرية "دمت" لتدور هناك معارك عنيفة قُتل فيها العشرات من الطرفين.

وقتل إلى جانب الجماعي، أربعة آخرون على الأقل، بينهم الشيخ باسل عبدالله القاضي، وحميد العودي، وتوفيق الحجاجي، وبدر العودي، وعلى الرغم من الخسارة التي حدثت بمقتل الجماعي ورفاقه، فإن أكثر من مصدر تحدثت إليه "العربي الجديد" في الضالع، أفاد أن الحوثيين لم يتقدموا خلال المعارك، وأن جبهات المقاومة متماسكة وتكبد الحوثيين وحلفاءهم خسائر بشرية وآليات، غير أنهم، كما هي العادة، لا يعلنون عن خسائرهم.

اقرأ أيضاً اليمن: تعزيزات لتحرير تعز وتجدد الاشتباكات في إب والضالع