استمع إلى الملخص
- **محور فيلادلفيا كنقطة خلاف رئيسية**: حماس تطالب بانسحاب إسرائيل الكامل من المحور، بينما يصر نتنياهو على بقاء الجيش فيه، رغم عدم وجود سبب أمني لرفض الخروج المؤقت.
- **مواقف الأطراف المختلفة**: حماس تعارض بقاء الاحتلال في المحور، بينما يعارض بن غفير أي صفقة تبادل للأسرى. الولايات المتحدة تعتقد بإمكانية التوصل إلى اتفاق رغم الخلافات.
هيئة البث: إسرائيل مستعدة للانسحاب من فيلادلفيا بالمرحلة الثانية
المقترح الأميركي الجديد سيكون أكثر تفصيلاً من مقترح "سد الفجوات"
"والاه": المقترح الجديد سيكون صعباً على حماس وإسرائيل
رجحت هيئة البث العبرية، يوم الأربعاء، أن ينشر الوسطاء الجمعة المقبل مقترح "حل وسط" للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل أسرى، فيما قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، إنّ المقترح الجديد سيكون أكثر تفصيلاً من مقترح "سد الفجوات" الذي جرى بحثه الشهر الماضي، مؤكدة أنه لن يكون المقترح الأميركي الأخير، خاصة مع وجود سبعة محتجزين أميركيين في غزة.
وبات محور فيلادلفيا إحدى أبرز نقاط الخلاف في مباحثات وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر، إذ تتمسك حركة حماس بانسحاب إسرائيل بشكل كامل من المحور بين قطاع غزة ومصر، بينما يصر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على بقاء الجيش فيه، رغم تأكيد أجهزة الأمن الإسرائيلية وفي مقدمتها وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت عدم وجود سبب أمني يدفع لرفض الخروج المؤقت منه.
وقالت هيئة البث العبرية، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول، إنّ رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنيع، أبلغ الوسطاء، في الأيام الأخيرة، بتمسّك إسرائيل بالبقاء في محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من اتفاق، مع استعدادها للانسحاب في المرحلة الثانية. وتابعت أنّ برنيع نقل هذه الرسالة رغم تصريحات نتنياهو بأنّ محور فيلادلفيا "يحدد مستقبلنا كاملاً". ونقلت هيئة البث عن مكتب نتنياهو تعليقه: "ليس مطلوباً بعد من مجلس الوزراء مناقشة أي جزء من المرحلة الثانية من الصفقة".
ومساء الثلاثاء، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات لم تسمّها، أنّ نتنياهو أبلغ الوسطاء بإمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من اتفاق، لكنه تراجع بهدف "تعطيل الصفقة لأسباب سياسية". وزعم نتنياهو، مساء الاثنين، أنّ تحقيق أهداف الحرب على غزة "يمر عبر محور فيلادلفيا"، وشدد على أن الجيش لن ينسحب منه "على الإطلاق".
ووفق ما أوردته هيئة البث، يوم الأربعاء، فإنّ "مسؤولين من الدول الوسيطة اتصلوا بمسؤولين إسرائيليين كبار، في الأيام الأخيرة، لتحديد ما إذا كانت توجد مرونة إسرائيلية في المرحلة الأولى من اتفاق، بما في ذلك بشأن محور فيلادلفيا". وأضافت أنّ "الولايات المتحدة ومصر وقطر أجرت محادثات مهمة في الأيام الأخيرة لصياغة خطة حلّ وسط لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن". وتابعت أنّ "الوسطاء يعتزمون نشر المخطط علناً، على الأرجح من قبل الرئيس (الأميركي) جو بايدن، بحلول يوم الجمعة". وأردفت: "لذلك، سافر رئيس الموساد إلى الدوحة هذا الأسبوع، ومن المحتمل أن تستمر المحادثات هناك في الأيام المقبلة".
تفاصيل المقترح الأميركي الجديد بشأن غزة
من جهتها، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، يوم الأربعاء، إنّ المقترح الأميركي الجديد يتضمن المزيد من التفاصيل بما في ذلك كيفية سير تبادل الأسرى، والتحديات أو المخاطر التي قد تؤدي إلى استمرار القتال حال توقفه بموجب الاتفاق، والوقت الذي سيبقى فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وقطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنّ معظم مسودة الصفقة تم الاتفاق عليها، مضيفة أنّ حركة حماس لا تزال الأقل استعداداً لقبولها وأنّ رئيس الحركة يحيى السنوار متردد في التوقيع على اتفاق. وأفادت بأنّ المقترح الذي سيتم عرضه يمنح الحركة معظم مطالبها، مع زعمها تقديم الجانب الإسرائيلي عدة تنازلات. واستبعد مسؤولان كبيران في الإدارة الأميركية لـ"وول ستريت جورنال"، انسحاب الولايات المتحدة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة "لأنها تريد إنهاء الحرب"، بحسب قولهما. وبحسب ما نقله موقع والاه العبري عن مسؤولين إسرائيليين، فإنّ المقترح الجديد "سيكون صعباً على حركة حماس وعلى إسرائيل".
وكان مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، قد قال، أمس الثلاثاء، إنّ "مقترح صفقة وقف إطلاق النار في غزة، الذي يتم العمل عليه حالياً، والذي يتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، ينص على أنه يتعين انسحاب الجيش الإسرائيلي من جميع المناطق المكتظة بالسكان"، مضيفاً أنّ التوصل إلى اتفاق "لا يزال ممكناً" رغم الخلاف القائم بين الأطراف بشأن محور فيلادلفيا.
قيادي في حماس: أي مقترح أميركي جديد سيهدف لكسب الوقت
واعتبر القيادي بحركة حماس أسامة حمدان، مساء الثلاثاء، أنّ أي مقترح أميركي جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى "سيهدف إلى امتصاص الغضب في الشارع الإسرائيلي"، وكسب وقت لـ"مزيد من قتل الشعب الفلسطيني".
وقال حمدان، في تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة القطرية نشرتها صفحة الحركة عبر "تليغرام": "لا شيء جديداً سوى ما نسمعه في الإعلام وما يجري الحديث به مع الوسطاء حول نية الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم مقترح جديد". وتابع حمدان: "واشنطن كانت شريكة الاحتلال، ولم تضغط بشكل مناسب على نتنياهو، ولم تقم بما هو مطلوب منها كي يلتزم بالمبادرات التي قُدمت".
ومنذ إعلان تل أبيب الأحد العثور على جثث ستة من أسراها في غزة، تتصاعد في إسرائيل انتقادات سياسية واحتجاجات شعبية تحّمل نتنياهو مسؤولية مقتلهم، وتطالبه بإبرام اتفاق فوراً. والاثنين، قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنّ إدارة بايدن تستعد لطرح مقترح "الفرصة الأخيرة" لوقف إطلاق النار في غزة.
وشدد حمدان على أن "فكرة استعادة الأسرى (الإسرائيليين من غزة) وفق الشروط الإسرائيلية غير ممكنة"، ولن يعودوا "إلا إذا توقف العدوان وانسحب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة". وأردف: "ليس المطلوب أن تكون هناك مبادرة جديدة، المطلوب إلزام نتنياهو بما قُدم ووافقت المقاومة عليه في الثاني من يوليو/ تموز الماضي، هذا هو المخرج وليس مزيداً من التفاوض الذي لا أفق له".
وجدد حمدان رفض "حماس" لأي صيغة "تسمح ببقاء الاحتلال في محور فيلادلفيا". وتابع: "محور فيلادلفيا جزء من عملية الانسحاب من غزة التي تم الاتفاق عليها بشكل أساسي لإبرام الاتفاق، الذي يتضمن وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإجراء عملية تبادل للأسرى".
قلق مصري من تصريحات نتنياهو المتضاربة
ومع تجدّيد نتنياهو التمسك ببقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في محور فيلادلفيا الواقع بين قطاع غزة ودولة مصر، يوم الأربعاء، ينتاب الجانب المصري قلق من مراوغة نتنياهو. وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية إن مصر لم تنجح في منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر المحور، مضيفاً أنه منذ خروج جيش الاحتلال من غزة عام 2005، أصبح محور فيلادلفيا مجالاً لتهريب الأسلحة المقدمة من إيران، على حد قوله.
وأضاف رئيس حكومة الاحتلال أن سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا أمر أساسي في تحقيق أهداف الحرب الحالية على قطاع غزة، موضحاً أنه "يجب فهم الموقع المركزي لمحور فيلادلفيا بالنسبة لتسليح حماس، وهو السبب ذاته الذي أدى إلى عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول". قائلاً: "إذا خرجنا من محور فيلادلفيا فلن نتمكن من العودة إليه مرة أخرى".
وقال مسؤول مصري سابق، في حديثه مع صحيفة واشنطن بوست، إن "الوضع في إسرائيل مربك للغاية"، مضيفاً أن تصريحات نتنياهو المتضاربة تسبب إحباطاً لمصر والوسطاء الآخرين. وقال مسؤول إسرائيلي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المفاوضات الحساسة: "هذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها الرسالة الداخلية والرسالة الخارجية شيئين مختلفين". وأضاف المسؤول: "هناك بعض المسؤولين الذين لا يعتقدون أن الصفقة ستتجاوز المرحلة الأولى، في حال حدثت".
وبحسب الصحيفة، يعتقد المسؤولون في البيت الأبيض أيضاً أن إسرائيل غير مهتمة بالتحرك نحو وقف إطلاق نار دائم، لكنهم يقولون إن ستة أسابيع من الهدوء، أي المرحلة الأولى من الاتفاق، من المرجح أن تخلق الظروف على الجانبين التي تجعل من الصعب استئناف الحرب، وأن هذه الفرصة سوف تزيد الضغوط لتقديم التنازلات. وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة أيضاً إنه إذا تنازل نتنياهو بشأن قضية الحدود، فما زال من غير الواضح إذا كانت حماس ستوافق على الصفقة. ورفض مكتب نتنياهو التعليق على هذه التصريحات.
بن غفير يعمل على وقف المفاوضات مع "حماس"
في المقابل، صرّح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، يوم الأربعاء، بأنه يعمل على وقف المفاوضات الرامية لصفقة تبادل للأسرى مع "حماس" ولهدنة بقطاع غزة.
وقال زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، على منصة إكس: "أعمل على وقف المفاوضات مع حماس". وأضاف: "الدولة التي يقتل ستة مختطفين منها بدم بارد، لا تتفاوض مع القتلة، بل توقف المفاوضات، وتتوقف عن تزويدهم بالوقود والكهرباء، وتسحقهم حتى يستسلموا". وزعم بن غفير "أن استمرار المفاوضات لا يؤدي إلا لتحفيز المزيد من الإرهاب في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أيضاً"، وفق تعبيره.
ويعارض بن غفير التوصل إلى أي صفقة تبادل للأسرى ووقف لإطلاق النار ووصول مساعدات إنسانية إلى غزة، ويدعو لإعادة احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه وإعادة الاستيطان الإسرائيلي فيه.