قالت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان"، إن التهديدات التي أطلقها مسؤولون أميركيون ضد إيران أخيراً؛ تهدف إلى "طمأنة" إسرائيل قبل أيام من استئناف مفاوضات فيينا بين إيران والقوى العظمى.
وذكرت غيلي كوهين، المراسلة السياسية للقناة، مساء الأربعاء، أنّ التهديدات باستخدام الخيار العسكري، وخيارات غير دبلوماسية في حال لم توافق إيران على استئناف العمل بالاتفاق النووي، التي أطلقها قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث ماكينزي، والمبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي؛ تهدف إلى تهدئة المخاوف الإسرائيلية، والتأكيد لها أنّ "كل الخيارات على الطاولة" في حال فشلت مفاوضات فيينا المقررة الإثنين المقبل.
ولفتت كوهين إلى أنّ "ثمة قلقا كبيرا" في أوساط عدد من القادة العسكريين في إسرائيل، من أن تنتهي مفاوضات فيينا إلى طريق مسدودة دون أن تُقدم الولايات المتحدة على عمل يمكن أن يردع إيران عن مواصلة تطوير برنامجها النووي.
وبحسب كوهين، فإنّ ما يقلّص ثقة إسرائيل بإمكانية أن تُقدم الولايات المتحدة على عمل عسكري ضد إيران، في أعقاب فشل مفاوضات فيينا؛ حقيقة أنّ واشنطن لم ترد على طهران حتى بعدما قامت الأخيرة باستهداف قواعدها العسكرية في المنطقة، كما حدث عندما هاجمت إيران بالطائرات المسيّرة قاعدة التنف على مثلث الحدود الأردنية السورية العراقية قبل شهر.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "معاريف" عن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أنّ مسؤولين إسرائيليين يضغطون على البيت الأبيض لعدم التوقيع على اتفاق جزئي مع إيران.
وبحسب الصحيفة، فإنّ إسرائيل أكدت لإدارة بايدن أنّ التوصل لتسوية "مؤقتة" مع إيران يمثل "هدية" لنظام الحكم فيها، ولفتت إلى أنّ تل أبيب تتخوف من أنّ الولايات المتحدة تمهد للتوصل لمثل هذه التسوية، التي يُرجّح أن تقوم على أساس رفع جزء من العقوبات الأميركية مقابل وقف العمل في بعض مرافق البرنامج النووي التابع لطهران.
وأضافت الصحيفة، أن المسؤولين الإسرائيليين حذروا زملاءهم الأميركيين من أنّ رفعاً جزئياً للعقوبات عن إيران سيوفر لها مصادر مالية تعزز من قدرتها على مواصلة التمركز في المنطقة.
وفي المقابل، لفتت الصحيفة، إلى أن ممثلي الولايات المتحدة يؤكدون أنّ التوصل لاتفاق جزئي يعد أحد الخيارات، حيث أشاروا إلى وجود خيارات أخرى، في حال رفض الإيرانيون العودة إلى الاتفاق الذي وقع في 2015.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنّ الإيرانيين رفضوا أيضاً فكرة التوصل لاتفاق مؤقت، وطالبوا برفع كلي للعقوبات الأميركية، وأن تقدّم واشنطن ضمانات حول مواصلة التزامها بالاتفاق، وألا تخرج منه كما فعلت إدارة ترامب.
وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أنه في حال تم التوصل لاتفاق جزئي؛ فإن هذا التطور لن يكون سابقة، على اعتبار أنّ الولايات المتحدة وإيران توصلتا إلى مثل هذا الاتفاق في 2013، حين رفعت الولايات المتحدة جزءاً من العقوبات مقابل التزام طهران بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.