واشنطن تدعو لمحاسبة نظام الأسد على جرائمه في ذكرى مجزرة الغوطة الكيميائية
دعت الولايات المتحدة الأميركية إلى معاقبة النظام السوري على الفظائع التي ارتكبها ضد شعبه، وذلك مع حلول الذكرى الثامنة لأكبر هجوم كيميائي شنّه نظام بشار الأسد على الشعب السوري خلال السنوات العشر الماضية، حيث قصف غوطة دمشق بغاز السارين السام، ما أدى إلى مقتل نحو 1400 شخص خنقاً.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان صدر عنها: "مثل ما تجب محاسبة نظام بشار الأسد على استخدام الأسلحة الكيميائية، تدعم الولايات المتحدة بقوة الجهود الرامية إلى ضمان محاسبته على فظائع متعددة أخرى ارتكبها هذا النظام بحق الشعب السوري، ويرقى العديد منها إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
ودانت الخارجية الأميركية "بأشد العبارات" الممكنة "استخدام أسلحة كيميائية من أي طرف وتحت أي ظروف، ووعبرت عن عزمها على ضمان عدم إفلات من يستخدم هذه الأسلحة من العقاب".
ودعت واشنطن النظام السوري إلى الإعلان عن برنامجه الخاص بالأسلحة الكيميائية بالكامل، وإتلافه بالتوافق مع الالتزامات الدولية.
كما أكدت الولايات المتحدة دعمها المساعي الرامية إلى تطبيق تسوية سياسية للنزاع السوري بالتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
ويتزامن البيان الأميركي والدعوة لمحاسبة النظام السوري مع الذكرى الثامنة لمجزرة الكيميائي في الغوطة الشرقية، حيث أكدت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقرير مفصل، أمس الجمعة، أنه قتل في ذلك اليوم 1144 شخصاً اختناقاً؛ بينهم 1119 مدنياً من ضمنهم 99 طفلاً و194 امرأة و25 من مقاتلي المعارضة المسلحة (الأرقام طبقاً للضحايا الموثقين بالأسماء لدى الشبكة)، كما أصيب 5935 شخصاً بأعراض تنفسية وحالات اختناق.
وأشار التقرير إلى 222 هجوماً كيميائياً على سورية منذ أول استخدام موثَّق في قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان لاستخدام الأسلحة الكيميائية في 23 يناير/كانون الثاني 2012، حتى 20 أغسطس/آب 2021.
على صعيد متصل، أحيا ناشطون وحقوقيون سوريون اليوم الذكرى الثامنة لمجزرة الكيميائي في الغوطة الشرقية، وانتشر وسم على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "#لا_تخنقوا_الحقيقة" للتذكير بما حدث في تلك الليلة وللمطالبة بمحاكمة بشار الأسد وعدم إفلاته من إجرامه.
كما شهدت العاصمة السويدية استوكهولم، اليوم السبت، وقفة احتجاجية نظمتها جمعيات سورية أمام مبنى البرلمان السويدي، تطالب بمحاسبة مرتكبي مجزرة الكيميائي وفق ما نقلت وكالة "الأناضول" التركية.
ورفع المشاركون لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل: "حاسبوا القتلة" و"بشار الأسد ديكتاتور" و"لن ننسى مذبحة الغوطة" و"العدالة لم تتحقق منذ 8 سنوات".
وكانت الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية جردت حكومة النظام السوري من حقوقها بالتصويت في هيئة مراقبة الأسلحة الكيميائية العالمية.
وصوّتت الدول الأعضاء، في 21 إبريل/نيسان الماضي، على قرار يقضي بإلغاء امتيازات سورية على الفور في الهيئة، بعد أن تبين استخدام قوات النظام السوري غازات سامة في القصف بشكل متكرر خلال الحرب.