حذرت الولايات المتحدة جماعة الحوثيين من أنّ خطة السلام في اليمن التي تم التفاوض عليها مع السعودية ستفشل إذا استمرت هجماتها على السفن التجارية قبالة السواحل اليمنية.
وبحسب ما أوردته صحيفة ذا غارديان البريطانية، الثلاثاء، فإنّ التحذير الأميركي للحوثيين بفشل خطة السلام، يظهر الثمن الذي ترغب الولايات المتحدة في دفعه لدعم خطة إسرائيل في القضاء على قيادة حركة حماس.
ونقلت "ذا غارديان"، الثلاثاء، عن مسؤولين غربيين قولهم إنه لا توجد أجندة خفية لإفساد خطة السلام اليمنية المكونة من ثلاث مراحل، بل مجرد اعتراف بأنه قد يكون من المستحيل سياسياً وقف المطالبة المتزايدة في مجلس الشيوخ الأميركي بتصنيف جماعة الحوثي كمنظمة "إرهابية" مع استمرار الهجمات على السفن.
وتضامناً مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي في غزة، فإن الحوثيين يستغلون سيطرتهم على سواحل يمنية، بما في ذلك ميناء الحديدة وموانئ أخرى، لشنّ هجمات على ما يعتبرونها سفناً مرتبطة بإسرائيل.
وتحاول الولايات المتحدة على عجل تشكيل قوة حماية بحرية تتمركز خارج البحرين لمنع إغلاق أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم، وبالتالي إصابة الاقتصاد العالمي بالشلل.
وزار المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ أخيراً الدوحة لإجراء محادثات مع أعضاء الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، كما يجري ليندركينغ مشاورات مع المملكة العربية السعودية وواشنطن بشأن رد الغرب على الحوثيين.
وهناك ضغوط في الكونغرس لتصنيف الحوثيين المدعومين من إيران – الذين انخرطوا في سنوات من الحرب في اليمن مع القوات المدعومة من السعودية – كمنظمة إرهابية أجنبية.
وقال دبلوماسيون لصحيفة ذا غارديان إنه إذا تم تصنيف الحوثيين على أنهم "منظمة إرهابية"، فسيتم حظر الأموال التي كان من المقرر وضعها في البنوك لدفع رواتب الموظفين المدنيين، وهو مطلب رئيسي للحوثيين في المرحلة الأولى من خطة السلام. وبالمثل، فإن التشغيل المخطط لأي موانئ بحرية أو مطارات لن يكون ممكناً، وبالتالي سيبقى الاقتصاد اليمني في حالة خراب.
ومن الواضح أنّ الدبلوماسيين الأميركيين يأملون في أن تؤدي التحذيرات الموجهة إلى الحوثيين بأنهم سيعرّضون للخطر فرصة إنهاء الحرب في اليمن، التي دامت تسع سنوات، إلى إقناع مقاتلي الجماعة بالكف عن الهجمات على سفن الشحن البحري.
وتتطلع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى إنهاء الحرب اليمنية، وتعتقدان أنه تم التوصل إلى أساس للقيام بذلك في الرياض يمكن أن يرضي الأطراف الرئيسية، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تدعمه الإمارات العربية المتحدة.
ولا تزال تفاصيل خطة السلام التي تم تسليمها إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ طي الكتمان. ومن المتوقع أنه إذا وافقت جميع الأطراف على مبادئها العامة، بما في ذلك الانسحاب التدريجي للقوات الأجنبية، فإنه سيتم إجراء توقيع رسمي بحضور أطراف خارجية.
ووفق مصادر ملاحية، رفعت تهديدات الحوثيين في اليمن درجة المخاطر التي تواجه التجارة الخارجية لإسرائيل، ومع ارتفاع منسوب تلك التهديدات باتت تلك التجارة مهددة، خصوصاً مع دول آسيا، ومع دول أفريقية وخليجية.
وتوعدت جماعة الحوثي مراراً باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، داعية الدول إلى "سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن".
في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت جماعة الحوثي للمرة الأولى استهداف إسرائيل بعدد كبير من الصواريخ والمسيّرات، أعقبها الكشف عن أكثر من عملية أخرى.
واستولى الحوثيون، في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، وجرى اقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامناً مع "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة"، بحسب المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع.