هل تنجح قمّة بريكس القادمة في توسيع نفوذ التكتل؟

20 اغسطس 2023
سيريل رامافوزا يعد بأن تكون قمة بريكس في جوهانسبرغ رائعة (ليون نيل/Getty)
+ الخط -

يجتمع قادة دول بريكس ذات الاقتصادات الناشئة، والتي تمثّل نحو رُبع ثروة العالم، اعتباراً من الثلاثاء القادم بجوهانسبرغ في قمّة ترمي إلى توسيع نفوذ التكتّل والدفع باتجاه تحول في السياسة العالمية.

ويستضيف رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، كلاً من الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في القمة السنوية للتكتّل، التي تستمر لثلاثة أيام، ويشارك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في القمّة عبر الفيديو.

وبعد تساؤلات عما إذا كان الرئيس الروسي سيحضر قمة بريكس، قرّر بوتين الشهر الماضي عدم الذهاب إلى جوهانسبرغ، في ضوء مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقّه، حيث من المفترض نظرياً أن تقوم جنوب أفريقيا باعتقال بوتين إن دخل أراضيها، بصفتها عضواً في المحكمة الجنائية الدولية. وسيتوجّه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى جوهانسبرغ بدلاً منه.

وتمثّل دول بريكس مليارات الأشخاص عبر ثلاث قارات، مع اقتصادات تشهد مراحل متفاونة من النمو، لكنّها تتشارك أمراً واحداً: ازدراء نظام عالمي تقول إنّه يخدم مصالح القوى الغربية الغنية.

وقال تشن شياو دونغ، السفير الصيني في بريتوريا، للصحافيين، يوم الجمعة، إنّ "نظام الحُكم العالمي التقليدي أصبح معطّلاً وقاصراً"، وأضاف أنّ دول بريكس "أصبحت على نحو متزايد قوة راسخة في الدفاع عن العدالة الدولية".

وهناك اهتمام متزايد بالتكتل، إذ أعربت 40 دولة على الأقلّ عن رغبتها في الانضمام إليه بينها 23 دولة قدّمت طلبات رسمية لنيل عضويته.

عالم "شديد الاستقطاب"

وقال مندوب جنوب أفريقيا في مجموعة بريكس أنيل سوكلال لـ"فرانس برس"، الجمعة، إنّ أحد الأسباب التي تجعل الدول تصطف للانضمام إلى التكتّل هو "العالم شديد الاستقطاب الذي نعيش فيه، والذي زادت من استقطابه الأزمة الروسية-الأوكرانية حيث تُجبر البلدان على الانحياز" إلى أحد الطرفين.

وأضاف أن "دول الجنوب لا تريد أن يُملى عليها مَن تدعم وكيف تتصرف وكيف تدير شؤونها السيادية. إنها قوية بما يكفي الآن لتأكيد مواقفها"، وبحسب سوكلال، فإنّ دول بريكس بعثت الأمل للدول التي تتطلّع إلى إعادة رسم "الهيكل" العالمي.

وتابع: "الأسواق الرئيسية الآن تقع في جنوب العالم، لكنّنا ما زلنا على الهامش من حيث صنع القرار العالمي".

وبرأي المحاضر في السياسة الدولية في جامعة ليمبوبو، ليبوغانغ ليغودي، فإنّ العديد من الدول الحريصة على الانضمام إلى المجموعة "تنظر إلى بريكس كبديل للهيمنة الحالية" في الشؤون العالمية.

وخلال القمّة سيشارك مسؤولون من حوالى 50 دولة أخرى في برنامج "أصدقاء بريكس" الذي سيُعقد في مركز للمؤتمرات في ساندتون بجوهانسبرغ. وتُعقد قمة بريكس هذا العام تحت عنوان "بريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة"، وأُطلِق تكتّل بريكس رسمياً عام 2009.

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في اجتماع للحزب الوطني الأفريقي الحاكم في جوهانسبرغ، السبت: "سنعقد قمة رائعة"، وبحسب رامافوزا، فإنّ وجود هذا العدد الكبير من قادة الدول "يُظهر نفوذ جنوب أفريقيا وتأثيرها" في العالم. لكنّ الخبراء الذين يراقبون دول بريكس من كثب ليسوا متفائلين للغاية بشأن نتائج القمّة.

وتمثّل بريكس الآن 23 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و42 بالمائة من سكّان العالم، وأكثر من 16 في المائة من التجارة العالمية.

(فرانس برس)

المساهمون