الحوثي و"القاعدة" يهددون المدن المحررة جنوب اليمن

17 أكتوبر 2015
دعوات للتحالف لتأمين المدن المحرّرة (Getty)
+ الخط -
حادثة مقتل ضابط إماراتي، اليوم، في مدينة عدن، تدق جرس إنذار بخطورة الوضع الأمني، إذ تتربص أطراف عدة بالمدن المحررة وتحاول زعزعة الأمن فيها.

ويتحرك تنظيم "القاعدة" بأفرعه المختلفة بحرية كاملة في العاصمة المؤقتة، مستغلاً فوضى حمل السلاح، ومطالبات الانفصال، والخلافات داخل السلطة.

وشهدت عدن عمليات اغتيال عدة عقب تحريرها من الحوثيين في 17 يوليو/ تموز الماضي، واستمرت الاغتيالات عقب عودة الحكومة اليمنية لمزاولة مهامها من المدينة، بل إن العمليات الإرهابية استهدفت مقر الحكومة ومقرات للتحالف، ونجا نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء، خالد بحاح، فيما قتل 15 من جنود التحالف والمقاومة اليمنية، قبل نحو أسبوعين.

ويقول ناشطون سياسيون وقادة في المقاومة، إن هناك خلايا نائمة تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المدينة، بعضها تابع لجماعات ذات توجهات فكرية وأيديولوجية متطرفة، وأخرى موالية للمخلوع صالح والحوثيين، والأمر لا يخلو، أيضاً، من تصفية حسابات سابقة بين بعض الأطراف تقف وراء بعض هذه الاغتيالات.

ويرى مدير مركز أبعاد للدراسات، عبد السلام محمد، أن هناك استراتيجية منظمة تنفذها جهات ما، وتقف وراء الفوضى الأمنية التي شهدتها عدن بعد حالة الحرب.

وقال محمد لـ"العربي الجديد"، "هناك احتمال لأن تكون تصفية حساب بين أطراف الحراك الجنوبي تمهيداً للسيطرة على الأرض، أو ثمة جهاز استخبارات دولي يغذي الخلافات ويقوم بدعم عمليات الاغتيال لتصفية طرف معين".

واتهم وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، الثلاثاء الماضي، الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، باستخدام وتجيير الجماعات الإرهابية لتهديد البلاد، وزعزعة استقرار المدن المحررة من الحوثيين والقوات الموالية له.

ولا تقتصر التهديدات على التنظيمات المتشددة، فالحوثيون والقوات الموالية لصالح يشعرون بمرارة الهزيمة في عدن ويحلمون بالعودة مرة أخرى.

اقرأ أيضاً: قوة سودانية تنتشر في عدن ومقتل جندي إماراتي 

ويقف الحوثيون متربصين على حدود المدن المحررة، وهم على بعد كيلومترات من شبوة وأبين ولحج.‏
وأصبح الحوثيون على حدود محافظة أبين المحررة، وبات الطريق إليها سالكاً في ظل الصراع وسيطرة التنظيمات المتشددة وفوضى السلاح.

كما يقف الحوثيون على حدود محافظة لحج، وقاموا، خلال الأسبوع الماضي، بشن هجومين على المحافظة من محورين.

واعتبر المحلل السياسي اليمني، نجيب غلاب، أن "الفوضى والتخريب في المناطق المحررة لا تخدم إلا طرفين، الحوثي وإرهاب التيارات الإسلامية المتطرفة، وكلاهما يكمل عمل الآخر، ولديهم هدف أساس، إفشال الحكومة الشرعية والتدخل العربي".

وقال غلاب لـ"العربي الجديد"، "يرى الحوثي أن تقوية جذور الاٍرهاب في المناطق المحررة بداية لإعادة تسويق نفسه دولياً كقوة مناهضة للإرهاب، ويرى الاٍرهاب أن عودة الحوثي طريقاً لتسويق نفسه شعبياً فيما تعجز الحكومة الشرعية ودوّل التحالف عن ذلك".

وأوضح غلاب، أن دول التحالف والحكومة الشرعية لديهم خطة واضحة في مواجهة قوى الفوضى والتدمير.

وفي السياق ذاته، كشف محافظ شبوة، العميد عبدالله علي النسي، اليوم السبت، عن معلومات تشير إلى نية تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، الذي يسيطر على مدينة المكلا حالياً، ضم محافظتي شبوة وأبين إلى سيطرته، محذراً من عدم وجود قوات جاهزة لصد أي هجوم محتمل.

وأشار إلى أن مجموعات "القاعدة" وخلايا صالح، تستغل الأوضاع المتردية في المحافظة وانعدام الخدمات الضرورية لتحريك السكان وإحداث قلاقل وإرباك السلطات المحلية.
وأوضح محافظ شبوة، أنه طلب من القوات الموالية للشرعية في منطقة العبر المساعدة في تحرير مديرية بيحان، التي لا تزال تحت سيطرة "الحوثيين"، إلا أنهم اعتذروا "لعدم الجاهزية"، وفق ردهم.

وحذّر من أن "الحوثيين" إذا ما قرروا العودة إلى عتق "فلن يستغرق الأمر منهم سوى مسافة السكة"، بل ذهب إلى أنهم "سيصلون إلى منطقة تصدير الغاز الطبيعي (بلحاف) على بحر العرب، من دون أي صعوبة".

اقرأ أيضاً: الحكومة اليمنية ترد على الدعوة لاستئناف المحادثات خلال يومين
المساهمون