نظم نشطاء وصحافيون وعاملون في الشأن الإنساني وقفة احتجاجية، اليوم الأربعاء، في معبري باب الهوى، شمالي محافظة إدلب، وباب السلامة، شمالي محافظة حلب، الحدوديين مع تركيا، وذلك للمطالبة بإدخال المساعدات بشكل عاجل إلى مناطق شمال غربي سورية، بعد الدمار الهائل الذي لحق بها نتيجة الزلزال الذي ضربها، فجر الإثنين الفائت. وقال عبيدة دندوش، وهو عامل في الشأن الطبي وأحد المشاركين في الوقفة، في حديث لـ"العربي الجديد": "الآن نحن في معبر باب الهوى على الحدود السورية - التركية، بوقفة احتجاجية من أجل المطالبة بإدخال المساعدات بشكل عاجل إلى الشمال السوري"، مؤكداً أنّ "الشمال السوري بالأساس هو منطقة منكوبة ويعيش على المساعدات، وبعد الزلزال أصبح الوضع كارثيّاً جداً"، موضحاً أنه "ما زال هناك المئات عالقين تحت الأنقاض، ونحن بحاجة إلى تركسات وعتاد ثقيل من أجل مساعدة فرق الإنقاذ ومنظمات المجتمع المدني والأهالي الذين يقومون بمساعدة الفرق في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض". وأكد دندوش أنه "حتى اللحظة لم يدخل أي نوع من أنواع المساعدات، سواء فرق إنقاذ أو مساعدات طبية أو مساعدات إغاثية"، مُشيراً إلى أنه "لم يدخل سوى الشهداء السوريين الذين قُتلوا نتيجة الزلزال في تركيا"، لافتاً إلى أن "الوضع الطبي في شمال غربي سورية صعب جداً؛ أغلب المستشفيات أصبحت تعاني شحًّا كبيرًا من المستهلكات والمعدات الطبية والأدوية، والمنظمات الأخرى قدمت كل ما لديها تقريباً إلى الأهالي الذين هم مُشردون في الحدائق، وعلى الطرقات، وفي الصالات".
بدوره، أكد مازن علوش، مدير العلاقات الإعلامية في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، شمال محافظة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "في اليوم الثالث للزلزال لم تدخل حتى تاريخ اللحظة أي مساعدات سواء كانت أُممية أو غير أُممية من معبر باب الهوى"، مشدداً على أن "المنطقة منكوبة وبحاجة إلى جميع أنواع المساعدات، سواء الغذائية، أو المستشفيات الميدانية، أو معدات استخراج العالقين تحت الأنقاض".
وأوضح علوش أنّ "آلاف المواطنين في الشوارع والساحات مشردون بدون مأوى، وهم بحاجة إلى بيوت مسبقة الصنع، وبحاجة إلى الغذاء والدواء"، لافتاً إلى أنّ "المشتسفيات مكتظة بالكامل ولا يوجد أي سرير فارغ، حتى أننا بحاجة إلى أكفان لندفن بها موتانا"، مضيفاً: "نحن في معبر باب الهوى مستنفرون على مدى الـ24 ساعة وعلى استعداد تام لاستقبال أي شحنات إغاثية من أي جهة كانت دولية أو محلية أو شعبية". من جانبه، قال عزيز الأسمر، وهو رسام كاريكاتير من منطقة إدلب وأحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه الوقفة لمناشدة الأمم المتحدة وكل الدول التي تدعي حقوق الإنسان وإخبارهم بأنّ طريق معبر باب الهوى سالك، بإمكانهم إحضار المعدات لإنقاذ الناس الذين لا يزالون عالقين تحت أنقاض منازلهم"، موضحاً أنّ "المساعدات التي تصل من بعض الدول إلى نظام الأسد لن تصل إلى مستحقيها، بالعكس تماماً، النظام سوف يحجب المساعدات عن الناس الذين هو الذي قتلهم ودمرهم في الأساس". وحذر الأسمر من أنّ "أي دقيقة تأخير للمساعدات تتسبب بضحايا جدد في مناطق شمال غرب سورية؛ هناك المئات لا يزالون عالقين تحت الأنقاض، وإن لم يقتلهم ثقل الركام والدمار، فسوف يموتون من البرد"، مطالباً "دول العالم بممارسة إنسانيتها لمساعدة ضحايا الزلزال الذي هو واحد من أعنف الزلازل التي شهدتها المنطقة".إلى ذلك، أكد موسى البكر، وهو ناشط إعلامي مشارك في الوقفة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الهدف من الوقفة هو للتنديد بالدول التي ساعدت كل الناس وساعدت المتضررين في تركيا وباقي الدول دون الالتفات إلى الشمال السوري المحرر، ولليوم الثالث لا يزال هناك مئات العالقين تحت الأنقاض ولا توجد معدات ثقيلة كافية أو أجهزة متطورة لمساعدتهم وإجلائهم من تحت الأنقاض"، مطالباً بـ"فتح المعابر لإدخال كافة أنواع المساعدات، سواء كانت للطواقم الطبية، أو فرق الإنقاذ، أو الناس المتضررين من الزلزال".
وكانت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، قد أكدت، عصر اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غربي سورية لأكثر من 1640، وأكثر من 2800 مصاب، والعدد مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود مئات العوائل تحت أنقاض الأبنية والمنازل المدمرة، مشددةً على أنّ فرقها تواصل عمليات البحث والإنقاذ وسط ظروف صعبة جداً بعد مرور حوالي 60 ساعة على الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة.