من هم أبرز المترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية حتى الآن؟

15 يوليو 2024
فرز أصوات خلال الانتخابات الرئاسية التونسية السابقة، 13 أكتوبر 2019 (Getty)
+ الخط -

انطلق عدد من المترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية القادمة في تقديم مطالب الترشح للرئاسية وجمع التزكيات، ويبدو أن رئاسية تونس المقررة في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2024 ستحمل معها العديد من المفاجآت من حيث الأسماء المعلنة، أو التي ستدخل السباق لاحقاً. وأكدت هيئة الانتخابات أن عدد المترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية تجاوز الخمسين لغاية أمس الأحد، وينتظر أن يشهد ارتفاعاً واضحاً في الأيام القادمة.

وشهدت قائمة المترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية دخول أطباء وعسكريين وأسماء مجهولة، بالإضافة إلى من كُشف عنهم من بين رؤساء الأحزاب ومعارضي الرئيس قيس سعيّد. وفي ما يلي يستعرض معكم "العربي الجديد" أبرز المترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية القادمة.

عبد اللطيف المكي.. ممنوع من الظهور الإعلامي

رئيس حزب العمل والإنجاز ووزير الصحة الأسبق عبد اللطيف المكي، من مواليد 1962 من القصور بمحافظة الكاف، وهو طبيب وسياسي تونسي وقيادي سابق في حركة النهضة. شغل منصب وزير الصحة بين 2011 و2014 في حكومة حمادي الجبالي وحكومة علي العريض. والمكي هو من مؤسسي الاتحاد العام التونسي للطلبة وأمينه العام بين 1989 و1990، ورغم القرارات القضائية الصادرة ضده والقاضية بمنعه من السفر والظهور الإعلامي وتحجير السفر والخروج من منطقته (في الوردية بتونس العاصمة) إلا أنه مصر على مواصلة المسار، معتبراً أن المعركة لا تخلو من صعوبات.

الصافي سعيد.. كاتب يتعهد ببناء الديمقراطية

الكاتب والناشط السياسي الصافي سعيد شغل خطة نائب في البرلمان المنحل (2019).
أعلن خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية في مؤتمر صحافي، بتاريخ 17 إبريل/نيسان الفائت، أنه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، سيقوم بتنفيذ جملة من النقاط الواردة في برنامجه الانتخابي في الأشهر الستة الأولى من عهدته، وعلى رأسها تشكيل المحكمة الدستورية ورفع الإجراءات الاستثنائية وإنهاء مرحلة الطوارئ المتواصلة منذ أكثر من عشر سنوات، وإعادة بناء الديمقراطية، وسن التشريعات اللازمة لتنظيم حياة الناس.

سجناء ضمن المترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية

أعلن إلياس الشواشي، ابن الناشط السياسي المعتقل والأمين العام السابق للتيار الديمقراطي غازي الشواشي، في فيديو عبر صفحته في موقع فيسبوك، أن والده قرر الترشح للانتخابات الرئاسية التونسية القادمة. وأعلن الوزير الأسبق غازي الشواشي، المودع السجن منذ 25 فبراير/شباط 2023، وهو محل تتبع في القضية المعروفة بقضية "التآمر على أمن الدولة"، خوض السباق الرئاسي. ولا يزال موقف الأمين العام المعتقل للحزب الجمهوري عصام الشابي في انتظار الحسم، وهو ما سيقرره المكتب السياسي للحزب قريباً.

وترشح الأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي للانتخابات الرئاسية التونسية المقبلة. والمرايحي طبيب مختص في اﻷمراض الصدرية والحساسية للحساب الخاص، وهو مؤسس لحزب اﻹتحاد الشعبي الجمهوري سنة 2011 وكاتب عام سابق لجمعية أطباء القطاع الخاص. وقد ألقت الشرطة التونسية، في 4 يوليو/تموز الحالي، القبض على المرايحي، الذي يعتبر أحد أبرز منتقدي الرئيس قيس سعيّد، بشبهة غسيل أموال وفتح حسابات بنكية في الخارج من دون ترخيص من البنك المركزي.

وترشحت رئيسة الحزب الدستوري الحر الديمقراطي المعتقلة عبير موسي للانتخابات الرئاسية. واعتقلت السلطات التونسية عبير موسي، وهي من أبرز المعارضين في تونس، بعد إيقافها أمام القصر الرئاسي في أكتوبر 2023.

المنذر الزنايدي.. وزير بن علي

أعلن المنذر الزنايدي، أحد أهم وزراء نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، ترشحه للانتخابات الرئاسية التونسية. وتولى الزنايدي مناصب وزارية من دون انقطاع بين 1994 و2011. والزنايدي (74 سنة) يعتبر من وزراء الصف الأول في نظام الراحل بن علي، توّلى مناصب وزارية من دون انقطاع بين عامي 1994 و2011، وهي وزارات النقل والسياحة والتجارة والصحة، وكان منتسباً لحزب "التجمع الدستوري الديمقراطي" حينها. وقال الزنايدي، في بيان على صفحته بموقع فيسبوك، إنه قرّر الترشح بعد إعلان موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، داعياً جميع التونسيين إلى المشاركة بكثافة في هذه الانتخابات لتقرير مصيرهم وتحقيق التغيير، متعهداً ببرامج ومشاريع واعدة.

عسكريون وأمنيون في السباق

أكد الأميرال المتقاعد ومستشار الأمن القومي للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، كمال العكروت، تقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية. والعكروت قائد سابق للقوات البحرية ومستشار الأمن القومي، وكان قد تقلد مهام مستشار أول للأمن القومي زمن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2017، قبل أن يغادر المنصب عند وصول رئيس الجمهورية الحالي قيس سعيّد الى قصر قرطاج. 

من جانبه، أكد العميد السابق والناطق الرسمي السابق باسم وزارة الداخلية هشام المدب الترشح للانتخابات الرئاسية، وتولى العقيد المدب، من 2 يوليو/تموز 2011 إلى 23 فبراير/شباط 2012، منصب رئيس لإدارة العلاقات مع المواطن. وبيّن في تصريح إعلامي أن لديه معرفة وخبرة واسعة بالشأن الإداري والأمني، وهو ما من شأنه أن يساعده كثيراً في إدارة دواليب الدولة، مؤكداً أنه "رجل وطن وليس رجل سياسة".

قاضٍ يدخل المنافسات 

كذلك، أعلن رئيس جمعية القضاة الشبان والقاضي المعفى مراد المسعودي عن اعتزامه تقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية. وقال المسعودي في تصريح إعلامي إن الرهان هو وجود سلطة الانقلاب من عدمه وعلى الشعب أن يعطي رأيه، والسكوت عن ذلك والانسحاب هما الخيانة العظمى، لأننا اليوم في سرداب مظلم وفي حفرة يتعين علينا استغلال الانتخابات للخروج منها جميعاً، فقرار مقاطعة الانتخابات قرار خاطئ.

لهيذب.. طبيب جراح

وقدم الأخصائي في أمراض القلب والشرايين والأستاذ السابق بكلية الطب في تونس ذاكر لهيذب ترشحه، معلناً أن نسق جمع التزكيات يسير بنسق جيد بل فاجأه، ما يعبر عن ثقة التونسيين بشخصه، وعُرف لهيذب بإجراء عمليات قسطرة قلبية استكشافية وعلاجية وزرع الدعامات والصمامات من دون جراحة. وعمل لهيذب بالمستشفى العسكري في العاصمة ثم انتقل إلى أحد المصحات الخاصة وهو ناشط على شبكات التواصل الاجتماعي.

الحامدي.. شخصية مثيرة للجدل

تعتبر ألفة الحامدي البالغة من العمر 32 عاماً من أكثر الشخصيات الناشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التونسية. وكانت قد تقلدت منصب مديرة عامة للخطوط الجوية التونسية في 2021. وتنحدر الحامدي في الأصل من مدينة قفصة، الواقعة في جنوب غرب البلاد.

مرشحون آخرون

وزير التربية الأسبق والسياسي والجامعي ناجي جلول عُيّن وزيراً للتربية في حكومة الحبيب الصيد وحكومة يوسف الشاهد من فبراير/شباط 2015 إلى إبريل/نيسان 2017، ثم عيّن في سبتمبر/أيلول 2017 مديراً عاماً للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية.

وأعلن الإعلامي الشاب نزار الشعري عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، مؤكداً في تصريح إعلامي أنه سيعمل على إلغاء المرسوم 54، بالإضافة إلى تركيز المحكمة الدستورية وتعديل الدستور بما يضمن التوازن والرقابة بين السلطات. وأشار الشعري في بيان توضيحي إلى أن المرسوم 54 لسنة 2022 يتعارض مع العديد من الحقوق والحريات، وهو ما يستدعي إلغاءه وإنهاء ملاحقة كل من يمارس حرية كفلتها قوانين البلاد.

وأعلن المترشح وأمين عام حزب حركة الشباب الوطني التونسي مالك السايحي (41 سنة) عن ترشحه، وعرف السايحي بنشاطه في المجتمع المدني، وعرف بمساندته مسار 25 يوليو وقيس سعيّد .

وترشح للرئاسية مؤسس حزب حركة صف الدفاع عن تونس محمد العادل الدّو، ويرى أنه لا بد من إنقاذ تونس وتحريرها مما هي عليه، وهو واجب وطني شرعي على كل التونسيين.

المرشحون لرئاسيات تونس بين الجدية والشعبوية

ويرى المحلل السياسي الأمين البوعزيزي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الانتخابات تأتي في ظرف استثنائي، فتونس تمر ولأول مرة بظرف مماثل حيث نجد مرشحين ملاحقين، وآخرين في السجون، في ظل خطابات كالمؤامرة واحتكار الوطنية وانتشار الشعبوية"، مبيناً أن الجديد هذه المرة أن "لدينا مرشحين من الجيش والداخلية، وهي مؤسسات حاملة للسلاح".

وتابع بأن "أبرز ملاحظة أن عدداً مهماً من المترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية من الشعبويين، فعبير موسي خصم مهم وطريقة إيقافها خطأ، ولكن خطابها شعبوي، وناجي جلول ولطفي المرايحي، وهناك أيضا مرشحون مسجونون ومقصون بطريقة أو بأخرى من السباق، وهؤلاء ضد الشعبوية ويطالبون بالعودة إلى الديمقراطية/ كعصام الشابي وغازي الشواشي. كما أن هناك من هم ملاحقون في عدة قضايا، كرئيس حزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي".

ولفت إلى أن "أغلب الظواهر الشعبوية طليقة وتمارس دورها بأريحية في حين أن المناضلين الحقيقيين تجرى ملاحقتهم"، مؤكداً أن "هناك أسماء جديدة برزت في السباق الرئاسي وبعضها ظهر خلال العشرية الأخيرة للثورة وقد عرفت بانحيازها للديمقراطية، وهو ما جعلها تبني سمعة جيدة ويجعل من ترشحها ترشحاً جدياً، كالدكتور ذاكر لهيذب، أي الشخصية العابرة للاصطفاف".

وبين أن "جل المترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية ترشحوا وكأن الوضع طبيعي، وأن هناك شروطاً للحياد والتنافس، ولكن للأسف، لا الوضع طبيعي ولا الشروط متوفرة، وهو ما يطرح عدة تساؤلات هل أن المناخ فعلا انتخابي؟"، مضيفا أن خطاب السلطة الذي يصف المرشحين والمعارضين بالخونة لا يمكن أن يكون شفافاً، فكيف ينافس هؤلاء في الانتخابات". وأكد البوعزيزي أنه "يتوقع أن يرتفع عدد المرشحين وأن تكون هناك أسماء وازنة ربما تظهر في السباق قريباً وتطل برأسها، وربما أيضاً نرى مترشحين من الصف الديمقراطي".

المساهمون