وزير خارجية إيران يلتقي مع مسؤولين عرب بينهم سعوديون في نيويورك

22 سبتمبر 2021
اللهيان: تطوير العلاقات مع الجيران والمنطقة يأتي على رأس أولويات الحكومة الجديدة (Getty)
+ الخط -

ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، يوم الأربعاء، أن وزير خارجية إيران التقى في نيويورك مع مسؤولين سعوديين ومن دول خليجية وعربية أخرى، وقال إن تعزيز العلاقات مع الجيران يأتي على رأس أولويات الحكومة الجديدة.

وأوضحت الوكالة أن اللقاء تم الثلاثاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وحضره وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان و"وزراء خارجية وممثلون كبار" لدول بينها السعودية والكويت وقطر ومصر والأردن وتركيا وفرنسا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية على تويتر إن أمير عبد اللهيان عقد ما وصفته باجتماع متابعة لاجتماع عقده خلال مؤتمر في بغداد في 28 أغسطس/ آب.

وقالت وكالة "مهر" إن العراق، الذي يحاول التوسط بين طهران ودول الخليج العربية، رأس الاجتماع في مقر سفيره بنيويورك. ونقلت عن أمير عبد اللهيان قوله: "اجتماعنا يؤكد حقيقة أن إنهاء الأزمات وسوء التفاهم والخلافات لا يكون سوى من خلال الدبلوماسية والحوار فقط. وأضاف: "تعزيز وتطوير العلاقات مع الجيران والمنطقة يأتي على رأس أولويات الحكومة الجديدة لجمهورية إيران الإسلامية".

وقطعت إيران والسعودية علاقاتهما الدبلوماسية في 2016. وتأمل بغداد في أن تمنع وساطتها الجيران من تصفية حساباتهم على الأراضي العراقية.

العاهل السعودي: ندعم جهوداً لمنع إيران من تطوير سلاح نووي

وبينما يستعد زعماء العالم لاستئناف المحادثات مع طهران لإعادة الالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الأربعاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن المملكة تؤيد الجهود الرامية لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.

وقال الملك سلمان في الخطاب المسجل بالفيديو "تؤكد المملكة على أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل. ومن هذا المنطلق تدعم المملكة الجهود الدولية الهادفة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي".

وأضاف العاهل السعودي حسب ما نقلت "رويترز"، أن "إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

إيران تدعو بريطانيا لاتخاذ "إجراءات جادة" لإعادة بناء العلاقات

من جانب آخر، عقد وزير الخارجية الإيراني، مباحثات مساء الأربعاء مع وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، في نيويورك، تناولت العلاقات الثنائية والاتفاق النووي وتطورات أفغانستان.
وقالت الخارجية الإيرانية في إفادة صحافية إن عبد اللهيان، أكد خلال اللقاء مع تروس أن "إعادة بناء العلاقات الثنائية بحاجة إلى خطوات جادة"، داعياً لندن إلى "ضرورة دفع ديونها لإيران المتراكمة منذ أربعة عقود".
وعن الاتفاق النووي، قال عبد اللهيان إن "إيران سمعت أقوالاً ووعوداً كثيرة، لكن على أرض الواقع لم ترَ أي فعل"، متهماً بريطانيا بأنها "جزء من هذا التقاعس ويجب أن يتغير هذا الاتجاه".
وتابع الوزير الإيراني أن "الإدارة الأميركية تواصل فرض العقوبات غير القانونية في ضوء صمت وتعاون أوروبي وفي الوقت ذاته تزعم أنها تريد العودة إلى الاتفاق النووي"، معتبراً أن "ذلك يشكل تناقضاً سافراً".
وأضاف أن "المعيار والمقياس للإدارة الإيرانية الحالية هو خطوات عملية قابلة للتحقق من جانب جميع الأطراف في الاتفاق النووي والأقوال لن تكون معيارنا".
وطالب عبد اللهيان بريطانيا بـ"تنفيذ تعهداتها لإعادة بناء العلاقات"، قائلا إن "طهران ترد على أي خطوة إيجابية وبنّاءة بشكل يناسبها".
وأكدت الخارجية الإيرانية أن الوزيرين ناقشا أيضا "قضايا قنصلية منها موضوع السجناء ذوي الجنسية المزدوجة"
من جانبها، قالت تراس، إن بلادها "مستعدة لدفع الديون لإيران"، حسب الخارجية الإيرانية.

الاتفاق النووي

وبشأن الاتفاق النووي، صرّحت الوزيرة البريطانية بأن "المسألة الرئيسية الآن هي اهتمام جميع الأطراف بتحديد موعد لاستئناف المفاوضات" في فيينا، مقدمة الشكر لطهران على تسهيلها خروج رعايا بريطانيين من أفغانستان.

على صعيد آخر، قال الاتحاد الأوروبي، في بيان يوم الأربعاء، إن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل اجتمع مع وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين أمير عبد اللهيان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتم ترتيب اللقاء نظراً لعدم عقد اجتماع وزاري للأطراف الموقعة على اتفاق 2015 النووي خلال فترة جلسات الجمعية العامة.

وذكر الاتحاد الأوروبي في بيان: "أكد وزير الخارجية الإيراني الرغبة في استئناف المفاوضات في موعد قريب"، وأضاف أن بوريل "أكد مجدداً على الأهمية البالغة لاستئناف محادثات فيينا على وجه السرعة".

وعقدت القوى العالمية ست جولات من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا بهدف محاولة ترتيب كيفية عودة الأطراف إلى الالتزام بالاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018.

وكان بوريل قال قبل أمس الإثنين للصحافيين، إنه سيحثّ حسين أمير عبد اللهيان على استئناف المحادثات في أقرب وقت ممكن. وتابع: "بعد الانتخابات طلبت الرئاسة الجديدة التأجيل من أجل إجراء تقييم شامل للمفاوضات وفهم أفضل لكل ما يتعلق بهذا الملف الحساس للغاية.. لقد مضى الصيف بالفعل ونتوقع استئناف المحادثات قريباً في فيينا".

وسبق أن كشفت مصادر إيرانية عن أنّ انسدادات تواجه المفاوضات، على خلفية ربط واشنطن الاتفاق في فيينا بموافقة إيران على مواصلة المفاوضات حول برنامجها الصاروخي وسياساتها الإقليمية، وهو ما ترفضه طهران.

وخاضت إيران والولايات المتحدة ستّ جولات من مباحثات فيينا بشكل غير مباشر، بمشاركة أطراف الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) منذ إبريل/نيسان الماضي، والجولة السابعة تواجه حالة غموض، ولم يتم تحديد موعدها بعد. وتهدف المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي عبر عودة واشنطن إليه من خلال رفع العقوبات المفروضة على إيران، مقابل عودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية.

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قد أكد، الجمعة، خلال لقائه رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، على هامش قمة شنغهاي في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، أنّ بلاده تبحث عن "مفاوضات مثمرة"، مضيفاً: "لا نريد التفاوض لأجل التفاوض". وشدد رئيسي على القول: "نريد مفاوضات تؤدي إلى نتيجة وحلّ القضية".

المساهمون