هل يعلن غانتس انسحابه من حكومة الحرب الإسرائيلية السبت؟

07 يونيو 2024
غانتس خلال اجتماع مع بلينكن، 8 فبراير 2024 (مارك شيفلبين/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بيني غانتس يخطط لإعلان انسحابه من حكومة نتنياهو بسبب عدم تقديم استراتيجية واضحة للحرب وما بعدها، مما يعكس توترات سياسية متصاعدة.
- الضغوط تتزايد على غانتس لتأجيل قراره بالانسحاب وسط تطورات مثل مقترح الهدنة في غزة وتبادل الأسرى، والمخاوف الأمريكية من تأثير الانسحاب على الوضع الأمني.
- استطلاعات الرأي تفضل غانتس على نتنياهو كرئيس للحكومة، لكن خروج غانتس قد يعزز موقف حزبي القوة اليهودية والصهيونية الدينية، مما يشير إلى تحديات وتوترات داخل الساحة السياسية الإسرائيلية.

يعتزم الوزير الإسرائيلي بيني غانتس الإدلاء ببيان مساء غد السبت، من المتوقع أن يعلن فيه انسحابه من حكومة الحرب برئاسة بنيامين نتنياهو، وفق إعلام عبري. وقالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الجمعة، نقلاً عن مكتب غانتس، إنه سيدلي ببيان مساء السبت، ومن المتوقع أن يعلن فيه الانسحاب من الحكومة.

وتنتهي مساء السبت المهلة التي حددها غانتس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتحديد استراتيجية واضحة للحرب وما بعدها، وإلا فإنه سينسحب من الحكومة. وانضم حزب غانتس إلى حكومة نتنياهو في 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وباتت تسمّى حكومة الطوارئ، وعلى إثر الخطوة تم إنشاء حكومة الحرب المصغرة.

ويضم مجلس الحرب كلاً من نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس، فيما يشارك في المجلس، بصفة مراقب، كلّ من قائد الأركان السابق غادي آيزنكوت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. ويحلّ الموعد النهائي للمهلة التي حدّدها غانتس مع تطورين مهمين، الأول هو تقديم الولايات المتحدة ما قالت إنه "مقترح إسرائيلي" لهدنة في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، أما التطور الثاني، فهو تصاعد الدعوات في إسرائيل للحرب في لبنان، على إثر تكثيف "حزب الله" هجماته على شمالي البلاد.

وحتى صباح اليوم الجمعة، لم يوضح غانتس إذا ما كان سيبقي على مهلته لنتنياهو أم أنه سيؤجل قراره. ولكن انسحابه من حكومة نتنياهو لا يعني سقوطها، إذ إنه انضم إليها بينما كان لدى نتنياهو 64 صوتاً من أعضاء الكنيست الـ 120. ويلزم الحصول على ثقة 61 نائباً على الأقل من أجل تشكيل حكومة. وكتبت المحللة الحزبية في صحيفة معاريف الإسرائيلية آنا بارسكي، اليوم: "تنتظر المؤسسة السياسية بفارغ الصبر مساء الغد، حيث يفترض أن ينفذ الوزير غانتس الإنذار النهائي الذي وجهه لنتنياهو ويستقيل من الحكومة".

واستدركت: "ومع ذلك، تعرض غانتس في الأيام الأخيرة لضغوط شديدة لتأجيل انسحابه"، مضيفة: "قال وزير في الحكومة أمس إنه لدى سؤال عضو بارز في حزب غانتس عما إذا كان سيتنحى مساء الغد (السبت)، لم يتم تقديم إجابة ملموسة". وتابعت: "على أي حال، في الأيام الأخيرة كان هناك عدم يقين بين المقربين من غانتس بشأن ما إذا كان سيتم تأجيل الموعد النهائي للانسحاب من الحكومة أو الالتزام به". ولفتت أن "السبب الرئيسي لعدم اليقين هو حقيقة أن حركة حماس لم تقدم بعد رداً رسمياً على الصفقة المطروحة على الطاولة في ما يتعلق بإعادة الرهائن".

ونقلت عن مقرب من غانتس، لم تسمّه، قوله إن "المشاورات تجرى طوال الوقت، لكن حتى الآن لم يتغيّر القرار، سننحسب ما لم يكن هناك تطور غير عادي". وقالت بارسكي: "ومع ذلك، أوضحت بعض المصادر أنه إذا وافقت حماس بشكل إيجابي على الصفقة بعد ليلة السبت، فإن وجود غانتس والوزير غادي آيزنكوت في الحكومة سيكون ضرورياً، وبالتالي يتم النظر في إمكانية الانتظار قليلاً حتى تتضح الصورة".

وسيمثل خروج غانتس من الحكومة انفراجة لحزب القوة اليهودية اليميني المتطرف برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وحزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش. فكلاهما لم يكونا راضيين عن كون قرارات الحرب بيد حكومة الحرب التي لا تضم ممثلين عن حزبيهما. وطالب بن غفير وسموتريتش مراراً بالانضمام الى حكومة الحرب، أو على أقل تقدير حلها.

وفي هذا الصدد قالت بارسكي: "إذا غادر غانتس وحزبه الحكومة، يعتقد أن الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش سيطالبان بعضوية في حكومة الحرب بدلاً من الوزيرين المتقاعدين، لكن المقربين من نتنياهو أوضحوا أنه غير مهتم بذلك". وأضافت نقلاً عن مقربين من نتنياهو، لم تسمهم، تأكيدهم أنه "في حال انسحاب حزب الوحدة الوطنية، سيعلن رئيس الوزراء حل مجلس وزراء الحرب".

من جهتها، توقعت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم، أن يعلن غانتس انسحابه من الحكومة مساء السبت. واستدركت: "في حين أن هذا غير مؤكد في هذه المرحلة، يبدو أن القرار سينفذ ما لم يحدث تطور غير عادي". ورأت أن الفجوة الكبيرة التي تمنع حزب غانتس من البقاء في الحكومة هو انعدام الثقة التام بين الطرفين، مشيرة إلى أنه "لم تنجح محاولات التوسط بينهما".

وقالت عندما قدم الإنذار قبل بضعة أسابيع، ادعى غانتس أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات حيوية في القيادة. واتهم القادة بالتصرف بجبن، والتفكير فقط في أنفسهم، وذكر أيضاً أن "الاعتبارات السياسية تتغلغل في عملية صنع القرار". ومن جهة أخرى، أشارت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم، إلى أن الإدارة الأميركية تحاول إقناع غانتس بعدم مغادرة الحكومة. ولفتت الهيئة إلى أن واشنطن "قلقة بشأن انسحاب غانتس من حكومة الحرب في هذا الوقت بالذات، ومن المتوقع أن يتم هذا الانسحاب مساء غد السبت وثمة من يتهمون نتنياهو بأنه لا يحاول حتى منع ذلك".

وكشفت أن "الأميركيين اتصلوا بالوزير بيني غانتس في الأيام الماضية، وحاولوا التحقق من إمكانية تأجيل أو منع انسحابه من حكومة الحرب، وذلك على ضوء المفاوضات الجارية حالياً للتوصل إلى صفقة جديدة". وقالت: "يعتبر الأميركيون غانتس شريكاً مقرباً، وأعربوا عن قلقهم من انسحابه في هذا الوقت بالذات".

وكان غانتس قد طالب نتنياهو بوضع استراتيجية من ستة أهداف، تتضمّن: إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة وهزيمة حماس، نزع السلاح من قطاع غزة، تحديد بديل لحماس في غزة، عودة سكان شمالي إسرائيل إلى منازلهم بحلول الأول من سبتمبر/ أيلول، الدفع بعملية التطبيع مع السعودية، واعتماد خطة الخدمة العسكرية في إسرائيل. ولم يعلن نتنياهو عن هذه الاستراتيجية.

استطلاع: غانتس الأنسب لرئاسة الحكومة

في غضون ذلك، منح استطلاع للرأي نشرته صحيفة معاريف اليوم حزب المعسكر الرسمي 27 مقعداً، أكثر بمقعدين من استطلاع الأسبوع الماضي، فيما تراجع "الليكود" من 22 مقعداً إلى 20 هذا الأسبوع. ويعتقد 42% من المشاركين في الاستطلاع أن غانتس هو الأنسب لرئاسة الحكومة، مقابل 34% اختاروا نتنياهو، وازدادت الفجوة بينهما من 4% إلى 8%. مع هذا، كان الاتجاه العام في عدة استطلاعات أجريت أخيراً أن نتنياهو يواصل تقليص الفجوة، التي بلغت أكثر من 20% في الأيام الأولى للحرب، ومثال على ذلك نتائج استطلاع نشرته معاريف أيضاً في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ اعتقد يومها 48% من المستطلعين أن غانتس هو الأنسب مقابل 29% لنتنياهو.

وبعد يومين من إعلانه الانضمام إلى حكومة الطوارئ، منح استطلاع نشرته صحيفة معاريف يوم 13 أكتوبر الماضي حزب غانتس في حينه 41 مقعداً في الكنيست، فيما تراجع الليكود إلى 19 مقعداً وارتفعت هذه الأرقام وهبطت، من فترة الى أخرى حسب المتغيّرات. ولا تلوح في الأفق إمكانية انتخابات قريبة تدعو إليها أطياف سياسية وشعبية في إسرائيل، إثر رفض نتنياهو إجراء انتخابات في ظل الحرب على غزة. وأشارت "معاريف" إلى أن الاستطلاع أجري من قبل معهد "لازار" على عينة عشوائية من 502 إسرائيليين، وكان هامش الخطأ 4.4 بالمائة.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون