10 قتلى من المليشيات الإيرانية بقصف للاحتلال الإسرائيلي على محيط دمشق

15 فبراير 2021
النظام أعلن التصدي لهجمات صاروخية إسرائيلية في سماء دمشق (Getty)
+ الخط -

تعرض مقر قيادة الفرقة الأولى التابعة لقوات النظام السوري ومواقع أخرى فجر اليوم الإثنين، لقصف من طيران الاحتلال الإسرائيلي للمرة الثانية على التوالي خلال أقل من عشرة أيام، فيما شهدت مدينة القامشلي شمال شرقي البلاد تجدد حالة التوتر بين قوات النظام ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، "قسد".

وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن عشرة من عناصر الميليشيات الإيرانية على الأقل قتلوا جراء القصف الإسرائيلي فجر اليوم على مواقع متفرقة لقوات النظام في جنوب وجنوب غرب العاصمة دمشق، وجل القتلى من ميليشيات "فاطميون" المدعومة من الحرس الثوري الإيراني.

وذكرت المصادر أن أبرز المواقع التي تعرضت للقصف كانت "مقر قيادة الفرقة الأولى" في ناحية الكسوة، والفوج 165، إضافة لمقرات تتبع لـ"الفرقة الرابعة" على طريق بيروت دمشق القديم، وهي مقرات تتمركز فيها الميليشيات المدعومة من إيران إضافة لقوات تابعة لـ"حزب الله" اللبناني.

وفي وقت سابق ذكرت مصادر  "العربي الجديد" أن ثلاث ضربات بصواريخ جو أرض طاولت مقر قيادة الفرقة الأولى في محيط مدينة الكسوة جنوب غرب دمشق، كما طاولت مقر "الفوج 165" التابع للفرقة ذاتها، ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية ومادية، مضيفة أن المقر يضم عناصر من مليشيات تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني، و"حزب الله" اللبناني.

وذكرت المصادر أن انفجارات عنيفة دوت في المنطقة وسمع صوتها في معظم أرجاء دمشق وريفها، في حين زعمت وكالة "سانا" الرسمية نقلاً عن مصدر عسكري أنه "في تمام الساعة الواحدة و18 دقيقة من فجر اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً برشقات صواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل واتجاه الجليل مستهدفا بعض الأهداف في محيط مدينة دمشق، وأكد المصدر أن وسائط دفاعنا الجوي تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها".

ولم تتطرق الوكالة إلى حجم الخسائر التي منيت بها قوات النظام كما لم تذكر بشكل محدد المناطق والأهداف التي طاولها القصف الإسرائيلي، وهو القصف الثاني على المواقع ذاتها خلال أقل من عشرة أيام.

وفي الخامس من الشهر الجاري نفذت طائرات حربية سلسلة من الغارات الجوية على "الفوج 165" التابع لـ"الفرقة الأولى" في قوات النظام، والمتمركز في محيط مدينة الكسوة جنوب غربي العاصمة، والذي تقول مصادر مطلعة إنه تحوّل إلى قاعدة عسكرية إيرانية في جنوب سورية.

وتكمن أهمية الفرقة الأولى في موقعها القريب من دمشق وتضم وفق مصادر "العربي الجديد" مخازن سرية للأسلحة، كما تضم قواعد للمليشيات الإيرانية، ما يجعل منها هدفا مستمرا لطيران الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى الحد من الوجود الإيراني في سورية.

خسائر بشرية للنظام السوري بالاشتباكات مع "داعش"

من جانب آخر، تكبدت قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لها خسائر بشرية بتجدد الاشتباكات مع تنظيم "داعش" في ريفي حمص ودير الزور.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام والميليشيات المساندة لها تعرضت لهجمات فجر اليوم الاثنين من خلايا تنظيم "داعش" خلال عمليات التمشيط في محوري الشولا جنوب دير الزور والسخنة شمال شرقي حمص، حيث قتل وجرح قرابة 15 عنصرا من قوات النظام و"لواء القدس" و"الدفاع الوطني" وميليشيا "أسود الشرقية".

وذكرت المصادر أن الهجمات من تنظيم "داعش" استهدفت قوات النظام التي تقوم بتمشيط المحاور في البادية، بدعم الطيران الحربي الروسي إلا أن الغارات الجوية لم تحد من عمليات التنظيم في المناطق الوعرة. وهي مناطق تشهد منذ شهور ازديادا في نسبة العمليات ضد قوات النظام على الرغم من الغارات الجوية وعمليات التمشيط.

وبدورها قالت شبكة "فرات بوست" المحلية إن عنصرين بينهم قيادي من ميليشيا "أسود الشرقية" التابعة للنظام السوري قتلا أمس وجرح خمسة آخرين جراء غارة جوية للطيران الحربي التابع للنظام استهدفت أحد مواقعهم عن طريق الخطأ في منطقة جبل البشري خلال عمليات التمشيط.

وكانت مصادر محلية قد أفادت أمس أيضا بأن قوات النظام تعرضت لهجوم من تنظيم "داعش" في محور مناجم الفوسفات بمنطقة خنيفيس في ريف حمص الجنوبي الشرقي. وذكرت المصادر أن الهجوم طال ميليشيا "فاطميون" المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، وتلقت الميليشيا خسائر بشرية جراء الهجوم.

تعد منطقة خنيفيس مجالا للنفوذ الإيراني والروسي وفيها شركات إيرانية وأخرى روسية تعمل في استثمار مناجم الفوسفات

وتعد منطقة خنيفيس مجالا للنفوذ الإيراني والروسي وفيها شركات إيرانية وأخرى روسية تعمل في استثمار مناجم الفوسفات، وتشهد المنطقة أيضا منافسة روسية إيرانية للحصول على مزيد من الاستثمارات، وتنتشر فيها العديد من الميليشيات المدعومة من إيران أبرزها "الحرس الثوري" و"فاطميون".

ومن جانب آخر، قتل عنصر من ميليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، "قسد" جراء هجوم من مجهولين على دورية للميليشيات في قرية حجنة بريف دير الزور الشمالي الشرقي، وقالت مصادر "العربي الجديد" إن المهاجمين فروا إلى مكان مجهول في حين قامت "قسد" بتفتيش محيط الموقع دون فائدة تذكر.

وتتعرض "قسد" بشكل يومي لهجمات من مجهولين يرجح أنهم تابعون لتنظيم "داعش"، تقابلها "قسد" بشكل دوري بعمليات مداهمة واعتقال لأشخاص متهمون بالانتماء للتنظيم. وكان التحالف الدولي قد استقدم مساء أمس الأحد تعزيزات ودعما لميليشيات "قسد" المتمركزة في قاعدة حقل العمر النفطي.

وسيرت القوات الأميركية اليوم دورية عسكرية اعتيادية في ناحية المالكية بريف الحسكة، وجالت في المنطقة على الطرقات الواصلة بين حقول النفط، حيث تألفت الدورية من أربع عربات عسكرية رفقة غطاء جوي من حوامتين عسكريتين.

توتر جديد في القامشلي

إلى ذلك، شهدت مدينة القامشلي في شمال شرق سورية توترا جديدا بين قوات النظام ومليشيات "قسد"، بعد قرابة أسبوعين من الهدوء، وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن عناصر من "الدفاع الوطني" التابع لقوات النظام السوري استهدفوا حاجزاً لـ"قسد" عند دوار شارع الوحدة في مدينة القامشلي، وعلى إثره استنفرت "قسد"، وأغلقت الطريق الواصل إلى حارة طي جنوب المدينة حيث المربع الأمني للنظام.

وقالت المصادر إن عناصر "قسد" سيطروا على مطحنة مانوك ومرآب الحبوب في المدينة أيضا، وطردوا موظفين تابعين لحكومة النظام منها، بعد رفضهم العمل تحت إمرة "قسد".

وقالت المصادر إن "قسد" أطلقت سراح خمسة معلمين مساء أمس كانت قد اعتقلتهم سابقا في مدينة رميلان بريف الحسكة الشمالي الشرقي على خلفية تدريسهم مناهج حكومة النظام السوري، فيما أفادت مصادر أن رتلا من الشاحنات يحمل مادة القمح دخل من مناطق سيطرة "قسد" إلى مناطق النظام في ناحية الطبقة جنوب غرب الرقة تمهيدا لنقله إلى العاصمة دمشق.

وشهدت مناطق التماس بين "قسد" والنظام السوري في محافظة الحسكة بداية العام الجاري توترا وحصاراً متبادلاً واشتباكات توقفت قبل أسبوعين على خلفية التفاوض بين الطرفين برعاية روسية لحل الملفات العالقة.

وفي جنوبي البلاد، تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن شروع ميليشيا "قوات الغيث" التابعة لـ"الفرقة الرابعة" بسحب قواتها من محيط مدينة طفس ونقاط لها في ريف درعا الغربي، وقالت المصادر إن عملية الانسحاب تأتي على خلفية الاتفاق مع اللجنة المركزية في درعا، مضيفة أن الانسحاب هو للعناصر المتحدرين من خارج المنطقة مع الإبقاء على العناصر المتحدرين من المنطقة.

وكانت اللجنة المركزية التي تضم قياديين سابقين في المعارضة المسلحة ووجهاء محليين قد توصلت الأسبوع الماضي إلى اتفاق مع قوات النظام برعاية روسية حول مدينة طفس ومصير مقاتلين سابقين في المعارضة المسلحة، وبدأ تنفيذ الاتفاق بدخول قوات النظام من أجل تفتيش مناطق في المدينة ومحيطها.

المساهمون