استمع إلى الملخص
- تصاعدت حدة الاشتباكات في مناطق مثل العديسة ومارون الراس، حيث أعلن حزب الله عن تدمير دبابات إسرائيلية، بينما نفذ الجيش الإسرائيلي هجمات برية "محدودة ومكثفة".
- شملت العمليات العسكرية استهدافات إسرائيلية لقوات اليونيفيل، مما أثار استنكارًا دوليًا، وتقدمت بعثة لبنان الأممية بشكوى ضد إسرائيل لدى مجلس الأمن.
منذ أن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء التوغل البري في جنوب لبنان، نشبت اشتباكات ضارية بينه وبين مقاتلي حزب الله الذي أعلن أكثر من مرة تصديه لمحاولات التوغل في 15 نقطة حدودية عبر 3 محاور للقتال بين الطرفين. وشملت هذه المحاور الـ3 القطاع الغربي من ناحية رأس الناقورة، وكفر كلا وعديسة في القطاع الشرقي، بالإضافة إلى محور القطاع الأوسط قرب بلدة رامية باتجاه القوزح.
والنقاط الـ 15 كانت في البلدات الجنوبية: عيترون، وعلما الشعب، واللبونة، وبليدا، وميس الجبل، والضهيرة، ويارون، ورأس الناقورة، ومارون الراس، وكفر كلا، والعديسة، ورامية، والقوزح، ورميش، وأخيرا دبل.
وفي 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في بيان، إن الجيش الإسرائيلي بدأ هجمات برية "محدودة ومكثفة" ضد البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان، إلا أن حزب الله نفى حينها حصول أي توغل إسرائيلي.
وعلى إثر هذا التطور، أعلن الجيش الإسرائيلي العديد من المناطق القريبة من الحدود مع لبنان مناطق عسكرية مغلقة، أبرزها مستوطنات المطلة، ومسكاف عام، وكفار جلعادي، ودوفيف، بالإضافة إلى المالكية وشلومي وعرب العرامشة.
أبرز نقاط التوغل
وفي 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن حزب الله عن أول اشتباك بري مع جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال في بيان إن "مقاتلي المقاومة الإسلامية تصدوا لقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة العديسة الحدودية في قضاء مرجعيون، وأجبروها على التراجع بعد تكبد عناصرها خسائر كبيرة". وفي 11 من الشهر نفسه، قال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيفي في مؤتمر صحافي : "قتلنا العديد من الجنود الإسرائيليين في الاشتباكات التي شهدتها بلدتا العديسة ومارون الراس جنوبي لبنان".
كما أعلن حزب الله في عدة بيانات متلاحقة أنه استهدف جنودا إسرائيليين حاولوا التسلل إلى بلدة يارون في قضاء بنت جبيل بالمتفجرات، ودمر دبابات إسرائيلية كانت تتقدم باتجاه بلدة مارون الراس، ونقاط أخرى.
من جهته، أعلن الجيش اللبناني في 2 أكتوبر الجاري أن الجيش الإسرائيلي توغل بالأراضي اللبنانية مسافة 400 متر من حدود الجنوب قبل انسحابها. وأكد في بيان أن "البلدتين اللتين دخلهما العدو هما العديسة ويارون، لكن جنود الاحتلال الإسرائيلي انسحبوا بعد وقت قصير من دخولهم الأراضي اللبنانية".
ومنذ بداية التوغل البري حتى مساء الاثنين، فإن أعمق نقطة تمكن الجيش الإسرائيلي من التسلل إليها هي بلدة القوزح بقضاء بنت جبيل، التي تبعد 1.5 كيلومتر من الحدود الجنوبية. وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، رفع الجيش الإسرائيلي علم بلاده قبل أن يتراجع في نقطة دمرتها الغارات الجوية، على بعد أقل من كيلومتر واحد من الحدود، عند أطراف بلدة مارون الراس.
كما سجلت اشتباكات عنيفة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في مناطق حدودية تقع ضمن قضاء بنت جبيل لا سيما عيترون وعلما الشعب، وبلدات اللبونة وبليدا وميس الجبل والضهيرة وكفركلا، بقضاء مرجعيون.
إسرائيل تستهدف اليونيفيل
ولم يقتصر العدوان الإسرائيلي على استهداف حزب الله فحسب، بل شملت استهدافاته قوات حفظ السلام الأممية المؤقتة "اليونيفيل" أكثر من مرة، ما تسبب بموجة استنكار واسعة النطاق. وفي وقت سابق الاثنين، تقدمت بعثة لبنان الأممية، بشكوى متطابقة ضد إسرائيل لدى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، بشأن اعتداءاتها المتكررة على اليونيفيل، وفق وكالة أنباء لبنان الرسمية.
بينما اتهم وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين في منشور عبر منصة إكس قوة اليونيفيل بأنها "عديمة الفائدة" زاعما أنها درع حزب الله في لبنان، وطالب بإخراجها، في مشهد مماثل حينما اتهمت تل أبيب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بأنها "ذراع لحركة حماس" في قطاع غزة.
وفي 13 سبتمبر/ أيلول، قالت اليونيفيل إن جنود حفظ السلام رصدوا في موقع للأمم المتحدة في رامية قضاء بنت جبيل 3 فصائل من جنود الجيش الإسرائيلي تعبر الخط الأزرق إلى لبنان. وأضافت في بيان أن "دبابتين من طراز ميركافا تابعتين للجيش الإسرائيلي قامتا بتدمير البوابة الرئيسية للموقع التابع لليونيفيل ودخلتاه عنوة، ثم غادرت الدبابتان بعد حوالي 45 دقيقة".
كما "أطلقت القوات الإسرائيلية رشقات نارية على مسافة قريبة من نفس الموقع، ما أدى إلى انبعاث دخان كثيف، وقد عانى 15 جنديا من حفظ السلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشاكل في المعدة بعد دخول الدخان إلى القاعدة"، وفق بيان اليونيفيل.
وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلنت اليونيفيل إصابة جنديين من قوة حفظ السلام في لبنان جراء استهداف الجيش الإسرائيلي برج مراقبة للقوات الأممية بلبنان. وأصيب برج مراقبة لليونيفيل بقذيفة لـ"دبابة ميركافا" إسرائيلية، أسفر عن إصابة جنديين آخرين للقوات الأممية.
وأُسست اليونيفيل، في مارس/ آذار 1978، للتأكيد على انسحاب إسرائيل من لبنان، واستعادة الأمن والسلام الدوليين ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها في المنطقة.
(الأناضول)