واشنطن تعترف بمنافس مادورو فائزاً في انتخابات فنزويلا

02 اغسطس 2024
متظاهرون معارضون لنيكولاس مادورو، كاراكاس 29 يوليو 2024 (فيديريكو بارا/فرانس برس)
+ الخط -

اعترفت الولايات المتحدة، الخميس، بمنافس الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ومرشح المعارضة إدموندو غونزاليس فائزا في الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في فنزويلا، رافضة إعلان مادورو فوزه.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مساء أمس الخميس، أن هناك "أدلة قاطعة" على أن مرشح المعارضة في فنزويلا إدموندو غونزاليس أوروتيا فاز بالانتخابات الرئاسية التي أعلن الرئيس المنتهية ولايته نيكولاس مادورو فوزه بها. وقال بلينكن في بيان إنه "بالنظر إلى الأدلة القاطعة، فمن الواضح للولايات المتحدة، والأهم من ذلك للشعب الفنزويلي، أن إدموندو غونزاليس أوروتيا فاز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في فنزويلا في 28 تموز/يوليو". وأضاف بلينكن أن "إعلان النتائج من قبل المجلس الوطني للانتخابات الذي يسيطر عليه مادورو كان معيباً بشدة، ما أسفر عن نتيجة معلنة لا تمثل إرادة الشعب الفنزويلي".

وحذر وزير الخارجية الأميركي من أن "فشل المجلس الوطني للانتخابات في نشر النتائج الرسمية على مستوى الدوائر الانتخابية، فضلاً عن المخالفات التي تخللت العملية الانتخابية، جردت النتيجة التي أعلنها المجلس الوطني للانتخابات من أي مصداقية"، لافتاً إلى أن نتائج فرز الأصوات التفصيلية التي نشرتها المعارضة بقيادة ماريا كورينا ماتشادو، أظهرت فوز أوروتيا "بفارق لا يمكن التغلّب عليه". واعتبر بلينكن أن ما يقوم به مادورو حالياً هو "محاولة غير ديمقراطية لقمع المشاركة السياسية والاحتفاظ بالسلطة"، مشدداً على "وجوب حماية سلامة وأمن قادة المعارضة الديمقراطية وأعضائها"، وأضاف "الآن هو الوقت المناسب للأطراف الفنزويلية لبدء نقاش حول انتقال للسلطة سلمي ومحترم وفقاً للقانون الانتخابي الفنزويلي ورغبات الشعب الفنزويلي"، مطالباً بإطلاق سراح المحتجّين المعتقلين.

وجاء بيان بلينكن في وقت دعت فيه زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو أنصارها إلى التظاهر "في كل مدن" البلاد غداً السبت تنديداً بإعلان مادورو فوزه بالانتخابات. وقالت ماتشادو في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "ينبغي أن نظلّ راسخين ومنظّمين ومتحمّسين بفخر بتحقيقنا نصراً تاريخياً في 28 تمّوز/يوليو، ومدركين أنّنا سنذهب حتى النهاية من أجل نيل النصر"، وأضافت "سيرى العالم قوة وتصميم مجتمع مصمّم على العيش بحرية".

وفي السياق نفسه، طالبت البرازيل وكولومبيا والمكسيك في بيان مشترك، أمس الخميس، بـ"تحقّق محايد من نتائج" الانتخابات الرئاسية التي جرت في فنزويلا، وقالت الدول الثلاث في بيانها: "يجب احترام المبدأ الأساسي للسيادة الشعبية من خلال تحقق محايد من النتائج"، وطالب البيان السلطات الانتخابية الفنزويلية بأن تنشر سريعاً النتائج التفصيلية لعمليات فرز الأصوات بحسب مراكز الاقتراع، وقال البيان الثلاثي: "نحن نتابع عملية فرز الأصوات باهتمام كبير ونناشد السلطات الانتخابية في فنزويلا المضي قدماً بسرعة ونشر النتائج التفصيلية حسب مراكز الاقتراع"، وشدّد البيان على أن "الأولوية راهناً يجب أن تكون للحفاظ على السلم الاجتماعي وحماية الأرواح البشرية"، ولم يوضح البيان طريقة إجراء عمليات تحقّق.

وكانت فنزويلا قد أعلنت سحب موظفيها الدبلوماسيين من سبع دول في أميركا اللاتينية، يوم الاثنين الماضي، احتجاجاً على "تدخل" حكومات هذه البلدان التي شككت في إعادة انتخاب مادورو رئيساً، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الفنزويلية. واعتبرت كراكاس أن موقف حكومات الأرجنتين، وتشيلي، وكوستاريكا، وبنما، والبيرو، وجمهورية الدومينيكان، وأوروغواي، "يقوض السيادة الوطنية"، داعية دبلوماسييها إلى مغادرة هذه البلدان. وكان المجلس الوطني الانتخابي في فنزويلا قد أعلن، الاثنين الماضي، فوز الرئيس المنتهية ولايته نيكولاس مادورو بولاية رئاسية ثالثة. وجاء فوز مادورو على الرغم من أن استطلاعات الرأي المتعددة التي أجريت بعد خروج الناخبين من مراكز الاقتراع أشارت إلى فوز مرشح المعارضة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون