واشنطن تدرج فصيلاً متطرّفاً في إدلب بقائمة الإرهاب.. خلفيات القرار

08 مارس 2022
الفصيل يتبع لـ"هيئة تحرير الشام" (Getty)
+ الخط -

أدرجت الولايات المتحدة الأميركية فصيلاً متشدداً ينشط في شمال غربي سورية ضمن خانة "التنظيمات الإرهابية" في العالم، في خطوة جديدة لتضييق الخناق على المجموعات التي تتبنى الفكر المتطرف وتدور في فلك تنظيم "القاعدة"، الذي ترتبط به العديد من هذه المجموعات في سورية.  

وفي بيان نشرته الاثنين، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنها صنّفت ما يسمى بـ"كتيبة التوحيد والجهاد" على أنها "إرهابية"، وأضافتها إلى قائمة عقوبات مجلس الأمن الخاصة بتنظيم "داعش"، وتنظيم "القاعدة".

وطلبت الوزارة من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تنفيذ تجميد الأصول وحظر السفر وحظر الأسلحة ضد هذه الكتيبة التي تنشط في مناطق في شمال غربي سورية الخاضع لـ"هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً).

وبيّنت الوزارة في بيانها أن هذه الكتيبة "تنتمي إلى تنظيم "القاعدة""، مشيرة إلى أنها "تعمل بشكل أساسي في محافظة إدلب بسورية إلى جانب "هيئة تحرير الشام"، وتتعاون مع الجماعات الإرهابية الأخرى المصنفة مثل "كتيبة الإمام البخاري" و"جماعة الجهاد الإسلامي"".

وذكرت الوزارة أن الكتيبة "منخرطة في أنشطة إرهابية" في سورية، و"كانت مسؤولة أيضاً عن تنفيذ هجمات خارجية، مثل هجوم مترو سانت بطرسبرغ في إبريل/ نيسان 2017، الذي أسفر عن مقتل 14 راكباً وإصابة 50 آخرين، فضلاً عن تفجير انتحاري بسيارة مفخخة للسفارة الصينية في بيشكيك، قرغيزستان، في أغسطس/ آب 2016، مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص"، وفق البيان.

وبيّن علي أبو الفاروق، وهو خبير في شؤون المجموعات المتشددة في سورية، في حديث مع "العربي الجديد"، أن ""كتيبة التوحيد والجهاد" تضم مقاتلين من الأوزبك والطاجيك"، مشيراً إلى أنها "تتبع "هيئة تحرير الشام" وتنشط على جبهات إدلب وريف اللاذقية وريف حلب".

وأوضح أن الكتيبة كان يقودها أبو صلاح الأوزبكي قبل أن يتم عزله، ليقودها مقاتل أوزبكي آخر يدعى جند الله، مقدراً عدد أفراد الكتيبة بنحو 500 مقاتل، نافياً أي نشاط لها خارج سورية.

يغض الطرف عن عشرات الميلشيات الطائفية المحلية والإيرانية، في مناطق سيطرة النظام والتي تمارس انتهاكات وحشية واسعة النطاق بحق المدنيين السوريين

ويعتقد أبو الفاروق أن "هيئة تحرير الشام" لن تتأثر بالقرار الأميركي، مستغرباً القرارات الأميركية بتصنيف فصائل في مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام"، بينما "تغض الطرف عن عشرات المليشيات الطائفية المحلية والإيرانية، في مناطق سيطرة النظام، والتي تمارس انتهاكات وحشية واسعة النطاق بحق المدنيين السوريين منذ عام 2011 وحتى اللحظة".

وكانت الولايات المتحدة قد صنّفت "جبهة النصرة" تنظيماً إرهابياً في عام 2012، وأكدت هذا التصنيف عندما حاولت الجبهة الهروب منه من خلال تغيير اسمها من "النصرة" إلى "جبهة فتح الشام"، في عام 2016، وأخيراً "هيئة تحرير الشام" في عام 2017.

ورغم كل محاولات الهيئة مخاطبة الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، عبر سلسلة من الخطوات، أبرزها التضييق على مجموعات أكثر تشدداً والتعامل الإيجابي مع التفاهمات التركية الروسية حول الشمال الغربي من سورية، فإن واشنطن لا تزال ترى أن الهيئة "ذات مصدر قلق خاص".

وكانت واشنطن قد رصدت في عام 2020 مكافأة مالية تصل إلى عشرة ملايين دولار أميركي مقابل الحصول على معلومات تتعلق بالقائد العام لـ"هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، والذي ظهر في العديد من المرات بشكل علني في عدة مناطق داخل محافظة إدلب.

وتفرض الهيئة سيطرة كاملة على ما بقي من محافظة إدلب خارج سيطرة النظام، وعلى جزء من ريفي اللاذقية الشمالي وريف حلب الشمالي الغربي. وحيّدت الهيئة، خلال العام الماضي، العديد من التنظيمات والمجموعات التي تشكل خطراً عليها، أو يمكن أن تنازعها السيطرة على محافظة إدلب. 

كذلك أدرجت الولايات المتحدة تنظيم "حراس الدين"، المرتبط مع تنظيم "القاعدة"، في خانة التنظيمات الإرهابية في عام 2019، كما رصدت واشنطن مبلغاً هائلاً، ضمن برنامجها المعروف بـ"المكافآت من أجل العدالة"، من أجل الحصول على معلومات على عدد من قادة هذا التنظيم تفضي إلى اعتقالهم أو مقتلهم، وهم سامي العريدي، وأبو عبد الكريم المصري، وفاروق السوري.

وكان تنظيم "حراس الدين" قد خرج إلى العلن أواخر فبراير/ شباط 2018، بعد إعلان "جبهة النصرة" فك ارتباطها عن تنظيم "القاعدة".

وعمدت عدة شخصيات انشقت عن الهيئة إلى تشكيل هذا التنظيم الأكثر تطرفاً، من بقايا تنظيم متشدد آخر هو "جند الأقصى" الذي فككته الهيئة. وانضمت إلى "حراس الدين" لاحقاً مجموعات متشددة.

المساهمون