عضو عربي بمجلس الشيوخ الأميركي: غزة تشهد أسرع إبادة للبشرية في التاريخ الحديث

19 نوفمبر 2024
حلمي يتحدث للصحافيين في واشنطن، 9 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دعا السيناتور جورج حلمي إلى تكثيف الجهود للحد من الكارثة الإنسانية في غزة، مشددًا على أهمية معاملة حياة الفلسطينيين بمساواة مع حياة الآخرين، وانتقد السياسات الإسرائيلية والأميركية التي تفاقم الأزمة.
- أشار حلمي إلى الحصار على معبر كرم أبو سالم وإغلاق مكتب أونروا كعوامل تزيد من تفاقم الوضع الإنساني، مطالبًا الولايات المتحدة باتخاذ موقف يتماشى مع الأمم المتحدة بشأن المساعدات.
- رغم تأكيده على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، انتقد حلمي هجوم حماس ورفض السياسات التي تمنع دخول المساعدات، داعيًا لضمان التزام الحلفاء بالمبادئ الإنسانية.

طالب جورج حلمي، السيناتور المؤقت عن ولاية نيوجيرسي، والعربي الأميركي الوحيد الذي يخدم في مجلس الشيوخ الأميركي، الولايات المتحدة ببذل مزيد من الجهود للحد من الكارثة الإنسانية للفلسطينيين في غزة.

وقال في كلمة له داخل المجلس: "لقد أودت هذه الحرب بحياة نحو 44 ألف شخص في جميع أنحاء غزة والضفة الغربية قتلوا بالقنابل والرصاص، ونصفهم من النساء والأطفال المراهقين والأطفال الصغار والرضع"، داعياً أعضاء الكونغرس إلى ضرورة التعامل مع حياة الفلسطينيين باعتبارها تتساوى مع حياة أي مواطن آخر، وأن يروا ما يحدث في الشرق الأوسط من خلال "عدسة إنسانيتنا" وليس أي شيء آخر.

جورج حلمي هو مسيحي قبطي وابن لمهاجرين مصريين، جرى تعيينه في أغسطس/آب الماضي عضواً مؤقتاً بمجلس الشيوخ على خلفية استقالة بوب مينينديز، السيناتور المتهم بتلقي رشوة من الحكومة المصرية، وتعد عضويته واحدة من أقصر المدد في تاريخ المجلس، وأجريت الانتخابات في الولاية (لم يترشح بها)، وفاز بها الديمقراطي آندي كيم.

وطلب حلمي من زملائه في مجلس الشيوخ في كلمة له في جلسة أمس، أن يضعوا في الاعتبار أن حياة الفلسطينيين مهمة مثل أي شخص آخر في العالم، وقال: "لا ينبغي لأي إنسان أن يكون أقل قيمة من إنسان آخر بناء على الجانب الذي قد يعيش فيه من نقطة التفتيش أو المعبر. وربما إذا حافظنا على هذا المبدأ، فعندها فقط يمكننا أن نفعل ما هو أفضل لأهل غزة والضفة الغربية الأبرياء الذين يطالبون ويحتاجون بشدة إلى إنسانيتنا (يقصد تعامل الإدارة الأميركية وأعضاء الكونغرس مع الفلسطينيين على أنهم أقل قيمة من الإسرائيليين).

ووصف حلمي الذي أكد في الوقت ذاته حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ما يحدث في غزة بأنه واحدة من "أسرع عمليات الإبادة الجماعية للحياة البشرية في التاريخ الحديث"، وقال: "لا ينبغي أن يكون المهم ما السياسة التي ينتهجها المرء، أو ما ديانته، أو ما جنسيته، أو عرقه. فهذه الحقائق التي تحدث في غزة لا بد أن تصدم ضميرنا حتى النخاع. ففي ظل مراقبتنا، وأمام أعيننا نشهد هذه الإبادة الجماعية"، مشيراً إلى أنه يشعر بأنه إنسان مدمر بالكامل بسبب المعاناة الإنسانية كـ"نتيجة مباشرة للصراع بين إسرائيل وحماس"، على حد قوله.

وزار حلمي، الأردن مؤخراً للاطلاع على جهود المساعدة الإنسانية الحالية، ووجد أن إسرائيل فرضت حصاراً كاملاً على معبر كرم أبو سالم، مما أدى لخفض كبير في كمية المساعدات التي كانت قادرة على الوصول إلى غزة والضفة الغربية. وقال: "بعض الأسئلة حول ما الذي يسبب حجم المعاناة في غزة والضفة الغربية، ولماذا يبدو أننا غير قادرين على تخفيفها بأي شكل من الأشكال، لقد قمت مؤخراً بجولة في المستودعات، بما في ذلك مستودع قام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بجولة فيه بنفسه، وكان ممتلئاً حتى أقصى حد، ويفيض بإمدادات المساعدات المنقذة للحياة. لقد منع هذا الحصار النقل الآمن لتلك الإمدادات إلى غزة والضفة الغربية، فعلى بعد أميال قليلة فقط تعاني النساء والأطفال والأسر من الجوع".

وانتقد إغلاق مكتب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وقال إن إقرار إسرائيل مؤخراً قانونين يحظران تماماً الوكالة الأممية، والعمل في أي مكان في فلسطين قد هدد بطبيعة الحال بتفاقم المشكلة. وأضاف: "لا شك أن أونروا هي المزود الرئيسي على الأرض للمساعدات والغذاء وغير ذلك من الخدمات الأساسية لشعب غزة والضفة الغربية، وإغلاق أونروا في هذا الوقت يعني إغلاق المركز العصبي للمساعدات الإنسانية داخل فلسطين، ويمكننا أن نؤكد حقيقة أن الأزمة الإنسانية في غزة والضفة الغربية غير مقبولة على الإطلاق".

وطالب حلمي الولايات المتحدة باتخاذ موقف في ما يخص المساعدات الإنسانية ومنظمة أونروا يتفق مع موقف الأمم المتحدة، وفي الوقت ذاته أكد دعمه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وانتقد هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لكن خطابه تضمّن رفضاً لسياسات أميركا وإسرائيل في ما يخص تفاقم الأزمة الإنسانية الحالية، وتجاهل دخول المساعدات للمدنيين بالمخالفة للقوانين الدولية، وتساءل: "هل تتوافق تصرفات إسرائيل التي تهدف إلى منع المساعدات من الوصول إلى غزة والضفة الغربية، والتي اتخذت بحجة العمليات الأمنية، مع القوانين والمعايير الإنسانية الدولية؟ وهل هذه هي الإجراءات التي يجب أن نتوقعها من أحد أقرب حلفائنا الديمقراطيين في العالم؟ وماذا يجب أن نفعل بالضبط لضمان التزام أقرب حلفائنا في الشرق الأوسط بالمبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان التي ندعي أننا نتبناها ونطبقها في جميع أنحاء العالم؟".