على الرغم من زعم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى لقاء في الولايات المتحدة، يشير بعض المحللين الإسرائيليين إلى "واقع مختلف".
واعتمدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الليلة الماضية، على بيان مكتب نتنياهو، بشأن المكالمة التي جرت بينه وبين بايدن، وجاء فيه أنّ بايدن دعا نتنياهو إلى لقاء، دون تحديد الزمان ودون ذكر أنّ اللقاء سيكون في البيت الأبيض أو في مكان آخر، سوى أنه سيكون في الولايات المتحدة.
وسارعت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، بحسب ما أورده الصحافي والمحلل الإسرائيلي أمير تيفون، إلى وصف "الدعوة" بأنها "نهاية الإذلال العلني الذي عانى منه نتنياهو من قبل بايدن منذ نحو نصف عام".
لكن في وقت لاحق، يقول الكاتب إنّ الصورة "اتضحت أكثر. إحاطتان للإعلام نظمهما مسؤولون كبار في البيت الأبيض لم يذكرا إطلاقا كلمة دعوة، وأشارتا فقط إلى لقاء سيقام على ما يبدو قبل نهاية السنة الحالية على أرض الولايات المتحدة الأميركية. ويشير ذلك إلى أنّ الحديث على ما يبدو، هو عن لقاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي سيشارك فيها كلا الزعيمين (نتنياهو وبايدن) في نهاية سبتمبر/ أيلول (المقبل).
ولفت الكاتب إلى الفرق بين لقاء مطوّل مع الرئيس في المكتب البيضاوي، كجزء من زيارة سياسية رسمية للعاصمة الأميركية، وبين اجتماع قصير على هامش انعقاد الجمعية العامة في نيويورك.
وأضاف أنّ بايدن سيلتقي في الأمم المتحدة قادة العديد من الدول، وليس فقط حلفاء مقربين ومهمّين، "في حين أنّ اجتماعاً شخصياً في البيت الأبيض يميّز علاقة أوثق وأقوى، وفي الوقت الحالي، لا يبدو أن نتنياهو في طريقه إلى هناك".
في المقابل، يضيف الصحافي الإسرائيلي، أنّ الإدارة الأميركية "لم تغلق الباب كلياً على هذه الإمكانية. ويتعلق الأمر إلى حد كبير بسلوك نتنياهو في الأشهر القادمة، إزاء جبهتين، تسببان اليوم توتراً بين حكومته المتطرفة والبيت الأبيض: التشريعات ضد الجهاز القضائي، وسياسة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة"، مضيفاً أنّه "في البيان الإسرائيلي عن المحادثة (بين نتنياهو وبايدن)، تم التطرق إلى هذه القضايا بشكل عابر، ولكن في الإحاطات الصحافية من طرف الإدارة الأميركية ، تم التركيز عليها برسائل واضحة ومباشرة".
وعلى صعيد التشريعات التي تقودها حكومة نتنياهو، عاد بايدن وأكد على أهمية التوصّل إلى اجماع واسع بشأنها في إسرائيل.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، في إحاطة صحافية أمس الاثنين، إنّه يجب عدم الاعتقاد خطأً والنظر إلى اللقاء الذي سيُعقد "على ما يبدو في الخريف" كمؤشر على أنّ قلق الإدارة الأميركية تبدد إزاء ما يحدث في إسرائيل، مؤكداً: "قلقنا لا يزال موجوداً".
وفي السياق الفلسطيني، عاد كيربي وأكد على معارضة الإدارة الأميركية لخطوات حكومة الاحتلال الإسرائيلي وسياستها في الضفة الغربية، وقال إنّ الرئيس (جو بايدن) ليس نادماً على تصريحاته التي أطلقها الأسبوع الماضي، عبر شبكة "سي أن أن" الأميركية، والتي تحدث فيها عن تطرف حكومة الاحتلال.
يُذكر أن بايدن سيلتقي، اليوم الثلاثاء، الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي يزور واشنطن لبحث عدة قضايا، وسط تساؤلات إنّ كان هرتسوغ سيتمكن من تليين مواقف الرئيس الأميركي، وإقناعه بتبني نهج أكثر تصالحية تجاه الحكومة الحالية في إسرائيل.