في الوقت الذي ظلّ فيه المستوطن الذي أطلق النار على الشهيد موسى حسونة في اللد حرًّا طليقًا، بقرار من المحكمة نفسها، كانت شرطة الاحتلال تشنّ حملة مطاردات واعتقالات عنيفة تستهدف فلسطينيي أراضي عام 1948 دون سواهم، وقد بلغت حدًّا قياسيَا، إذ جاوز عدد المعتقلين 1700، فضلًا عن 300 حالة اعتداء، وكلّ ذلك خلال الأسبوعين الأخيرين، اللذين تخللهما عدوان على غزة والمسجد الأقصى، وفق ما أحصت هيئة منبثقة عن لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل.
وتجمّع عدد من أهالي اللد أمام المحكمة المركزية في المدينة، صباح اليوم الجمعة، تأكيداً على تمسّكهم بحق الشهيد حسّونة، الذي قتله مستوطن بسلاحه الشخصي، وأصاب اثنين آخرين من رفاقه حين كانوا يهتفون ويتظاهرون نصرة للأقصى في المدينة، التي بلغت بها الاحتجاجات حدًّا غير مسبوق، دفع سلطات الاحتلال إلى فرض حظر تجوّل في المدينة، وإرسال وحدات من الجيش إليها.
#شاهد| وقفة احتجاجية من أمام المحكمة المركزية في اللد المحتلة بالتزامن مع عقد جلسة محاكمة قتلة الشـ ــهيـ.ـد موسى حسونة pic.twitter.com/7W6yagkf4j
— #القُدس_لنا 🇵🇸 (@h_d_e_3) May 28, 2021
ورغم أن مقاطع الفيديو التي التقطت لحظة إصابة الشهيد تظهر أنّه كان بعيدًا إلى حدّ ما عن مطلق النار ولا يشكّل خطرًا عليه، فإن محكمة الاحتلال اعتبرت الجريمة "دفاعًا عن النفس"، وأفرجت عن مطلق الرصاص، و3 مستوطنين آخرين كانوا برفقته، وهم بعدُ لم يتمّوا يومين في الحجز.
ودعت إلى الوقفة اللجنة الشعبية في اللد، اليوم، كما ستنظم مظاهرة أخرى أمام مركز الشرطة في اللد، غدا السبت، الساعة السابعة مساء.
ولا يقتصر الأمر على قتلة موسى حسونة وحسب، إذ لا تُظهر المعطيات التي نشرتها الشرطة أيّ اعتقالات في صفوف إرهابيي المستوطنين، الذين احتشدوا من مناطق الضفة وسواها ضمن مجموعات منظّمة معروفة بشعاراتها العنصرية، مثل "لاهافا" و"لافاميليا" و"تدفيع الثمن" و"شبيبة التلال"، وجابوا شوارع المدن المختلطة في الداخل هاتفين "الموت للعرب"، وشنّوا اعتداءات على الهويّة، راوحت بين الضرب والدهس والحرق والتكسير وإتلاف الممتلكات؛ كلّ هؤلاء يغيبون عن سجلّات الشرطة، في عنصريّة مفضوحة لا يزيدها فحشًا إلا ترديد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قبل يومين، أن "إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة" في المنطقة، ردًّا على تحذيرات فرنسا، التي دعمتها بشكل مطلق أثناء العدوان، من أنها ستتحول إلى دولة فصل عنصري.
وبحسب الهيئة العربية للطوارئ، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، فقد تم رصد أكثر من 1700 حالة اعتقال و300 حالة اعتداء على مواطنين عرب وممتلكاتهم في إسرائيل خلال الأسبوعين الأخيرين.
وأوضحت الهيئة أنها "تهدف إلى توثيق جميع الحالات في الفترة القريبة وبناء قاعدة معلومات تظهر حقيقة ما جرى خلافًا للرواية الإسرائيلية الرسمية التي حاولت تشويه حركة الاحتجاج والنضال السلمي للمواطنين العرب".
وأضافت: "من أبرز المعطيات التي تم جمعها حتى الآن يستدل أن حملة الاعتقالات لم تتوقف للحظة، حيث يتم اعتقال 100 شخص يوميًا بالمعدل".
وتابعت: "ويستدل من المعطيات المرصودة حتى مساء الخميس، أنه إضافة إلى الشهيدين موسى حسونة (مدينة اللد في وسط إسرائيل)، ومحمد كيوان محاميد (مدينة أم الفحم في شمالي البلاد)، تم توثيق أكثر من 150 حالة اعتداء على أشخاص، إما بواسطة عناصر الشرطة وإما بواسطة عصابات المستوطنين".
وأشارت الهيئة العربية للطوارئ إلى أنه "تم تدوين 72 حالة اعتداء على بيوت و128 حالة اعتداء على سيارات و7 حالات اعتداء على متاجر ومصالح تجارية".