قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن مسؤولين أميركيين ذكروا لها أن وكالة الأمن القومي اتخذت عدة إجراءات في الآونة الأخيرة لضمان عدم تدخل الجهات الأجنبية في الانتخابات الرئاسية الحالية، ومن ضمن هذه الإجراءات عملية تم تنفيذها في الأسبوعين الماضيين ضد إيران.
ولم يفصح الجنرال بول ناكاسوني، مدير وكالة الأمن القومي الأميركي والقيادة الإلكترونية للجيش، عن أية تفاصيل بخصوص عمليات محددة، ولكنه قال بحسب الصحيفة في مقابلة مع صحفيين، إنه واثق جداً من "الإجراءات التي تم اتخاذها ضد الخصوم" خلال الأسابيع والأشهر الماضية "للتأكد من أنهم لن يتدخلوا في انتخاباتنا".
وبحسب مسؤولين تحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية العملية، فقد جاء التحرك ضد المتسللين الإيرانيين العاملين في الحرس الثوري الإيراني بعد فترة وجيزة من إطلاقهم عملية قبل أسبوعين زعموا فيها أنهم جماعة يمينية، وقاموا بإرسال رسائل بريد إلكتروني تضمنت تهديدات للناخبين الأميركيين، كما نشروا مقطع فيديو يهدف إلى زعزعة الثقة في عملية التصويت.
وقال ناكاسوني، إن وكالة الأمن القومي كانت تراقب الإيرانيين منذ فترة ولم تفاجأ بتحركهم. وكان مدير المخابرات الوطنية الأميركية جون راتكليف قد عقد مؤتمراً صحفياً بعد مضي 27 ساعة على إرسال رسائل البريد الإلكتروني، وألقى بالمسؤولية على إيران، لتكون تلك أسرع عملية اتهام علني في تاريخ الولايات المتحدة.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن مؤتمر راتكليف ومقابلة ناكاسوني المسجلة يوم الثلاثاء، وبالإضافة إلى الإحاطات الدورية لكبار مسؤولي وزارة الأمن الداخلي الأميركية، تعكس جميعها تصميم الحكومة على أن تكون العملية الانتخابية شفافة أمام الجمهور قدر الإمكان، وبعيدة عن أية تهديدات ممكنة. الأمر الذي من شأنه زيادة ثقة الناخبين في نزاهة الانتخابات، بعد عام حافل بالخلافات السياسية، وبعد أربع سنوات من تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية الماضية.
بدأ عمل الوكالة في منع التدخلات الخارجية بعد انتخابات التجديد النصفي لعام 2018، وسيستمر حتى يتم التصديق على نتائج الانتخابات
وأكد مدير وكالة الأمن القومي، أن عمل الوكالة بدأ بعد انتخابات التجديد النصفي لعام 2018، وسيستمر إلى ما بعد يوم الانتخابات لعدة أسابيع، حتى يتم التصديق على نتائج الانتخابات. مؤكداً أن ذلك "ليس إلا البداية"، و"سنكون مستعدين للأيام القادمة". كما أشار إلى أن مستوى الاستهداف الأجنبي للانتخابات الأميركية الحالية كان أقل مما كان عليه قبل عامين، على الرغم من وجود العديد من الجهات الأجنبية التي تمتلك النوايا والقدرات للتأثير على العملية الانتخابية. ويعزو الفضل في ذلك إلى التوسع في عمل الوكالة والجهات الأمنية الأخرى، ومضاعفة جهودها.
وإلى جانب الجهود الأمنية، يرى ناكاسوني أن التنسيق بين الوكالات الأميركية وبين شركات التواصل الاجتماعي وشركات القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والحرس الوطني والشركاء الأجانب؛ ساهم كله في جعل الانتخابات أكثر أمناً، وتحصيناً ضد التدخل الأجنبي.
كما نبه إلى أن التقارب في الأصوات بين المرشحين من شأنه أن يشكل بيئة خصبة للتأثير من قبل أطراف خارجية ستسعى لاستغلال ذلك لنشر الفوضى، ولكنه امتنع عن تسمية جهات بعينها، مكتفياً بالقول: "سوف نتخذ إجراءات ضد أي شخص يهدد عملياتنا الديمقراطية".