المعارضة تواجه النظام جنوبي حلب و"داعش" شمالها

03 نوفمبر 2015
استعادت المعارضة قرية في ريف اللاذقية (حسين نصير/الأناضول)
+ الخط -
تواصل قوات النظام السوري تقدّمها البطيء على حساب قوات المعارضة في ريف حلب الجنوبي، مع استفادتها من الغطاء الجويّ الروسي، الذي مكّن قوات النظام من التقدم حتى الآن بمساحة واسعة نسبياً بريف حلب الجنوبي، نحو أوتوستراد حمص ـ حلب الدولي، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية جنوبي حلب.

بالتزامن، تتواصل الاشتباكات بين قوات "سورية الديمقراطية"، التي تمّ تشكيلها الشهر الماضي وقوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بريف الحسكة الشرقي، شرقي سورية، كما تتواصل الاشتباكات المتقطعة بين قوات المعارضة وقوات "داعش" بريف حلب الشمالي.

ويكشف الناشط عبدالله محمد في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "قوات النظام تمكنت من السيطرة على جبل البنجيرة، الذي يُعتبر أعلى قمة بريف حلب الجنوبي، ويطلّ على بلدتي الحاضر وزيتان، اللتين تسيطر عليهما المعارضة في المنطقة. كما تجري الاشتباكات بين قوات النظام وقوات المعارضة في قرية كفر حداد، بعد سيطرة قوات النظام خلال الأسبوع الأخير على ست قرى بريف حلب الجنوبي، وهي مريمين والمشرفة وجميمة والصبحية والحميدي وحميدية".

وتستفيد قوات النظام من عشرات الغارات الجوية، التي ينفذّها الطيران الروسي يومياً على نقاط تمركز قوات المعارضة في بلدات الوضيحي والشقيدلة والعيس، في ريف حلب الجنوبي، بالتزامن مع مواصلة التمهيد الناري العنيف الصاروخي والمدفعي.

اقرأ أيضاً: "داعش" يتقدّم في حمص... ويهدّد الأوتوستراد الدولي

ولا يبدو هدف قوات النظام من هذا التقدم واضحاً، ذلك لأنها تحاول التقدم في عمق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بريف حلب الجنوبي، وصولاً إلى ريف إدلب. إلا أن خبراء عسكريين من قوات المعارضة، عبّروا عن اعتقادهم لـ"العربي الجديد" عن أن "قوات النظام تسعى للوصول إلى اوتوستراد حلب ـ دمشق الدولي، الذي باتت تبعد عنه 15 كيلومتراً فقط، قبل التقدّم غرباً باتجاه مناطق سيطرة المليشيات الموالية للنظام، في بلدتي الفوعة وكفريا، اللتين تحاصرهما قوات المعارضة بريف إدلب الشمالي".

وسيعني ذلك في حال تمّ، تحقيق قوات النظام خرقاً كبيراً في مناطق سيطرة المعارضة، شمالي سورية. ويشير أيضاً إلى أن تحولاً ما طرأ أخيراً، كون المعارضة نجحت في صدّ هجمات قوات النظام، بريفي حماة الشمالي واللاذقية الشمالي، منذ بدء التدخل الروسي، أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

وتمكنت قوات المعارضة، أمس الاثنين، من استعادة السيطرة على قرية غمام بريف اللاذقية الشمالي، بعد يوم واحد من سيطرة قوات النظام عليها. وذلك إثر اشتباكات عنيفة بين الجانبين بعد هجوم قوات المعارضة المعاكس، الذي أسفر عن مقتل ستة عناصر لقوات النظام في القرية، قبل انسحابها منها، وفقاً لمصادر الفرقة الساحلية الأولى، التابعة للجيش السوري الحر.

كما تتواصل الاشتباكات بشكل متقطع من جانب آخر في ريف حلب الشمالي بين قوات المعارضة السورية وقوات "داعش". وذلك بعد أن شنّت قوات المعارضة هجمات صاروخية على نقاط تمركز التنظيم في بلدة حربل، التي يسيطر عليها التنظيم، قرب مدينة مارع التي تسيطر عليها المعارضة.

وجاءت الهجمات بعد يوم واحد فقط من الهجوم الذي شنّته قوات المعارضة على نقاط تمركز "داعش" في قريتي حرجلة ودحلة بريف حلب الشمالي، بإسنادٍ جويّ من الطيران التركي، يحصل للمرة الأولى. ونتج عن القصف خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف التنظيم.

في سياق آخر، تواصل قوات "سورية الديمقراطية"، التي تم تشكيلها الشهر الماضي، شمالي سورية، محاولتها للتقدم على حساب قوات "داعش" بريف الحسكة الشرقي، أقصى شمال شرق سورية. وشنّت هذه القوات هجمات بالرشاشات المتوسطة والثقيلة على نقاط تمركز التنظيم في المناطق الواقعة بين بلدتي تل حميس والهول.

وتتألف قوات "سورية الديمقراطية" من وحدات "حماية الشعب الكردية" ووحدات "حماية المرأة الكردية" و"جيش الثوار" وفصائل غرفة عمليات "بركان الفرات" و"قوات الصناديد" و"تجمّع ألوية الجزيرة" و"المجلس العسكري السرياني". وتحظى بدعمٍ من التحالف الدولي لمحاربة "داعش" الذي يقدم غطاءً جوياً لها.

اقرأ أيضاً ريف حلب الجنوبي تحت رحمة الجرائم الروسية: قتل ونزوح

المساهمون