استمع إلى الملخص
- الاقتراح يأتي كبديل لمشروع قرار جزائري رفضته واشنطن لعدم إشارته لمسؤولية حماس، مع تأكيد البيت الأبيض على أن حماس هي العقبة الرئيسية أمام الهدنة، وتحضير بايدن لأمير قطر للضغط على الحركة.
- مجلس الأمن يقر مشروع القرار بعد تجاهل سابق لنداءات وقف النار، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، مما يعكس تغير موقفها بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، بينما حماس تنظر بإيجابية للخطوط العريضة للمقترح دون تعليق رسمي.
أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، عن توزيع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعم مقترح وقف إطلاق النار في غزة، الذي كشف عنه الرئيس جو بايدن في الأسبوع الماضي، وحضت المجلس أن يدعم المشروع، كما حضت حركة حماس للموافقة على الاتفاق المقترح.
ووُزعت مسودة نص من صفحة واحدة على المجلس المؤلف من 15 عضواً. ويحتاج إقرار المشروع تأييد تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام أي من الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو الصين أو روسيا حق النقض (الفيتو). ويدعو مشروع القرار حركة حماس إلى قبول الاتفاق و"التنفيذ الكامل لبنوده دون إبطاء أو شروط"، كما "يشدد على أهمية التزام الأطراف بشروط الاتفاق بمجرد الاتفاق عليه بهدف التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية". وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: "العديد من الزعماء والحكومات، بما في ذلك في المنطقة، أيدوا هذه الخطة وندعو مجلس الأمن إلى الانضمام إليهم في الدعوة إلى تنفيذ هذا الاتفاق دون إبطاء ودون شروط أخرى".
ويأتي الاقتراح الأميركي بعد أسبوع من اقتراح الجزائر مشروع قرار لمجلس الأمن يطالب بـ"وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس ويأمر إسرائيل بالوقف الفوري لهجومها العسكري في رفح". واعتبرت واشنطن حينها أن مشروع قرار الجزائر لن يكون مفيدا، قائلة إنه "يفتقر إلى الإشارة لحقيقة بسيطة وهي أن حماس هي المسؤولة عن هذا الصراع، وإن مفاوضات مباشرة على الأرض أمر ضروري للتوصل إلى هدنة".
وعرض بايدن، الجمعة، ما وصفه بأنه خطة إسرائيلية لإنهاء النزاع الدامي في غزة على ثلاث مراحل تتضمن وقفاً لإطلاق النار وتحرير جميع الرهائن وإعادة إعمار الأراضي الفلسطينية المدمرة دون وجود حركة حماس في السلطة. لكن انقسامات ظهرت بين الحليفين الرئيس الأميركي بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندما أعلن مكتب الأخير أن الحرب في غزة ستستمر حتى يتم تحقيق جميع "أهداف" إسرائيل، بما في ذلك تدمير قدرات حركة حماس العسكرية.
وتساءلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مدى تنسيق خطاب بايدن مع فريق نتنياهو بشأن وقف إطلاق النار في غزة إضافة إلى بعض التفاصيل الهامة مثل مدة أي هدنة وعدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم ومتى. وفي وقت سابق من أمس الاثنين، قال البيت الأبيض إن بايدن أبلغ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال محادثة هاتفية، بأن حركة حماس هي العقبة الوحيدة أمام اتفاق هدنة مع إسرائيل في غزة، وحضّه على الضغط على الحركة لقبوله، وفق البيت الأبيض. وقالت حركة حماس، الأسبوع الماضي، إنها تنظر بـ"إيجابية" إلى الخطوط العريضة التي قدمها بايدن، لكنها لم تعلق منذ ذلك الحين رسميا على المفاوضات المتوقفة، كما لم يعلن الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة عن أي محادثات جديدة.
وبعد تمريره قرارين يركزان على الحاجة إلى إدخال المساعدات الإنسانية لسكان غزة، أقر مجلس الأمن في مارس/آذار الفائت مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة فورا، وهو النداء الذي تجاهلته الولايات المتحدة مرات عدة قبل ذلك. لكن واشنطن التي شعرت بإحباط متزايد إزاء ارتفاع عدد الشهداء المدنيين في قطاع غزة، سمحت أخيرا بتمرير هذا القرار بالامتناع عن التصويت.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)