العراقيون يستذكرون هشام الهاشمي.. 4 سنوات على غياب العدالة

07 يوليو 2024
الخبير الأمني البارز هشام الهاشمي (منصة إكس)
+ الخط -

أحيا العراقيون الذكرى الرابعة لاغتيال الخبير والباحث الأكاديمي المعروف هشام الهاشمي الذي اغتيل في يوليو/تموز 2020، معتبرين أن تمييع قضيته يمثل أحد أشكال عجز العدالة أمام من يمتلك السلاح ويقتل العراقيين، لا سيما الخبراء منهم والأصوات الوطنية، وكان لافتاً غياب موقف من عائلته التي اختارت الصمت مؤخراً.

واغتيل الهاشمي في 6 يوليو/تموز 2020 أمام منزله في حي زيونة الراقي في بغداد على يد ملثمين كانوا على درّاجات نارية أثناء عودته من مقابلة تلفزيونية انتقد فيها أنشطة الجماعات المسلحة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ ومهاجمة البعثات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء ببغداد، واصفاً إياها بـ"قوى اللا دولة". ووُلد هشام الهاشمي في بغداد عام 1973 وهو ينتمي إلى عشيرة الركابي العربية جنوبي البلاد، عمل أكاديمياً وباحثاً متخصصاً في الشأن الأمني والسياسي في العراق.

وأصدر القضاء العراقي في مايو/أيار 2023 حكماً بالإعدام بحق قاتل الهاشمي، وهو المدعو أحمد الكناني الذي اعترف بارتكابه الجريمة، وجاء الحكم بعد تأجيلات كثيرة لمحاكمته وجلسات التحقيق الخاصة بالقضية بسبب ظروف غامضة، أرجعها مراقبون إلى امتناع المتهم عن الحضور، وضغوط سياسية على القضاء. وجاءت العقوبة بناءً على استناد المحكمة إلى أحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب العراقي. لكن محكمة التمييز العراقية نقضت حكم الإعدام الصادر بحق الكناني ووجهت بإعادة فتح القضية عبر محكمة التحقيق، وبررت المحكمة قرارها بأن اللجنة التي تولت التحقيق في القضية، وهي اللجنة الـ29 التي تشكلت خلال الحكومة السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي من أجل مكافحة الفساد وحُلّت في 2022، "ليس لديها أي صلاحيات قانونية للتحقيق في الجريمة".

وفي مارس/آذار الماضي تمت تبرئة الكناني بعد إعادة محاكمته في ظروف ضبابية، وأُسقطت التهم الموجهة إليه لعدم كفاية الأدلة، وقال القضاء العراقي وقتها إن "اعترافاته السابقة لا تصلح للإدانة"، فيما لم تسمح المحكمة لوسائل الإعلام بحضور الجلسة التي أُقرت فيها التبرئة. والكناني (38 سنة)، المدان بجريمة اغتيال الهاشمي، هو ضابط برتبة ملازم في وزارة الداخلية، اعتُقل عقب حادثة الاغتيال بأسابيع، وظهر على قناة "العراقية" الرسمية معترفاً بجريمته في 16 يوليو/تموز عام 2021، لكنه اختفى بعد ذلك.

ولم يصدر عن السلطات العراقية القضائية أو الحكومية بعد الإفراج عن الشخص الذي اعترف باغتيال الهاشمي، أي تعليق أو توضيح، فيما انطوت القضية الأشهر في العراق على تساؤلات عن إمكانية أن يحظى الضحايا بالعدالة.

وكتب الصحافي العراقي منتظر ناصر، على منصة إكس "قبل 4 سنوات في مثل هذا اليوم، وبعد حملات تحريض قذرة، كانت يد الغدر والتطرف، قد اغتالت الصديق الباحث والخبير في الشأن الأمني هشام الهاشمي مع بقاء الجاني حراً طليقاً حتى اللحظة، في مؤشر واضح على غياب العدالة!".

المساهمون