20 قتيلاً حصيلة الاضطرابات في البيرو

17 ديسمبر 2022
مظاهرة لأنصار كاستيو في بونو تطالب بالإفراج عنه (فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت حصيلة الاضطرابات التي تشهدها البيرو إلى 20 قتيلاً، قضى عددٌ منهم برصاص الشرطة والجيش، في وقت لا يزال حوالى خمسة آلاف سائح عالقين في منطقة ماتشو بيتشو، حيث تقع قلعة الإنكا الشهيرة.

وقال بيان صادر عن وزارة الصحة في البيرو، اليوم السبت، إن 20 شخصاً قتلوا خلال التظاهرات بمدن مختلفة من البلاد، وأن 63 مصاباً لا زالوا يتلقون العلاج في المشافي.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن عدد المصابين خلال التظاهرات بعموم البلاد تجاوز الـ500 شخص، وأن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 150 متظاهراً.

ورفض أعضاء مجلس الشيوخ في البيرو خلال عملية تصويت على اقتراح الرئيسة الجديدة دينا بولوارت بإجراء الانتخابات في ديسمبر 2023.

وقالت الرئيسة الجديدة دينا بولوارت، خلال حفل أُقيم في الكلية العسكرية في ليما، الجمعة: "آسَف للأحداث المأسوية التي أودت بالعديد من المواطنين في مناطق مختلفة من البلاد، هذا يجب أن يتوقف".

وأضافت: "أريد أن أدعو مرة أخرى إلى الهدوء، دعونا نفكّر في عائلاتنا وأطفالنا وجميع أفراد شعب البيرو الذين يحتاجون للعيش بسلام لمواصلة عملهم، ولتحريك الاقتصاد... من أجل المضي قدماً".

وفي السابع من كانون الأول/ ديسمبر، أمر الرئيس اليساري بيدرو كاستيو (53 عاماً) بحل البرلمان، الذي صوّت بعد وقت قليل من ذلك بغالبية كبيرة على إقالته بسبب "العجز الأخلاقي". وحاول كاستيو دون جدوى اللجوء إلى سفارة المكسيك، لكنه اعتُقل. وقررت المحكمة العليا، الخميس، إبقاءه محتجزاً.

وتطالب التظاهرات التي تواصلت الجمعة، وخصوصاً في أريكويبا (جنوب) وهوانكايو (وسط) وكوزكو (جنوب شرق) وأياكوتشو (جنوب) وبونو (جنوب شرق حدود بوليفيا)، بحل البرلمان وإطلاق سراح الرئيس المخلوع، واستقالة بولوارتي، نائبة الرئيس كاستيو، وإجراء انتخابات عامّة فورية.

وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ، الأربعاء، في جميع أنحاء البلاد، بينما اقترحت تقديم موعد الانتخابات من إبريل/ نيسان 2026 إلى ديسمبر 2023.

غير أنّ البرلمان رفض، الجمعة، مشروع قانون تقريب موعد الانتخابات. ولم يحصل الاقتراح إلا على تأييد 49 صوتاً، بينما يحتاج إلى 87 صوتاً لإمراره. وفي المجموع، عارض 33 نائباً المشروع، بينما امتنع 25 نائباً عن التصويت.

وقالت وسيطة الجمهورية إليانا ريفولار، إنّ "حالة الطوارئ لا تحمي الحق في الحياة".

عالقون في ماتشو بيتشو 

وأضافت: "في أياكوتشو، لدينا ثمانية قتلى في يوم واحد (الخميس) خلال التظاهرات وخلال الاشتباكات مع الجيش".

وحاول المتظاهرون، الخميس، السيطرة على مطار أياكوتشو في جنوب البلاد، غير أنّهم جرى صدّهم من قبل الجيش، المخوّل التدخّل بسبب إعلان حالة الطوارئ.

وأشارت ريفولار إلى أنّ التقارير الواردة أفادت بأنّ الجنود "حاصرهم الحشد الذي كان يقترب. وأُمروا بالتهديد بإطلاق النار، ثم إطلاق النار في الهواء، ولكن فيما بعد كان هناك إطلاق نار كثيف".

وكان المتظاهرون يحملون الحجارة ومقلاعاً لرميها.

وأوضحت أنّ "الأمر يستدعي تحقيقاً جنائياً، هناك أشخاص ماتوا متأثرين بجروحهم".

بالإضافة إلى ذلك، سُجِّل مصرع ستة اشخاص نتيجة أحداث مرتبطة بإغلاق الطرق، وخصوصاً بسبب عدم القدرة على الوصول إلى مستشفى.

وأعلن مكتب وسيط الجمهورية لحقوق الإنسان في البلاد أن 518 شخصاً أُصيبوا في الاشتباكات، بينهم 268 شرطياً. كذلك أفادت منظمات حقوقية بأن 147 شخصاً اعتقلوا.

ويبدو أن ارتفاع أعداد القتلى والجرحى يضعف قبضة بولوارتي على السلطة، حيث صرّحت النائبة الوسطية سوسيل باريديس بأنه "بسبب أعداد القتلى في البيرو، يجب على السيدة بولوارتي الاستقالة".

وتجري أكثر التظاهرات عنفاً في جنوب البلاد، وهي المناطق التي تعدّ من الأفقر، حيث لا تزال خمسة مطارات مغلقة، هي: أنداوايلاس وأريكويبا وبونو وأياكوتشو وكوزكو.

وفي كوزكو تحديداً، لا يزال حوالي خمسة آلاف سائح عالقين، على أمل أن يتمكّنوا من مغادرة البلاد، حسبما قال داروين باكا، رئيس بلدية المقاطعة المجاورة لماتشو بيتشو، التي تقع أيضاً في كوزكو.

وفي هذه الأثناء، غادر حوالي 200 سائح، معظمهم من أميركا الشمالية وأوروبا، ماتشو بيتشو سيراً، متتبّعين خط السكة الحديد للوصول إلى بلدة أولانتايتامبو التي تبعد حوالي 30 كيلومتراً، حيث انتظرتهم حافلات.

ويعدّ القطار الذي يربط بين القلعة الحجرية وكوزكو، التي تعدّ العاصمة القديمة لإمبراطورية الإنكا وتقع على بعد 110 كيلومترات، وسيلة النقل الحديثة الوحيدة للوصول إلى جوهرة السياحة البيروفية.

وقال رئيس البلدية: "ما يخشونه هو وصولهم إلى كوزكو وعدم القدرة على العودة إلى بلادهم، لأنّهم يخشون أن يزداد الوضع سوءاً".

(فرانس برس، الأناضول)

المساهمون