توفي مدني تحت التعذيب، اليوم الجمعة، في مركز تدريب لفصيل "فيلق الشام" التابع لـ"الجيش الوطني السوري الحر"، في منطقة عفرين بريف حلب، شمال غربي سورية، فيما أعلنت قيادة الفصيل عن تقديم الفاعلين للقضاء للتحقيق في ملابسات ما وصفتها بـ"الجريمة".
وقال الناشط محمد المصطفى لـ"العربي الجديد"، إن المدني عبد الرزاق طراد العبيد، من أبناء قرية معرزاف بريف حماة، اختفى مساء أمس الخميس، لتعلم عائلته عقب السؤال عنه أنه معتقل لدى الجهاز الأمني التابع لـ"فيلق الشام"، دون معرفة أسباب اعتقاله.
القوة الأمنية التابعة لفصيل #فيلق_الشام سلمت اليوم، جثة رجل مدني لعائلته، بعد قضائه تحت التعذيب في أحد سجونها بريف عفرين
— الإعلامي رضوان طعمه (@alkhtabyabwjhad) February 25, 2022
المدني عبدالرزاق طراد العبيد، من أبناء قرية #معرزاف بريف #حماة، وهو تاجر سيارات، اعتقل يوم أمس بظروف غامضة بريف عفرين، من قبل الجهاز الأمني التابع لفيلق الشام pic.twitter.com/gnJTGU0Ztg
وأضاف أن "موظفاً في المستشفى العسكري بمنطقة عفرين اتصل بأفراد عائلة العبيد وطلب منهم الحضور لاستلام جثته، وعندها فوجئوا بآثار التعذيب التي بدت ظاهرة بشكل كبير على جسده، ما أثار غضبهم، ودفع العشرات للتجمع مطالبين بفتح تحقيق فوري لمحاسبة الفاعلين".
وأقرّ الفصيل في بيان له بالجريمة، وقال إنه أوقف لجنة التحقيق والعناصر المشرفين على مركز التوقيف الذي حدثت فيه، فيما أكد أنه أصدر تعليمات مباشرة بتسليمهم إلى القضاء العسكري في عفرين، لمتابعة حيثيات القضية والتحقيق معهم، ومحاسبة الفاعلين والمتسببين بها بما يضمن تحقيق العدالة كاملة ضمن قضاء مستقل ومحايد.
من جانبه، قال الشرعي العام في "الجبهة الوطنية للتحرير" التابع للجيش الوطني عمر حذيفة إن "ما حدث اليوم جريمة كبيرة لا يمكن السكوت عنها ولا عن فاعليها بغضّ النظر عن أسبابها"، وطالب بمحاسبة "المتورطين بها مهما كان شأنهم".
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حوادث قتل وتعذيب على يد منتسبين لتلك الفصائل التي تنتشر في محافظات إدلب وحلب والرقة والحسكة.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنَّ ثمانية مدنيين قتلوا تحت التعذيب في سورية خلال شهر يناير/ كانون الثاني الفائت، بينهم أربعة على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة (الجيش الوطني).
وأوضحت في تقرير لها، أن بين الأشخاص الذين قتلتهم قوات النظام طفل واحد، بينما قتلت القوات الروسية ثلاثة مدنيين، هم سيدة وطفلان، أما الذين سقطوا على يد قوات المعارضة فهم سيدتان وطفلان، كما أشار إلى أن "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) قتلت ستة مدنيين، بينهم سيدة واحدة.