وزير الخارجية الإيراني لنظيره العماني: مفاوضات فيينا لم تتوقف والمواضيع المتبقية خطوطنا الحمراء

14 مارس 2022
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (فرانس برس)
+ الخط -

على وقع مخاوف غربية من انهيار مفاوضات فيينا النووية لإحياء الاتفاق النووي على ضوء الموقف الروسي الجديد، نشطت خلال الأيام الأخيرة، التحركات الدبلوماسية والوساطات بغية منع تدهور الوضع وتأخر استئناف المفاوضات بما يقزم فرص التوصل إلى اتفاق في فيينا. 

وفي السياق، أجرى وزير الخارجية العماني، بدر بن حمد البوسعيدي، مساء اليوم الإثنين، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، لبحث تطورات مفاوضات فيينا وقضايا إقليمية ودولية أخرى، حسب بيان للخارجية الإيرانية.  

وقال أمير عبد اللهيان، خلال مباحثاته الهاتفية مع البوسعيدي، إن "مسار مفاوضات فيينا لم يتوقف، لكننا في تنسيق مع منسق الاتحاد الأوروبي، وهناك وقفة قصيرة على طريق المفاوضات". 

وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، "يواصل بجدية جهوده للتوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام"، مؤكداً أن "حل القضايا المتبقية التي هي من خطوطنا الحمراء يتوقف على إرادة الطرف الأميركي وعدم إهداره الوقت". 

وتابع "جمهورية إيران الإسلامية لديها جدية كاملة للوصول إلى اتفاق جيد وجدير بالثقة ومستدام". 

من جهته، أكد وزير الخارجية العماني، بدر بن حمد البوسعيدي، أن بلاده تدعو دائماً لحل مختلف الأزمات بالحوار والتفاوض، معرباً عن أمله في حصول اتفاق نهائي في فيينا، ومعتبراً أنه "في مصلحة جميع الأطراف والمنطقة". 

وتعد عمان إلى جانب سويسرا الوسيطين الرئيسيين بين إيران والولايات المتحدة الأميركية خلال العقود الأربعة الأخيرة منذ انقطاع العلاقات بين طهران وواشنطن عام 1980، إذ يقوم الطرفان بدور ساعي البريد بينهما، غير أنه خلال السنوات الأخيرة أيضاً أضيفت أطراف إقليمية أخرى إلى قائمة الوسطاء بين البلدين. 

أهمية الاتصالات العمانية مع إيران والولايات المتحدة في هذه اللحظة بمفاوضات إحياء الاتفاق النووي، تكمن في أن التوصل إلى الاتفاق نفسه عام 2015 بين إيران والمجموعة الدولية في لوزان السويسرية، يعود بالأساس إلى نجاح جهود وساطة قامت بها سلطنة عمان 2012 تكللت في جمع الإيرانيين والأميركيين على طاولة تفاوض مباشر في مسقط في العام نفسه، إذ التقى مسؤولون إيرانيون وأميركيون فيها في أول لقاء مباشر لحلحلة الملف النووي، فيما كانت إيران قبل ذلك تتفاوض مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) فحسب. 

وحسبما رواية وزير الخارجية الإيراني الأسبق علي أكبر صالحي، عام 2015، لصحيفة "إيران" الرسمية، بعد أشهر من التوصل إلى الاتفاق النووي، فإن هذه اللقاءات المباشرة في عمان قد حصلت بموافقة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في أواخر ولاية الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد وقبل تولي الرئيس السابق حسن روحاني السلطة التنفيذية عام 2013. 

وكان الاتحاد الأوروبي، قد أعلن، الجمعة، عن "توقّف" الجولة الثامنة من المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، الذي يعتبر أيضاً كبير منسقي الاتفاق النووي والمفاوضات الجارية لإحيائه، إن هناك حاجة إلى وقفةٍ في محادثات فيينا.  

ولفت بوريل، في تغريدة عبر "تويتر"، إلى أنّ النص النهائي المتعلّق بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية "جاهز بشكل أساسي وعلى الطاولة"، لكن هناك حاجة إلى وقفة في المحادثات، بسبب "عوامل خارجية".  

ولم يسمِّ بوريل "العوامل الخارجية" التي أدت إلى وقفةٍ بالمفاوضات في جولتها الثامنة، لكنه على ما يبدو يشير بذلك إلى العامل الروسي، حيث باتت روسيا تطالب واشنطن بتقديمها ضمانات مكتوبة بألا تؤثر العقوبات المفروضة عليها بسبب الحرب الأوكرانية على علاقاتها التجارية والاقتصادية والعسكرية مع إيران. غير أن الإدارة الأميركية رفضت الطلب الروسي.  

ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الإيراني، غداً الثلاثاء، موسكو، لبحث المواقف الروسية الجديدة في مفاوضات فيينا، والتي تؤكد الأطراف الغربية المشاركة فيها أنها تسببت بتأخير التوصل إلى اتفاق في المفاوضات وتهدد بانهيارها. 

غير أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، أكد اليوم الإثنين، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن العقبة الأساسية أمام المفاوضات هي عدم اتخاذ الولايات المتحدة "قرارات سياسية لازمة" للتوصل إلى اتفاق، متهماً إياها والغرب بأنهما يركزان الأنظار على المطالب الروسية كعقبة أمام الاتفاق. 

المساهمون