واشنطن تخشى مهاجمة روسيا محطات طاقة نووية في أوكرانيا

15 سبتمبر 2024
سوليفان خلال مشاركته في قمة حول أوكرانيا في سويسرا، 16 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **مخاوف أميركية من هجمات روسية على محطات نووية في أوكرانيا**: أعرب جيك سوليفان عن قلق الولايات المتحدة من هجمات روسية محتملة على محطات نووية في أوكرانيا، مؤكداً على السعي لمساعدة كييف في حمايتها.

- **تعزيز الدعم الأميركي لأوكرانيا قبل انتهاء ولاية بايدن**: يسعى بايدن لتعزيز قوة أوكرانيا قبل انتهاء ولايته، وسيلتقي زيلينسكي لمناقشة الدعم خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

- **تحديات وتوترات دولية متزايدة**: توعدت روسيا بالرد عسكرياً إذا سمحت الدول الغربية لأوكرانيا بشن هجمات على أراضيها، بينما تعتبر أوكرانيا كوريا الشمالية حليفاً خطراً لموسكو بسبب شحنات الأسلحة.

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، السبت، إنّ الولايات المتحدة تخشى هجمات روسية على محطات نووية في أوكرانيا وتسعى لمساعدة كييف على حمايتها. وأضاف في منتدى يالطا للاستراتيجية الأوروبية في كييف، والذي شارك فيه عبر الفيديو، "لقد أظهر الروس وحشية كبيرة في هجماتهم على البنى التحتية المدنية للطاقة. لقد أطلقوا النار بالفعل على محطات الطاقة النووية الأوكرانية وأعتقد أن ذلك قد يحدث مجدداً".

وأشار سوليفان إلى مسائل لوجستية وليس ضعف الإرادة، هي سبب تأخر المساعدة إلى أوكرانيا معترفاً في نفس الوقت بأنّ على واشنطن بذل المزيد من الجهود لمساعدة كييف في تصديها للغزو الروسي. وقال إنّ "المسألة لا تتعلق بالإرادة السياسية، إنما بالتغلّب على تلك المسائل اللوجستية الصعبة والمعقدة" في إشارة إلى المساعدة العسكرية. وأضاف "بالنظر لما تواجهه أوكرانيا، يتعين أن نبذل المزيد من الجهود، ويجب أن نقوم بذلك بشكل أفضل".

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي أنّ الرئيس جو بايدن سيستخدم الأشهر المتبقية له في منصبه لتعزيز قوة أوكرانيا التي تتصدى للغزو الروسي للعام الثالث. وانسحب بايدن من الانتخابات الأميركية التي قد تفضي إلى عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض، مع ما يستتبع ذلك من احتمال خفض الدعم لكييف. يثير هذا الاحتمال مخاوف في أوكرانيا التي تعتمد أساساً على الولايات المتحدة للحصول على الدعم.

وقال سوليفان إن بايدن "مصمم على استخدام الأشهر الأربعة (حتى تسليم المنصب) لجعل أوكرانيا في أفضل وضع ممكن للانتصار"، قبل أن يضيف "قال الرئيس زيلينسكي إن هذه الحرب يجب في نهاية المطاف أن تنتهي من خلال المفاوضات، ونحن نريدهم أن يكونوا أقوياء في تلك المفاوضات"، لافتاً إلى أن أوكرانيا هي من ستقرر متى تدخل في مفاوضات مع روسيا.

وسيلتقي بايدن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر/ أيلول، بحسب المسؤول الأميركي. وسيناقش الرئيسان أفضل السبل لتعزيز الدعم لأوكرانيا التي تواجه تقدما روسيا في شرق البلاد. وقال "اتخذت أوكرانيا خطوات جريئة وحاسمة في الحرب أيضاً. لكن المنطقة المحيطة ببوكروفسك تثير قلقاً خاصاً"، في إشارة إلى المدينة التي تمثل مركزاً لوجستياً صارت قوات موسكو على بعد عشرة كيلومترات منه.

رغم الهجوم المفاجئ الذي شنته كييف عبر الحدود في السادس من أغسطس/  آب في منطقة كورسك الروسية، تواصل موسكو تحقيق مكاسب ميدانية في منطقة دونيتسك (شرق). وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي أن بلاده تولي اهتماماً خاصاً للوضع في الشرق، وللمساعدة في الدفاع عن أوكرانيا من الهجمات على البنى التحتية المدنية للطاقة، والتي قد تطال محطات الطاقة النووية.

من أجل صد الهجمات المتجددة في الشرق، دعت أوكرانيا إلى تسليم المساعدات العسكرية الغربية على الفور. وكثيراً ما انتقدت كييف التأخيرات التي تعيق نقل الأسلحة الغربية. وقال سوليفان في هذا الصدد إنّ "المسألة لا تتعلق بالإرادة السياسية، إنما بالتغلب على تلك المسائل اللوجستية الصعبة والمعقدة". لكنه أضاف "بالنظر لما تواجهه أوكرانيا، يتعين أن نبذل المزيد من الجهود، ويجب أن نقوم بذلك بشكل أفضل".

روسيا تجدد وعيدها بالرد على أوكرانيا

من جهته، توعد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، بأن بلاده سترد عسكرياً إذا تم السماح لأوكرانيا بتنفيذه هجمات على أراضيها بصواريخ غربية. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ريابكوف للصحافيين على هامش القمة الإعلامية للدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" التي انطلقت السبت في موسكو. وفي معرض تعليقه على إمكانية سماح الدول الغربية لأوكرانيا بشن هجمات بصواريخ طويلة المدى على الأراضي الروسية، قال ريابكوف إن القرار المتعلق بهذا الشأن قد اتُخذ منذ فترة وأن الإشارات ذات الصلة أرسلت إلى كييف.

وأضاف: "لهذا السبب، سنرد بشكل كاف على هذا الأمر، يوجد خطر كبير. لأن الأعداء في واشنطن ولندن والأماكن الأخرى يقللون من مستوى خطورة اللعبة التي بدأوها". وتابع: "فليتخذوا أولاً خطوة في هذا الاتجاه وسيتلقون ردًا شاملاً على الصعيد العسكري أيضاً". واتهم ريابكوف الولايات المتحدة وبريطانيا بمحاولة تصعيد التوتر في أوكرانيا إلى "مستوى لا يمكن السيطرة عليه".

وأوضح أن روسيا أعطت إشارات للولايات المتحدة خلال المباحثات على مستوى السفارات للتوقف عن ذلك، إلا أن هذه الإشارات لم تكن مؤثرة. ولفت إلى أن الولايات المتحدة تنتهج سياسة عدوانية ضد روسيا. وأكد على إمكانية حظر تصدير اليورانيوم إلى الولايات المتحدة كإجراء ضد العقوبات المفروضة على بلاده. كما أشار ريابكوف إلى أن الولايات المتحدة تحاول عرقلة التعاون العسكري الفني بين روسيا وإيران.

كييف: كوريا الشمالية مصدر خطورة

في الأثناء، اعتبر مدير الاستخبارات الأوكرانية كيريلو بودانوف، السبت، أن كوريا الشمالية هي أكثر حلفاء موسكو خطراً على كييف بسبب الشحنات الضخمة من قذائف المدفعية التي ترسلها إلى روسيا لاستعمالها على الجبهة في أوكرانيا. وقال في مؤتمر يالطا للاستراتيجية الأوروبية في كييف "من بين جميع حلفاء روسيا، مشكلتنا الأكبر هي كوريا الشمالية، لأنها مع حجم العتاد العسكري الذي تقدمه، تؤثر بشكل كبير على شدة القتال".

جاءت تصريحاته فيما تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بتعزيز العلاقات مع روسيا أثناء استضافته الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو. وتراقب كييف شحنات الأسلحة من بيونغ يانغ إلى موسكو وتشعر بتأثيرها على ساحة المعركة. وأضاف بودانوف "هناك علاقة مباشرة. إنهم يزودون روسيا بكميات هائلة من ذخيرة المدفعية، وهي بالغة الأهمية".

بالإضافة إلى المساعدات الخارجية، تستثمر موسكو أيضا في إنتاج أسلحتها، ويشمل ذلك تطوير وتكثيف إنتاج صواريخ إسكندر. وتابع مدير الاستخبارات الأوكرانية "نرى الآن بوضوح الاستخدام المكثف لصواريخ إسكندر-إم". وأشار إلى أن "القنابل الموجهة تشكل مشكلة ضخمة، وقد تضاعف إنتاجها عدة مرات".

تحمل هذه الصواريخ حوالى نصف طن من المتفجرات ويمكن إطلاقها من مسافة بعيدة، ما يسمح للطائرات الروسية بتجنب الدفاعات الجوية. ولمواجهة الاعتداءات الروسية المستمرة، تعمل كييف على تطوير إنتاجها من الأسلحة، مع طلب المزيد من الدعم الغربي. وتردد حلفاء كييف الغربيين منذ بدء الحرب في زيادة المساعدات لأوكرانيا لتجنب احتمال الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا. لكن الولايات المتحدة وبريطانيا تدرسان حاليا إمكانية السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة ذات مدى أطول لضرب أهداف في عمق روسيا ــ وهو أحد أهم مطالب كييف.

وقال كيريلو بودانوف في هذا الصدد "لن يكون هناك تصعيد، ولا يوجد شيء على الإطلاق من شأنه أن يجعل الوضع أسوأ". وتوقع مدير الاستخبارات الأوكرانية أن تحاول روسيا إنهاء حربها مع أوكرانيا قبل عام 2026، بسبب المشاكل الاقتصادية المحتملة خصوصا جراء العقوبات الغربية والحاجة إلى حملة تعبئة جديدة للجنود. كما تعهد بمواصلة القتال، قائلاً "نحن نقاتل من أجل أرضنا، وليس لدينا أي خيار آخر. لا يمكننا أن نقول ببساطة: لقد سئمنا ذلك".

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون