وفد من المشرِّعين اليابانيين في الصين لتحسين العلاقات

28 اغسطس 2024
توشيهيرو نيكاي الأمين العام السابق للحزب الليبرالي الديمقراطي، 9 يوليو 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **زيارة وفد المشرعين اليابانيين إلى بكين**: وصل وفد بقيادة توشيهيرو نيكاي إلى بكين لتحسين العلاقات الثنائية المتوترة، قبل الانتخابات الرئاسية للحزب الليبرالي الديمقراطي، ويخطط للقاء وزير الخارجية الصيني وانغ يي.

- **دور توشيهيرو نيكاي في تعزيز العلاقات اليابانية الصينية**: يُعتبر نيكاي "جسر الصداقة إلى الصين"، وقاد وفداً من عشرة مشرعين لتعزيز العلاقات الثنائية، وأعلن عدم ترشحه في الانتخابات المقبلة بسبب فضيحة أموال سياسية.

- **التوترات الحالية بين الصين واليابان**: تشهد العلاقات توترات بعد اختراق طائرة عسكرية صينية المجال الجوي الياباني، وسط تعزيز الولايات المتحدة وحلفائها حضورهم العسكري في المنطقة، مما يثير قلق بكين.

وصل وفد من المشرِّعين اليابانيين إلى بكين، أمس الثلاثاء، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، سعياً لتحسين العلاقات الثنائية المتوترة. وقالت وسائل إعلام صينية، إنّ زيارة الوفد الذي يقوده توشيهيرو نيكاي، الأمين العام السابق للحزب الليبرالي الديمقراطي، البالغ من العمر 85 عاماً، من المتوقع أن تثير أصواتاً براغماتية بشأن العلاقات المتوترة بين الجانبين. وأشارت إلى أنّ الزيارة تأتي قبل الانتخابات الرئاسية للحزب الليبرالي الديمقراطي الشهر المقبل، وقد تسهم في ارتفاع الأصوات العملية والبراغماتية داخل الحزب، لكنها لفتت إلى أن هناك حذراً كبيراً تجاه التحول إلى اليمين في الدوائر السياسية اليابانية ونية طوكيو الصارخة بشكل متزايد للعمل مع الولايات المتحدة لاحتواء الصين.

ويُوصف توشيهيرو نيكاي، وهو سياسي مخضرم، في الأوساط اليابانية بأنه "جسر الصداقة إلى الصين"، حيث قدم مساهمات كبيرة في تعزيز العلاقات الودية بين البلدين. وذكرت صحيفة أساهي اليابانية، في تقرير نُشر أمس الثلاثاء، أنّ نيكاي وصل إلى العاصمة الصينية على رأس وفد مكون من عشرة مشرعين، من ضمنهم يوكو أوبوتشي، رئيسة لجنة استراتيجية الانتخابات في الحزب الليبرالي الديمقراطي، وكاتسويا أوكادا، الأمين العام للحزب الديمقراطي الدستوري، وكازو كيتاغاوا، نائب ممثل حزب كوميتو. ومن المقرر أن يجري الوفد في وقت لاحق من اليوم محادثات مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي.

هذا وشارك نيكاي، منذ فترة طويلة في التبادلات مع الصين، ولديه شبكة فريدة من الاتصالات مع شخصيات صينية بارزة. وكان قد زار الصين في عامي 2017 و2019 بصفته الأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي. وفي عام 2019 سلّم رسالة من رئيس الوزراء الياباني آنذاك شينزو آبي، للرئيس الصيني شي جين بينغ. وفي مارس/ آذار الماضي، قال نيكاي إنه لن يترشح في الانتخابات العامة المقبلة لتحمّل المسؤولية عن تورط أعضاء من حزبه في فضيحة أموال سياسية، حسبما ذكرت آنذاك وكالة كيودو للأنباء. حيث من المتوقع أن يخوض 11 مرشحاً الانتخابات الرئاسية للحزب الليبرالي الديمقراطي في السابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول المقبل.

من جهتها، قالت صحيفة غلوبال تايمز الصينية الحكومية، إنّ زيارة الوفد الياباني لبكين تنقل رسالة مفادها بأنّ الانفصال عن الصين أمر غير واقعي. وذكرت أنّ زيارة نيكاي تكتسي بطابع المجاملة لصديق قديم بات يبتعد تدريجياً عن السياسة. ونقلت الصحيفة عن الخبير في شبه الجزيرة الكورية في أكاديمية لياونينغ للعلوم الاجتماعية، لو تشاو، قوله إن هذه الزيارة تُرى محاولةً لتحسين العلاقات، ولكن بسبب الاتجاه الحالي "للتحول يميناً" في طوكيو، فإن فعاليتها قد تكون محدودة، مستشهداً بحوادث حديثة، بما في ذلك إرسال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، قرباناً إلى ضريح ياسوكوني (خطوة رمزية عادة ما تثير غضب بكين التي تعتبر زيارة الضريح تكريماً لمجرمي حرب ارتكبوا مجازر بحق الشعب الصيني) في 15 أغسطس/ آب الذي صادف الذكرى التاسعة والسبعين لاستسلام اليابان غير المشروط في الحرب العالمية الثانية.

وأمس الثلاثاء، دانت طوكيو، ما اعتبرته "انتهاكاً خطراً للسيادة اليابانية" بعد اختراق طائرة عسكرية صينية المجال الجوي الياباني، أول أمس الاثنين، فيما أعلنت بكين أنها تحقق في ما إذا كانت طائرة عسكرية صينية قد خرقت المجال الجوي الياباني. وجاء هذا الحادث الذي أكدت اليابان أنه أول اختراق مؤكد من هذا النوع، فيما تشهد منطقة آسيا المحيط الهادئ توترات متصاعدة بين الصين الساعية لتعزيز حضورها وإثبات قوتها في مناطق بحرية بعضها متنازع عليه، والولايات المتحدة وحلفائها مثل اليابان والفيليبين على وجه الخصوص.

هذا وشهدت العلاقات بين الصين واليابان توترات كبيرة خلال الأسابيع الماضية، على خلفية  قرار واشنطن إرساء قيادة عسكرية جديدة في اليابان، وذلك خلال محادثات (2 + 2) التي أجراها وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان مع نظيريهما اليابانيين في طوكيو، الشهر الماضي. أيضاً خلال الفترة نفسها عقد وزراء الدفاع من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية اجتماعاً ثلاثياً في طوكيو، تعهدوا فيه بتعزيز التعاون لردع التهديدات النووية والصاروخية من كوريا الشمالية، وتبادل المعلومات والتدريبات في مجال الدفاع في المنطقة، وهو الأمر الذي أثار قلق بكين، التي قالت في حينه، إن مثل هذه التحركات تتعارض مع الاتجاه السائد المتمثل بالسعي للسلام والتنمية والتعاون والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

دلالات